صامد حتى النهاية (حكاية بطل أراد الشهادة3)
+3
بنت الجماهيرية العظمى
بنت طرابلس 1
ريم سالم
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
صامد حتى النهاية (حكاية بطل أراد الشهادة3)
حكاية بطل أراد الشهادة
الجزء الأول
الجزء الثاني
*************************************************
الجزء الثالثصامد حتى النهاية
أسرع علي وأخفى أي أثر لهم من ثياب وما شابه ثم طلب منهم التوجه للباب الخلفي والطرق على الباب المواجه تماما فهناك بيت أخضر وبإمكانهم الخروج من الباب الخلفي لذلك البيت والمضي بسلام ريثما عطل هو الكتيبة التي تقرع الباب لتفتش المنزل، خرج الشباب الستة كما طلب منهم علي وكل منهم له وجهته.
فتح علي الباب فإذا بها حقا كتيبة كاملة قادمة من أجل الشباب وبأسلحة الكلاشن كوف والـ14.5 ابتسم علي محاولا إخفاء صدمته
مرحبا مرحبا بالثوار الله أكبر
فحدثه أمر الكتيبة
وصلنا خبر بأنك تخفي أفراد من القوات اللشعب الليبي المسلح عندك.
يرد علي مستغربا:
لا عشت ولا كنت إن فعلت هذا تفضل وفتش البيت كما تشاء ولكن انتظرني حتى أخبر العائلة أن يخرجوا كي تستطيعوا التفتيش، نحن سعدنا بقدومكم الذي أشرقت معه شمس الحرية لنخبئ أفراد القوات اللشعب الليبي المسلح في بيوتنا سامح الله من أوصل لكم الخبر.
سعد المغفل (آمر الكتيبة) بما سمع وسعد أكثر عندما أصر عليه علي أن يفطر عنده فقد أذن المغرب وهم عند الباب فدخلوا وأكلوا الطعام الذي أعده أهل البيت للشباب المقاوم. الشباب الذين في تلك الأثناء كانوا قد تفرقوا كل في درب كي يصل كل منهم إلى هدفه، بينما استمر مصطفى ومحمود بالمسير الليل بأكمله دون زاد حتى وصلوا في صباح يوم العيد لقرية مصطفى وأمام بيت أهله هناك ترك محمود مصطفى ليذهب ويسلم على أهله وحددا موعدا ثالث أيام العيد أن يتقابلا للانطلاق لبني وليد، طرق مصطفى الباب..
فتح محمد
مصطفى الحمد لله الحمد لله
ضمه وبكيا معا عصرا دموعا لخصت شوق الأخوة وحزن ضياع الوطن وضياع الكرامة.
الأم: من بالباب يا محمد؟
محمد واللهفة تملأ صوته: إنه مصطفى.. مصطفى يا أمي.. مصطفى
تنهض الأم من مكانها وقدماها لا يحملانها
مصطفى ولدي. ولدي مصطفى الحمد لله الحمد لله يااارب.
لا يوصف ذلك المشهد لا تعبر عنه حروف الدنيا مجتمعة، إنه لقاء الأم التي انحسر قلبها لفراق ولدها، فدموعها ليست كالدموع وقلقها ليس كالقلق.
جلس مصطفى وسط عائلته وتناقشوا معا وأخبروه بأعمال ثوار الناتو في المنطقة وكيف أنه لم يسلم منهم كبير ولا صغير، وأخبرهم هو أن يكتموا سره لأنه سيجهز نفسه وسينطلق لبني وليد، غضبت أمه كثيرا وألم بها الحزن من جديد، حاولت معه لكنه لم يرد عليها بأكثر من كلمة كلما سألته البقاء:
هي أيضا أمي وهي تغرق فلابد أن أنقذها أو أموت دونها, سامحيني يا أماه وادع لي بأن يعمي الله عني عيون المؤذيين وأن يوصلني مرادي ويجعلني ذخرا لها ما حييت.
نام مصطفى تلك الليلة وهو يفكر كيف سيصل لبني وليد وهل سيبقى هناك مع المقاومين أم أنه سيكمل المسير إلى سرت، وما السبيل للنصر وكيف ومتى، هكذا كانت تدور الأسئلة في رأسه حتى جاء صباح ثاني أيام العيد استيقظ مصطفى على صوت عاصي الحلاني القادم من غرفة أخته، دعك أذنيه ليتأكد من مصدرالصوت إنه هو وقادم من عند خديجة:
الحقيرة التافهة أهذا وقت سماع الأغاني، سترين يا خديجة سأخرج فيك كل غلي وقهري.
هكذا كان يتمتم في طريقه إلى غرفتها، قرع الباب ودون أن يحدثها شدها من شعرها وبدأ يضرب يضرب يضرب، كيفما كان وأينما كان، ولم ترد عليه بكلمة، تلقت ضرباته في صمت وهو يضرب ويوبخ حتى سمعته أمه فقدمت ومحمد وخلصوها من يده وأخرجوها خارجا.
محمد: ما بالك يا مصطفى على رسلك مع البنت ما الذي صنعته حتى تفعل معها كل هذا.
مصطفى: اتركني واذهب واسأل أختك عما صنعته والبلاد تغرق في الظلام.
محمد مغادرا الغرفة: لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم نسألك العفو والعافية.
انهار مصطفى على فراش أخته وأمام جهاز الحاسوب (مصدر الأغنية)
كيف ستنهض البلاد وسنعيدها وهذا حال شبابها وبناتها
تبا لك يا خديجة صدمتني.. صدمتني وقهرتني
كان سيقف ليخرج فوقعت عينه على جهاز الحاسوب فإذا به مقطع فيديو وصورة للجماهيرية (المنقوشة على القلعة بسبها) على الفيديو فتح الفيديو ليرى ما يحتويه
فإذا بها صور لحال البلاد قبل الفورة وللدمار الذي حل بها بعد الفورة وصوت عاصي الحلاني كان مقطع الصوت المحمل على الفيديو وهو يقول
(راحت وشو بيضل غير الهم من بعد ما يروح الفرح والعيد...إلخ)
أكمل مصطفى مشاهدة الفيديو الذي كان مصمما بطريقة هي القمة في الابداع ترورقت عيناه بالدموع، فما شاهده تبكي له الجبال. دخلت عليه خديجة
مصطفى: تعالي يا أختي و..
خديجة: لا تعتذر يا مصطفى لا تقل شيئا فأنت البطل أنت وأمثالك من ستعيدونها من جديد. لا بأس وإن ضربتني فكل ضربة منك كانت عندي بطعم العسل. أنت ضربت لأنك ظننتني تائهة غير مبالية بحال الوطن (كان البكاء يأكل منها حروفها) لست غاضبة منك فلا تقل أي شيئا، وما أقوم به هو أضعف الإيمان.
مصطفى: خديجة صدقيني ستعود وستجف دموع الباب بإذن الله ستعود، ثقي بي وبكلامي، يقبلها من جبينها
حفظك الله يا أختاه، حفظك الله.
لم ينم مصطفى تلك الليلة أبدا فكم كبرت أخته في نظره، فهي تجاهد بما تستطيع بأبسط الأشياء ولكن أبسط الأشياء هي أكثر ما تستطيعه فتاة مثلها، أنبه ضميره كثيرا فما الذي قدمه مقياسا لقدرته، في نظره لا شيء، كان ينتظر بزوغ الفجر لينطلق ويؤدي واجبه، ليعود ويرى الابتسامة في وجه خديجة ويرى نفسه مستحقا لكلمة بطل التي وصفته بها.
وهذا ما حدث حيث التقى مع محمود حسب الموعد ولكن هذا الأخير كان أحدهم يراقب تحركاته فانتظر حتى التقى مصطفى، ليصرخ من خلفهما ومعه 3 آخرين:
اثبتا مكانكما لا تتحركا.. سلما نفسيكما
محمود كان الاقرب إليهم صرخ بمصطفى :
اذهب وأنا سألهيهم اذهب يا مصطفى فلابد لأحدنا أن يصل ويبدو أنك أنت الذي ستصل اذهب.
مصطفى: لن أتركك يا محمود سنذهب معا.
محمود: لا يا مصطفى اتركني ولا تتركها اتركني ولا تتركها.
كانت هذه أخر الكلمات التي نطق بها محمود فقد نادته الشهادة، بينما تمكن مصطفى من المضي في طريقه إلى بني وليد، جاء عند منطقة خالية وصرخ بأعلى صوته
لماذا لماذا يا رب يا رب أأنت غاضب عني لقد طلبتها بدل المرة ثلاث وأربع يارب امنحني شرف الموت دونها يا رب ..
استمر في طريقه حتى التقى بمجموعة من الشباب في ترهونة، انضم إليهم وهم من ساعدوه واتفقوا معه أن يدخلوه لبني وليد كان عددهم 4 من خيرة شباب الوطن، خططوا معه لكل شيء ولكن يبدو أن بني وليد لم تناديه كما لم تناديه الشهادة، فقد تم اكتشاف أمرهم والتعرض لهم هاجموهم بالسلاح بدأ تبادل إطلاق النار فاستشهد الأربعة بينما أسر مصطفى.
أسر واقفا صامدا محاربا من أجل أسمى المعاني، من أجل الكرامة والحرية من أجل أن تظل بلاده قوية شامخة أبية، كان رافضا أن تطالها أيد غاصبة أو تؤول أمورها إلى التبعية. أسر مصطفى، وتعرض للتعذيب الشديد ولولا أنه أسر من قبل مدينة لم يكن له أي تواجد فيها لتعرض لأقسى أنواع التعذيب، لكنها رحمة الله به أن يؤسر من قبل جماعة لم يريدوا منه انتقاما فتم نقله إلى إحدى المدارس التي تم تحويلها إلى معتقل.
دخل مصطفى مندهشا فعدد كبير من الشباب هناك في الأسر.
جلس أرضا بعد أن تحطم جسده من ويلات التعذيب والضرب.
كان أحدهم يجلس وظهره لمصطفى فسأله:
ما الذي أتى بك هنا؟
أجابه مصطفى
أحببتها رغبتها وطلبتها وكدت أنالها بدل المرة عشر مرات وفي كل مرة كانت تختار رفاقي وتتركني، ليكون مصيري هنا في هذا الأسر.
فسأله ثانية: أمتطوع أم من أفراد الجيش أنت؟ !
مصطفى: وما الفرق المهم أنني ليبي جاهد ضد الظلم، وعلى أي حال فأنا من أفراد الجيش وكنت في طرابلس.
فقام الأخر وجاء إليه نظر إليه مصطفى
من؟ !! سالم؟ !
سالم: مصطفى أأسرت كنت أدعو الله كل ليلة أن يحقق مرادك أنت ومحمود.
مصطفى: محمود... محمود استشهد أمام عيني وهو يقول اتركني ولا تتركها.
سالم مندهشا من الخبر: لا حول ولا قوة إلا بالله لازالت كلماته ترن في أذني عندما قال لي إنك لا تخون القائد بل تخون الوطن.
مصطفى: نعم اذكر هذا، ولكن ألم تقل أن خالك...
سالم: لا تكمل يا أخي فخالي هو من جاء بي إلى هنا، وثمن ذلك أنه أصبح أحد أعضاء مجلس الانتقامي بدلا من المحلي، لقد أثبت ولاءه بتسليمي !.
ضحك مصطفى
فاستغرب سالم ثم ضحك هو الأخر
ضحكا كليهما ضحكاً يسبح في بحر من الدموع لحال بلاد أصبح مصيرها بين أيدي أناس يبيعونها ليرضوا جشعهم.
صوت الأذان انها صلاة العصر
سالم: هيا يا مصطفى لنتوضأ ولا تفوتنا صلاة الجماعة.
مصطفى يلملم جسده المرهق التعب طبعا يا أخي لا إله إلا الله محمد رسول الله.
النهاية
الجزء الأول
الجزء الثاني
*************************************************
الجزء الثالثصامد حتى النهاية
أسرع علي وأخفى أي أثر لهم من ثياب وما شابه ثم طلب منهم التوجه للباب الخلفي والطرق على الباب المواجه تماما فهناك بيت أخضر وبإمكانهم الخروج من الباب الخلفي لذلك البيت والمضي بسلام ريثما عطل هو الكتيبة التي تقرع الباب لتفتش المنزل، خرج الشباب الستة كما طلب منهم علي وكل منهم له وجهته.
فتح علي الباب فإذا بها حقا كتيبة كاملة قادمة من أجل الشباب وبأسلحة الكلاشن كوف والـ14.5 ابتسم علي محاولا إخفاء صدمته
مرحبا مرحبا بالثوار الله أكبر
فحدثه أمر الكتيبة
وصلنا خبر بأنك تخفي أفراد من القوات اللشعب الليبي المسلح عندك.
يرد علي مستغربا:
لا عشت ولا كنت إن فعلت هذا تفضل وفتش البيت كما تشاء ولكن انتظرني حتى أخبر العائلة أن يخرجوا كي تستطيعوا التفتيش، نحن سعدنا بقدومكم الذي أشرقت معه شمس الحرية لنخبئ أفراد القوات اللشعب الليبي المسلح في بيوتنا سامح الله من أوصل لكم الخبر.
سعد المغفل (آمر الكتيبة) بما سمع وسعد أكثر عندما أصر عليه علي أن يفطر عنده فقد أذن المغرب وهم عند الباب فدخلوا وأكلوا الطعام الذي أعده أهل البيت للشباب المقاوم. الشباب الذين في تلك الأثناء كانوا قد تفرقوا كل في درب كي يصل كل منهم إلى هدفه، بينما استمر مصطفى ومحمود بالمسير الليل بأكمله دون زاد حتى وصلوا في صباح يوم العيد لقرية مصطفى وأمام بيت أهله هناك ترك محمود مصطفى ليذهب ويسلم على أهله وحددا موعدا ثالث أيام العيد أن يتقابلا للانطلاق لبني وليد، طرق مصطفى الباب..
فتح محمد
مصطفى الحمد لله الحمد لله
ضمه وبكيا معا عصرا دموعا لخصت شوق الأخوة وحزن ضياع الوطن وضياع الكرامة.
الأم: من بالباب يا محمد؟
محمد واللهفة تملأ صوته: إنه مصطفى.. مصطفى يا أمي.. مصطفى
تنهض الأم من مكانها وقدماها لا يحملانها
مصطفى ولدي. ولدي مصطفى الحمد لله الحمد لله يااارب.
لا يوصف ذلك المشهد لا تعبر عنه حروف الدنيا مجتمعة، إنه لقاء الأم التي انحسر قلبها لفراق ولدها، فدموعها ليست كالدموع وقلقها ليس كالقلق.
جلس مصطفى وسط عائلته وتناقشوا معا وأخبروه بأعمال ثوار الناتو في المنطقة وكيف أنه لم يسلم منهم كبير ولا صغير، وأخبرهم هو أن يكتموا سره لأنه سيجهز نفسه وسينطلق لبني وليد، غضبت أمه كثيرا وألم بها الحزن من جديد، حاولت معه لكنه لم يرد عليها بأكثر من كلمة كلما سألته البقاء:
هي أيضا أمي وهي تغرق فلابد أن أنقذها أو أموت دونها, سامحيني يا أماه وادع لي بأن يعمي الله عني عيون المؤذيين وأن يوصلني مرادي ويجعلني ذخرا لها ما حييت.
نام مصطفى تلك الليلة وهو يفكر كيف سيصل لبني وليد وهل سيبقى هناك مع المقاومين أم أنه سيكمل المسير إلى سرت، وما السبيل للنصر وكيف ومتى، هكذا كانت تدور الأسئلة في رأسه حتى جاء صباح ثاني أيام العيد استيقظ مصطفى على صوت عاصي الحلاني القادم من غرفة أخته، دعك أذنيه ليتأكد من مصدرالصوت إنه هو وقادم من عند خديجة:
الحقيرة التافهة أهذا وقت سماع الأغاني، سترين يا خديجة سأخرج فيك كل غلي وقهري.
هكذا كان يتمتم في طريقه إلى غرفتها، قرع الباب ودون أن يحدثها شدها من شعرها وبدأ يضرب يضرب يضرب، كيفما كان وأينما كان، ولم ترد عليه بكلمة، تلقت ضرباته في صمت وهو يضرب ويوبخ حتى سمعته أمه فقدمت ومحمد وخلصوها من يده وأخرجوها خارجا.
محمد: ما بالك يا مصطفى على رسلك مع البنت ما الذي صنعته حتى تفعل معها كل هذا.
مصطفى: اتركني واذهب واسأل أختك عما صنعته والبلاد تغرق في الظلام.
محمد مغادرا الغرفة: لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم نسألك العفو والعافية.
انهار مصطفى على فراش أخته وأمام جهاز الحاسوب (مصدر الأغنية)
كيف ستنهض البلاد وسنعيدها وهذا حال شبابها وبناتها
تبا لك يا خديجة صدمتني.. صدمتني وقهرتني
كان سيقف ليخرج فوقعت عينه على جهاز الحاسوب فإذا به مقطع فيديو وصورة للجماهيرية (المنقوشة على القلعة بسبها) على الفيديو فتح الفيديو ليرى ما يحتويه
فإذا بها صور لحال البلاد قبل الفورة وللدمار الذي حل بها بعد الفورة وصوت عاصي الحلاني كان مقطع الصوت المحمل على الفيديو وهو يقول
(راحت وشو بيضل غير الهم من بعد ما يروح الفرح والعيد...إلخ)
أكمل مصطفى مشاهدة الفيديو الذي كان مصمما بطريقة هي القمة في الابداع ترورقت عيناه بالدموع، فما شاهده تبكي له الجبال. دخلت عليه خديجة
مصطفى: تعالي يا أختي و..
خديجة: لا تعتذر يا مصطفى لا تقل شيئا فأنت البطل أنت وأمثالك من ستعيدونها من جديد. لا بأس وإن ضربتني فكل ضربة منك كانت عندي بطعم العسل. أنت ضربت لأنك ظننتني تائهة غير مبالية بحال الوطن (كان البكاء يأكل منها حروفها) لست غاضبة منك فلا تقل أي شيئا، وما أقوم به هو أضعف الإيمان.
مصطفى: خديجة صدقيني ستعود وستجف دموع الباب بإذن الله ستعود، ثقي بي وبكلامي، يقبلها من جبينها
حفظك الله يا أختاه، حفظك الله.
لم ينم مصطفى تلك الليلة أبدا فكم كبرت أخته في نظره، فهي تجاهد بما تستطيع بأبسط الأشياء ولكن أبسط الأشياء هي أكثر ما تستطيعه فتاة مثلها، أنبه ضميره كثيرا فما الذي قدمه مقياسا لقدرته، في نظره لا شيء، كان ينتظر بزوغ الفجر لينطلق ويؤدي واجبه، ليعود ويرى الابتسامة في وجه خديجة ويرى نفسه مستحقا لكلمة بطل التي وصفته بها.
وهذا ما حدث حيث التقى مع محمود حسب الموعد ولكن هذا الأخير كان أحدهم يراقب تحركاته فانتظر حتى التقى مصطفى، ليصرخ من خلفهما ومعه 3 آخرين:
اثبتا مكانكما لا تتحركا.. سلما نفسيكما
محمود كان الاقرب إليهم صرخ بمصطفى :
اذهب وأنا سألهيهم اذهب يا مصطفى فلابد لأحدنا أن يصل ويبدو أنك أنت الذي ستصل اذهب.
مصطفى: لن أتركك يا محمود سنذهب معا.
محمود: لا يا مصطفى اتركني ولا تتركها اتركني ولا تتركها.
كانت هذه أخر الكلمات التي نطق بها محمود فقد نادته الشهادة، بينما تمكن مصطفى من المضي في طريقه إلى بني وليد، جاء عند منطقة خالية وصرخ بأعلى صوته
لماذا لماذا يا رب يا رب أأنت غاضب عني لقد طلبتها بدل المرة ثلاث وأربع يارب امنحني شرف الموت دونها يا رب ..
استمر في طريقه حتى التقى بمجموعة من الشباب في ترهونة، انضم إليهم وهم من ساعدوه واتفقوا معه أن يدخلوه لبني وليد كان عددهم 4 من خيرة شباب الوطن، خططوا معه لكل شيء ولكن يبدو أن بني وليد لم تناديه كما لم تناديه الشهادة، فقد تم اكتشاف أمرهم والتعرض لهم هاجموهم بالسلاح بدأ تبادل إطلاق النار فاستشهد الأربعة بينما أسر مصطفى.
أسر واقفا صامدا محاربا من أجل أسمى المعاني، من أجل الكرامة والحرية من أجل أن تظل بلاده قوية شامخة أبية، كان رافضا أن تطالها أيد غاصبة أو تؤول أمورها إلى التبعية. أسر مصطفى، وتعرض للتعذيب الشديد ولولا أنه أسر من قبل مدينة لم يكن له أي تواجد فيها لتعرض لأقسى أنواع التعذيب، لكنها رحمة الله به أن يؤسر من قبل جماعة لم يريدوا منه انتقاما فتم نقله إلى إحدى المدارس التي تم تحويلها إلى معتقل.
دخل مصطفى مندهشا فعدد كبير من الشباب هناك في الأسر.
جلس أرضا بعد أن تحطم جسده من ويلات التعذيب والضرب.
كان أحدهم يجلس وظهره لمصطفى فسأله:
ما الذي أتى بك هنا؟
أجابه مصطفى
أحببتها رغبتها وطلبتها وكدت أنالها بدل المرة عشر مرات وفي كل مرة كانت تختار رفاقي وتتركني، ليكون مصيري هنا في هذا الأسر.
فسأله ثانية: أمتطوع أم من أفراد الجيش أنت؟ !
مصطفى: وما الفرق المهم أنني ليبي جاهد ضد الظلم، وعلى أي حال فأنا من أفراد الجيش وكنت في طرابلس.
فقام الأخر وجاء إليه نظر إليه مصطفى
من؟ !! سالم؟ !
سالم: مصطفى أأسرت كنت أدعو الله كل ليلة أن يحقق مرادك أنت ومحمود.
مصطفى: محمود... محمود استشهد أمام عيني وهو يقول اتركني ولا تتركها.
سالم مندهشا من الخبر: لا حول ولا قوة إلا بالله لازالت كلماته ترن في أذني عندما قال لي إنك لا تخون القائد بل تخون الوطن.
مصطفى: نعم اذكر هذا، ولكن ألم تقل أن خالك...
سالم: لا تكمل يا أخي فخالي هو من جاء بي إلى هنا، وثمن ذلك أنه أصبح أحد أعضاء مجلس الانتقامي بدلا من المحلي، لقد أثبت ولاءه بتسليمي !.
ضحك مصطفى
فاستغرب سالم ثم ضحك هو الأخر
ضحكا كليهما ضحكاً يسبح في بحر من الدموع لحال بلاد أصبح مصيرها بين أيدي أناس يبيعونها ليرضوا جشعهم.
صوت الأذان انها صلاة العصر
سالم: هيا يا مصطفى لنتوضأ ولا تفوتنا صلاة الجماعة.
مصطفى يلملم جسده المرهق التعب طبعا يا أخي لا إله إلا الله محمد رسول الله.
النهاية
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
لي رب واحد أدعوه أن يرعاك..
لي روح واحده وهي فداك ..
لي قلب واحد ينبض بهواك..
لي قلم واحد لا يكتب لسواك..
وطني الغالي اشتقت إليك واتمنى قريبا أن ألقاك...
ريم سالم-
- الجنس :
عدد المساهمات : 2053
نقاط : 12346
تاريخ التسجيل : 07/06/2011
رد: صامد حتى النهاية (حكاية بطل أراد الشهادة3)
قصه محزنه بجد
كم انتى رائعه يا ريم
سرد فى قمة الروعه
سلمت يداك
اتمنى منك لا تحرمينا من كتباتك
حفظك الله
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
وحق دم اجدادى ما تهون عليا يا تراب بلادى
بنت طرابلس 1-
- الجنس :
عدد المساهمات : 4627
نقاط : 15007
تاريخ التسجيل : 17/09/2011
. :
. :
رد: صامد حتى النهاية (حكاية بطل أراد الشهادة3)
ابدعتي يا اخت الاحرار بسردك قد تركتنا وكاننا عشنا تلك اللحظات ابدعتي وسدد الله خطاك
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
" اللهم اني أعوذ بك من رفيق السؤ الذي يزين لي معاصي الدنيا "
بنت الجماهيرية العظمى-
- الجنس :
عدد المساهمات : 923
نقاط : 10954
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
رد: صامد حتى النهاية (حكاية بطل أراد الشهادة3)
بنت طرابلس 1 كتب:
قصه محزنه بجد
كم انتى رائعه يا ريم
سرد فى قمة الروعه
سلمت يداك
اتمنى منك لا تحرمينا من كتباتك
حفظك الله
ابن الرياني-
- الجنس :
عدد المساهمات : 1283
نقاط : 10947
تاريخ التسجيل : 28/11/2011
رد: صامد حتى النهاية (حكاية بطل أراد الشهادة3)
من أروع القصص التي قرأتها..فعلا أنك أبدعت مجددا أختنا الغالية. بارك الله فيك، ذكرتِ جانبا مهما من ما حدث في ليبيا حقيقة.
أعطر التحيات لك.
أعطر التحيات لك.
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
ليبيا خضراء غصباً عن الكل
brokenpen82-
- الجنس :
عدد المساهمات : 5045
نقاط : 17066
تاريخ التسجيل : 08/04/2011
. :
. :
رد: صامد حتى النهاية (حكاية بطل أراد الشهادة3)
كم من أسير حاله كحال مصطفى، كان مستعدا لأن يدفع روحه في سبيل الوطن، وكان مصيره أن يكون أسيرا وأن يتهم بخيانة الوطن، نسأل الله أن ينزل الصبر على أسرانا أجمعين، وأن يقوي إيمانهم، وأن تكون ساعة الفرج قريبة بإذن الله
*************
بنت ط سلمت ومرورك زين الصفحة برقة كلماتك
بنت الجما هيرية.ابن الرياني أعطر التحايا لكما
عزيزتي بروكن يسعدني كثيرا أن تكون قصتي من بين أجمل القصص التي قرأتي
كلماتكم شهادة أعتز بها
*************
بنت ط سلمت ومرورك زين الصفحة برقة كلماتك
بنت الجما هيرية.ابن الرياني أعطر التحايا لكما
عزيزتي بروكن يسعدني كثيرا أن تكون قصتي من بين أجمل القصص التي قرأتي
كلماتكم شهادة أعتز بها
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
لي رب واحد أدعوه أن يرعاك..
لي روح واحده وهي فداك ..
لي قلب واحد ينبض بهواك..
لي قلم واحد لا يكتب لسواك..
وطني الغالي اشتقت إليك واتمنى قريبا أن ألقاك...
ريم سالم-
- الجنس :
عدد المساهمات : 2053
نقاط : 12346
تاريخ التسجيل : 07/06/2011
رد: صامد حتى النهاية (حكاية بطل أراد الشهادة3)
ابدعتي اختي ريم .ماشــــــــــــــــــــــاء الله
قصة محزنه جدا ومؤثرة
وسردك لها كان رائعا
وفقك الله وسلمت اناملك التي كلما كتبت ادهشتنا
ننتظر منك الجديد يامبدعتنا
قصة محزنه جدا ومؤثرة
وسردك لها كان رائعا
وفقك الله وسلمت اناملك التي كلما كتبت ادهشتنا
ننتظر منك الجديد يامبدعتنا
روح السلام-
- الجنس :
عدد المساهمات : 136
نقاط : 9579
تاريخ التسجيل : 30/01/2012
رد: صامد حتى النهاية (حكاية بطل أراد الشهادة3)
قمة فى الروعة, لقد أختلطت عليا المشاعر جميعا . سلمت يمينك . اللهم فرج على اسرانا واسرى المسلمين
لااله الا الله محمد رسول الله
لااله الا الله محمد رسول الله
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال
(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
teto-
- الجنس :
عدد المساهمات : 5052
نقاط : 14861
تاريخ التسجيل : 06/09/2011
رد: صامد حتى النهاية (حكاية بطل أراد الشهادة3)
أختي روح السلام
أخي تيتو
شكرا عن مروركما من هنا
ونسأل الله السلامة الفرج لكل الأسرى
أخي تيتو
شكرا عن مروركما من هنا
ونسأل الله السلامة الفرج لكل الأسرى
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
لي رب واحد أدعوه أن يرعاك..
لي روح واحده وهي فداك ..
لي قلب واحد ينبض بهواك..
لي قلم واحد لا يكتب لسواك..
وطني الغالي اشتقت إليك واتمنى قريبا أن ألقاك...
ريم سالم-
- الجنس :
عدد المساهمات : 2053
نقاط : 12346
تاريخ التسجيل : 07/06/2011
مواضيع مماثلة
» حكاية بطل أراد الشهادة..
» ما بعد صدمة السقوط (حكاية بطل أراد الشهادة 2)
» ماذا وجدوا فى " إيباد " هنيبال القدافى
» ناصر المبروك رجل صامد
» فيديو راب (الشعب الليبي كله صامد )..
» ما بعد صدمة السقوط (حكاية بطل أراد الشهادة 2)
» ماذا وجدوا فى " إيباد " هنيبال القدافى
» ناصر المبروك رجل صامد
» فيديو راب (الشعب الليبي كله صامد )..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 0:12 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى الشاّم الجريح
السبت 7 ديسمبر - 20:05 من طرف علي عبد الله البسامي
» تناقضات في أمّتنا
السبت 30 نوفمبر - 23:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» تناقضات في أمّتنا
السبت 30 نوفمبر - 23:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» درب الكرامة والعز
الجمعة 29 نوفمبر - 21:34 من طرف علي عبد الله البسامي
» عودة بعد غياب
الخميس 28 نوفمبر - 19:20 من طرف viva libya
» عصبة العز وثلة الهوان
الأحد 24 نوفمبر - 16:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» نكبة بلد المشاعر
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى فرسان اليمن
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي