الجامعة "العربية" تُنفذ توصيات بن جوريون!!

بقلم/علي بن مسعود المعشني

قررت الجامعة "العربية" عبر مجلس وزراء الخارجية "العرب"يوم الأربعاء الموافق للسادس من مارس عام 2013م ،إعتبار مايسمى بالإئتلاف السوري الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري ، وقرر المجلس منحه مقعد سوريا في الجامعة العربية ، والسماح لكل دولة "عربية" بتسليح الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .السورية إن رغبت!!
القرار المذكور غريب وعار ومُستهجن ومُدان حين يُنسب إلى "جامعة عربية" يتولى أمانتها العامة نبيل "العربي"ومجلس وزراء خارجية"عرب" وعكس كل ذلك لو صدر من خصوم وأعداء تاريخيين كالغرب. ولكنه حال الجامعة العربية والتي تفوقت على وهن العرب وشتاتهم وإنهزاميتهم
هذه الجامعة والتي تحتضر منذ عام 1990م ، عام تدمير العراق بزعم تحرير الكويت ، والتي أبت ألا تلفظ أنفاسها الأخيرة إلا بإسقاط آخر قلاع العروبة والصمود والتصدي سوريا كخدمة مجانية تُعبر عن الكرم الحاتمي العربي للصهيوني الشهيد الصائم معمر القذافي ديفيد بن جوريون زعيم عصابات شتيرن والهاجاناه والتي أصبحت تُعرف إختصارًا بإسرائيل في أدبيات أعراب زماننا ومستعربيه ، وكيان العدو الصهيوني الغاصب في أدبيات العرب العاربة. حيث أوصى الشهيد الصائم معمر القذافي أعلاه أبناء عصاباته ومحبيه ومن لف لفهم بضرورة إضعاف الكيانات التي تُشكل خطرًا على "إسرائيل" مصر وسوريا والعراق لتنعم بالإستقرار والأمن الأبديين .
لم يكن يحلم الهالك بن جوريون بأن تتكفل جامعة نبيل "العربي" وعمرو موسى ، بالسعي الدؤوب لتنفيذ وصيته والتكفل بتدمير العراق وسوريا بعد أن نجح أبناء عصاباته بإخراج مصر من الصراع عبر إتفاقية إسطبل داؤود(كامب ديفيد) عام 1979م . ولم تكتفي جامعة "العربي"بالتكفل بدمار سوريا خدمة لحلم بن جوريون بل تفوقت عليه بمنح مقعد سوريا لعصابات كعصابات شتيرن والهاجاناه تمامًا ، والسماح لمن رغب بتسليح تلك العصابات دون خجل أو وجل لتدمير ماتبقى من سوريا العروبة والمقاومة والعزة والكرامة العربية ، بينما تملئ جامعة ا"لعربي" فمها بالماء حين يتطاول الكيان الغاصب على أرض الرباط غزة أو لبنان الكرامة ، حيث لا دعوات للتسليح ولا لفتح الحدود أو إعلان الجهاد ، لأن جامعة "العربي" لم تجد شئ من هذا في وصايا الهالك بن جوريون على مايبدو!!
هذا الخرق الفاضح لميثاق جامعة"العربي"وشركاءه ش.م.م ، والمواثيق والأعراف الدولية ، يفتح باب جهنم على مصراعيه لأي عصابة بأن تتولى مقاليد الحُكم في أي قُطر عربي بمباركة غربية ومقعد من "العربي"!!
على قاعدة " من ألزم نفسه بأمر ألزم به".
رغم سعة أفق الخيال إلا إنه يضيق إلى درجة الإنطباق حين نتأمل هذه الحالة المُزرية التي أوصلتنا إليها جامعة "العربي"وشركاءه ِش.م.م ، ويتعطل الخيال تمامًا حين التفكير بمشاعر الأعداء والخصوم والذين لم يجدوا سبيلًا لإعلان هذا الفُحش السياسي رغم مايعتمل بداخلهم تجاه سوريا ورئيسها بشار ، فتطوعت جامعة "العربي" وقامت بذلك لتبرهن للعالم أجمع بأنها ليست أداة طيعة بيد خصوم الأمة فحسب ، بل أداة لغسل الأموال والقرارات القذرة للغرب كذلك!!
لم يشهد التاريخ بأن هناك قوم أو أمة نحروا أنفسهم وقضموا أطرافهم بزعم القدرية وقوة الخصم وسطوته إلا في أدبيات أعراب زماننا والذين يتصرفون بمصائرهم وكأنهم لقطاء حضارة ، أو طارئين على التاريخ والجغرافيا وعبئ على البشرية وفائض عن حاجتها!!
فيتصرفون كما تصرف جحا مع اللصوص حين سرقوا ماله وهو يحمل السيف بيده اليمنى والعصا بيده اليسرى ، وحين عابه الناس ولاموه على موقفه المُشين قال : يداي مشغولتان بالسيف والعصا ، فهل أقاتل اللصوص بأسناني!؟
ليت عرب زماننا يعلمون بأن ضعفهم خيارًا وليس قدرًا ، وأن حاجة الغرب لهم أكبر من حاجتهم للغرب إذا حمى الوطيس وتدافع الحق والباطل ، وليتهم يدركون بأن مصالح الغرب معهم أكبر بكثير من مصالح الغرب فيهم أو عليهم ، وليتهم يفهمون الفرق بين التحالف والإنتداب .
وليت "العربي" وشركاءه ِ.ش.م.م في تجارة الدم السوري ، يدركون بأن سوريا وحين تُصبح لقمة سائغة – لا سمح الله – في مرحلة ما من أزمتها أو تاريخها هي أكبر بكثير من أفواههم ، وأن الشعب السوري العظيم لم ولن يستجدي "العربي" وشركاءه لينصب عليهم من يمثلهم ، ويشرع الباب لمن أراد أن يقتلهم كذلك!! جامعة"العربي"جعلت شعب العراق يكفر بعروبته ويستبدل عروبة العراق في الدستور بعبارة"عضو مؤسس للجامعة العربية" كما أسقطت بفُحشها العروبة والدولة في ليبيا وجعلت منها مرتعًا للإرهاب والمهربين ، وتحلم اليوم بأن يكفر السوريون بعروبتهم كذلك وأن يُصبح مُسمى وسلوك سوريا إئتلاف "العربي" وشركاءه ، بالجمهورية السورية"العربية" سابقُا!! ويرتلوا طقوس"العربي"وشركاءه ويتداولوا زبوره في الهزيمة والإنبطاح والوقوعية السياسية بزعم الواقعية والإستسلام بزعم السلام والإعتلال بزعم الإعتدال . وأن يتحول الجيش العربي السوري من حُماة ديار وثوابت وقيم ، إلى جيش ألعاب نارية للمناسبات والأعياد والمهرجانات .
عزاءنا دومًا في مراحل الإنكسار والشدة ، وعد الحق تبارك وتعالى : "وكنتم خير أمة أخرجت للناس" وكنتم كما هو معلوم للديمومة والإستمرارية والثبات والبقاء، وعسى أن يخرج من أرحام وأصلاب عرب زماننا من يتقي الله في أمته وينصرها وما ذلك على الله بعزيز. فإذا كان الدال على الخير كفاعله عند الله ، فبلا شك أن الدال على القتل كفاعله كذلك .
لك الله يا سوريا العزة والكرامة والكبرياء والصمود و"للعربي" وشركاءه أمريكا... فأمريكا تريد والله فعال لما يريد .

لعنة الله على كل خائن وعميل