الثعبان التي تطعمه قطر
صفحة 1 من اصل 1
الثعبان التي تطعمه قطر
الثعبان الذى تطعمه الدوحة
الجمعة 6 جمادي الأول 1435هـ - 7 مارس 2014م
سليمان جودة
قرار سحب سفراء السعودية، والإمارات، والبحرين، من الدوحة، لابد أن يهز كيان قطر، كما لم يهزها شىء من قبل، وأن يجعلها تراجع نفسها، وبسرعة، فى سياستها إزاء جيرانها، ثم فى المنطقة إجمالاً، منذ أن وصل الأمير السابق حمد إلى الحكم، عام 1995، إلى هذه اللحظة.
لقد كان هناك أمل عندما تخلى الأمير السابق عن الحكم، فى يونيو الماضى، أن يطرأ تغيير فى التوجهات مع الأمير الابن، ولكن مرور ثمانية أشهر على توليه الحكم يقول إن شيئاً لم يحدث، وإن التوجهات السابقة هى ذاتها الحالية، وإن الاستمرار فيها مستحيل بدليل ما حدث!
وعندما يكون رد الفعل على توجهات من هذا النوع، بحجم ما جرى خليجياً، ومن ثلاث عواصم كبرى، بوزن الرياض، وأبوظبى، والمنامة، فلابد أن ينتبه أهل الحكم فى الدوحة إلى أن هناك خطأً فادحاً من جانبهم تراكم بفعل الزمن، حتى تحول إلى خطيئة، وأنه لابد من التحول عن سياسات أعوام مضت، سريعاً ودون إبطاء، لأن الثمن الذى يمكن أن تدفعه الدولة القطرية، إذا مادامت السياسات الحالية، سوف يكون فادحاً!
وحين يصدر قرار مفاجئ من العواصم الثلاث بسحب السفراء، فى توقيت واحد هكذا، فليس لهذا معنى سوى أن صبر أنظمة الحكم فى العواصم الثلاث قد نفد، وأن الحكام فيها قد منحوا قطر الفرصة وراء الفرصة، وأنهم قد نبهوها أكثر من مرة، وأن صبرهم عليها قد طال، وأنهم صبروا، وصبروا، وصبروا، فاكتشفوا أن الطرف الآخر قد فهم الصبر على أنه ضعف، فكان لابد من إجراء من نوع ما تم اتخاذه!
والغريب أن البيان القطرى، الذى صدر رداً على سحب السفراء، يقول إن الخلاف مع الدول الثلاث إنما هو على أمور خارج شؤون دول مجلس التعاون الخليجى الست، دون أن يقول لنا البيان ما هذه الأمور بالضبط، ودون أن ينتبه الذى حرر البيان إلى أن أموراً يراها أمير قطر أنها خارج شؤون دول مجلس التعاون يمكن جداً، عند الضرورة، أن تمسها مساً مباشراً، وفى الصميم.
ذلك أنه من غير المعقول، ولا من المنطقى أبداً، ولا من المقبول تحت أى ظرف، أن تظل جماعة الإخوان تتآمر، علناً، على أنظمة الحكم فى الدول الثلاث، وتعمل طول الوقت على هز استقرارها، وعلى تقويض دعائمها، ثم تحتضن الدوحة الجماعة نفسها، وتحمى رموزاً مقيتة فيها، وتدعمهم، وتعطيهم الحرية فى أن يمارسوا، من فوق أرضها، ما لا يمكن أن تقبله أى دولة فى حقها!
ولو أنصفت الدوحة لأدركت، منذ لحظتها الأولى، أنها تربى ثعباناً فى حجرها، إذا جاز التعبير، وأن التجربة تقول إن الإخوان لا أمان لهم، ولا عهد، ولا ذمة، ولا ضمير، وإنهم سوف ينقلبون على قطر نفسها، فى أقرب فرصة ممكنة، وإنهم لن يترددوا لحظة فى التهامها بالكامل!
هل تنسى قطر أن السعودية كانت هى التى آوت الإخوان أيام محنتهم مع عبدالناصر، وهى التى ساعدتهم، ومنحتهم فرصة العمل، والإقامة، والكسب، فإذا بهم أول من ينقلبون عليها، وإذا بهم أول من يخطط للإطاحة بنظام الحكم فى الرياض، وإذا بهم يعضون اليد التى امتدت إليهم؟!
لو أن قطر راجعت ما قاله، مراراً، الأمير نايف بن عبدالعزيز، وزير داخلية السعودية، يرحمه الله، فى الجماعة الإخوانية، وكيف أنها أصل البلاء فى المنطقة، فسوف تدرك عندها فقط أن هذه جماعة تخصصت فى هدم الدول، لا فى بنائها أبداً، وأنها لن تتردد دقيقة واحدة فى هدم قطر نفسها، وفى ابتلاعها ذاتها، كما حاولت مع مصر، مثلاً، لولا أن الله تعالى سلم، ولولا أن الله تعالى قيض لمصر رجالاً وطنيين، وضعوا الوطن فوق كل ما عداه!
نقلاً عن صحيفة "المصري اليوم"
الجمعة 6 جمادي الأول 1435هـ - 7 مارس 2014م
سليمان جودة
قرار سحب سفراء السعودية، والإمارات، والبحرين، من الدوحة، لابد أن يهز كيان قطر، كما لم يهزها شىء من قبل، وأن يجعلها تراجع نفسها، وبسرعة، فى سياستها إزاء جيرانها، ثم فى المنطقة إجمالاً، منذ أن وصل الأمير السابق حمد إلى الحكم، عام 1995، إلى هذه اللحظة.
لقد كان هناك أمل عندما تخلى الأمير السابق عن الحكم، فى يونيو الماضى، أن يطرأ تغيير فى التوجهات مع الأمير الابن، ولكن مرور ثمانية أشهر على توليه الحكم يقول إن شيئاً لم يحدث، وإن التوجهات السابقة هى ذاتها الحالية، وإن الاستمرار فيها مستحيل بدليل ما حدث!
وعندما يكون رد الفعل على توجهات من هذا النوع، بحجم ما جرى خليجياً، ومن ثلاث عواصم كبرى، بوزن الرياض، وأبوظبى، والمنامة، فلابد أن ينتبه أهل الحكم فى الدوحة إلى أن هناك خطأً فادحاً من جانبهم تراكم بفعل الزمن، حتى تحول إلى خطيئة، وأنه لابد من التحول عن سياسات أعوام مضت، سريعاً ودون إبطاء، لأن الثمن الذى يمكن أن تدفعه الدولة القطرية، إذا مادامت السياسات الحالية، سوف يكون فادحاً!
وحين يصدر قرار مفاجئ من العواصم الثلاث بسحب السفراء، فى توقيت واحد هكذا، فليس لهذا معنى سوى أن صبر أنظمة الحكم فى العواصم الثلاث قد نفد، وأن الحكام فيها قد منحوا قطر الفرصة وراء الفرصة، وأنهم قد نبهوها أكثر من مرة، وأن صبرهم عليها قد طال، وأنهم صبروا، وصبروا، وصبروا، فاكتشفوا أن الطرف الآخر قد فهم الصبر على أنه ضعف، فكان لابد من إجراء من نوع ما تم اتخاذه!
والغريب أن البيان القطرى، الذى صدر رداً على سحب السفراء، يقول إن الخلاف مع الدول الثلاث إنما هو على أمور خارج شؤون دول مجلس التعاون الخليجى الست، دون أن يقول لنا البيان ما هذه الأمور بالضبط، ودون أن ينتبه الذى حرر البيان إلى أن أموراً يراها أمير قطر أنها خارج شؤون دول مجلس التعاون يمكن جداً، عند الضرورة، أن تمسها مساً مباشراً، وفى الصميم.
ذلك أنه من غير المعقول، ولا من المنطقى أبداً، ولا من المقبول تحت أى ظرف، أن تظل جماعة الإخوان تتآمر، علناً، على أنظمة الحكم فى الدول الثلاث، وتعمل طول الوقت على هز استقرارها، وعلى تقويض دعائمها، ثم تحتضن الدوحة الجماعة نفسها، وتحمى رموزاً مقيتة فيها، وتدعمهم، وتعطيهم الحرية فى أن يمارسوا، من فوق أرضها، ما لا يمكن أن تقبله أى دولة فى حقها!
ولو أنصفت الدوحة لأدركت، منذ لحظتها الأولى، أنها تربى ثعباناً فى حجرها، إذا جاز التعبير، وأن التجربة تقول إن الإخوان لا أمان لهم، ولا عهد، ولا ذمة، ولا ضمير، وإنهم سوف ينقلبون على قطر نفسها، فى أقرب فرصة ممكنة، وإنهم لن يترددوا لحظة فى التهامها بالكامل!
هل تنسى قطر أن السعودية كانت هى التى آوت الإخوان أيام محنتهم مع عبدالناصر، وهى التى ساعدتهم، ومنحتهم فرصة العمل، والإقامة، والكسب، فإذا بهم أول من ينقلبون عليها، وإذا بهم أول من يخطط للإطاحة بنظام الحكم فى الرياض، وإذا بهم يعضون اليد التى امتدت إليهم؟!
لو أن قطر راجعت ما قاله، مراراً، الأمير نايف بن عبدالعزيز، وزير داخلية السعودية، يرحمه الله، فى الجماعة الإخوانية، وكيف أنها أصل البلاء فى المنطقة، فسوف تدرك عندها فقط أن هذه جماعة تخصصت فى هدم الدول، لا فى بنائها أبداً، وأنها لن تتردد دقيقة واحدة فى هدم قطر نفسها، وفى ابتلاعها ذاتها، كما حاولت مع مصر، مثلاً، لولا أن الله تعالى سلم، ولولا أن الله تعالى قيض لمصر رجالاً وطنيين، وضعوا الوطن فوق كل ما عداه!
نقلاً عن صحيفة "المصري اليوم"
سفانة-
- الجنس :
عدد المساهمات : 7928
نقاط : 19780
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا:
مواضيع مماثلة
» القطة الثعبان الأطول فى العالم
» طفل جائع يريد من امه ان تطعمه وهو لايعلم أنها فارقت الحياة
» هنيئا لكم أيها المعيزو النعاج باسرائيل التي تقودكم و التي اوصلتكم الى الهاوية
» كوبلر: القوات التي تنطوي تحت حكومة الوصاية هي الوحيدة التي سيرفع عنها الحظر
» هذه هي الحقائق التي دعت احرار العراق لرشق وفود المالكي التي ارادت الالتفاف على المتظاهرين
» طفل جائع يريد من امه ان تطعمه وهو لايعلم أنها فارقت الحياة
» هنيئا لكم أيها المعيزو النعاج باسرائيل التي تقودكم و التي اوصلتكم الى الهاوية
» كوبلر: القوات التي تنطوي تحت حكومة الوصاية هي الوحيدة التي سيرفع عنها الحظر
» هذه هي الحقائق التي دعت احرار العراق لرشق وفود المالكي التي ارادت الالتفاف على المتظاهرين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي