كيف نفهم الذي يجري حولنا والموقف منه

لا يمكن لاي انسان عربي ووطني ويحب وطنه العربي ويكره التمزق والاقتتال الداخلي بين ابناء وطنه الا ان يكون له موقف واضح مما يجري بالمنطقة العربية حيث تسيل كثير من الدماء يوميا بأيد عربية نيابة عن الأعداء الحقيقيين للأمة العربية من أمريكان وصهاينة حيث انهم يدعمون هذا التناحر الداخلي العربي العربي الذي يحصل في كل من العراق وسوريا وبشكل أقل حدة في مصر وليبيا وتونس والجزائر ولبنان وربما مواقع اخرى مرشحة لهذا النزيف حسبما تقتضية الخطط الدولية والاقليمية المعدة لهذا الغرض .
ان المؤامرة الدولية والاقليمية والتي تساهم فيها قوى الردة والرجعية العربية للاجهاز على ثروات الامة العربية وتقدمها قائمةعلى قدم وساق وغير متوقفة عند حد معين بالرغم من ملايين الضحايا والخسائر الفادحة ماديا وبشريا والوقت الضائع من تقدم ورخاء وأمن الأمة .
وبالتالي فانه يلزم على الشباب العربي التوقف مليا عند كل مفصل من مفاصل المؤامرة لقبرها الى الأبد والاجهاز عليها نهائيا باتخاذ الموقف الصحيح تجاه كل قضايا الوطن برؤية قومية تقدمية دون الوقوع في الاقليمية والطائفية الضيقة والتي يراد احياؤها خدمة للمشاريع المشبوهة :

ففي لبنان محاولة لشيطنة حزب الله ودفعه للتخلي عن سلاحه ووصمه بالطائفية ونسيان دوره في مقاومة العدو الصهيوني وتحريره لبنان من الاحتلال الصهيوني ودفاعه عن لبنان حتى ان العدو الصهيوني لم يعد يفكر في الاعتداء على لبنان واستباحته كما فعل في العقود الماضية فالواجب القومي التقدمي يدعو الى مزيد الفاعلية لهذه القوة المقاومة وتحسيسها بانها جزء من الأمة وليست مجرد فصيل طائفي
وفي سوريا ثبتت أبعاد المؤامرة الدنيئة على هذا القطر المقاوم وبالتالي فالوقوف الى جانب سوريا الدور والدولة والجيش والتاريخ والحضارة هو الموقف الأسلم لأن اضعافها وتدمير امكانياتها العسكرية خدمة مجانية للعدو الصهيوني وبشكل مباشر حيث يصب في خانة هذا العدو أمنا واستقرارا في صفوف الغزاة وتقدما وازدهارا اقتصاديا لكيانه الغاصب على حساب آلام ومعاناة شعبنا في فلسطين سواء القابع تحت الاحتلال او المشرد في الشتات وفي مخيمات الذل والهوان
وفي العراق المفروض عدم الاعتراف بالحكومة المنصبة من قبل الاحتلال المزدوج للعراق من امريكا وايران والاعتراف فقط بالمقاومة العراقية الشريفة التي واجهت الغزو الامريكي والغربي بمفردها وحوصرت اعلاميا وتحملت العبئ لوحدها طوال سنوات عديدة تجاوزت العقد من الزمان وليس لها أي تمثيل في أي قطر عربي الى درجة ان المسؤولين العراقيين السابقين والذين افلتوا من الاعدام خارج العراق ممنوع عليهم الادلاء بأي تصريح هكذا تشاء الاقليمية العربية وبما انها الآن في تصاعد مستمر وصلت الى تحرير عدة مدن عراقية وتحيط ببغداد وأصدرت عديد البيانات التي تؤكد طابعها الوطني غير الطائفي وبالتالي فان مساندتها تبقى هي الموقف الأسلم دون الوقوع في تناقض مساندة سوريا فالمفروض ان خط المقاومة العربية في وجه المؤامرا الدولية والاقليمية هو الذي نقف الى جانبه بشكل دائم وتلك هي البوصلة الحقيقية لمواجهة العدوانالحاصل على أمتنا
وان هذا الموقف القومي التقدمي لا يجعلنا في مواجهة مباشرة مع الجارة ايران التي تقدم مساعدات سخية للمقاومة في لبنان وتساعد سوريا في مواجهة أزمتها ولكنها بالمقابل تصطف طائفيا مع حكومة الاحتلال غير الشرعية في العراق فان اختارت الحياد في الصراع الداخلي في العراق فبها ونعمت والا فانها آثمة وضالعة في العدوان على شعبنا في العراق اضافة الى احتلالها لمنطقة الأحواز العربية منذ عام1925 وتحتل الجزر العربية الثلاثة منذ 1970 وجزيرة سعودية منذ1958 فهذه قضايا من الممكن تاجيل التفاوض بشأنها مع ايران حتى نحرر وطننا من الصهيونية والاقليمية وبعدها ستحل كل اشكالات وطننا مع جيراننا ان سلما ان ارادوا وان حربا فلن نسمح لأحد باحتلال ذرة من تراب وطن أمتنا العربية مهما طال الزمن وكثرت التضحيات .
وفي ليبيا الوضع معقد
فقد شكل الناتو وقوى مختلف فصائل الزنادقة ميليشيات دمرت بتدخل مباشر عن طريق القوات الخاصة والقصف الجوي الدولة الليبية وعجز عملاء الناتو عن تاسيس نظام جديد واصبحت ليبيا مقسمة بين الميليشيات
الامل في القبائل الليبية الحرة التي كانت عل مر التاريخ حصن ليبيا والحافظ لهويتها العربية الاسلامية وعلىها اليوم تاسيس تيار سياسي يكون المخاطب الشرعي للخارج والداخل باسم الشعب الليبي