د. موسى إبراهيم:مرثية الأرض
صفحة 1 من اصل 1
د. موسى إبراهيم:مرثية الأرض
مرثية الأرض
هل هي الأرض،
تلك التي ارتحلت عبر بوابة الرعبِ
ترجف للقادمين من جهة الغربِ
تطلب عهد الأمانْ،
هل هي الأرض ، أم البلد الوثنْ
يسقط للمرة الألفِ
في هوة الخوفِ
تنهكه المحنْ!
** ** **
في المدن الغريبة
تشيه وجوهنا في فسحة الوقتِ
تمخر في عباب الأمس قافلة الموتِ
ننهض من نعاسنا
نشتهي أن نرى وجوه الذين ذهبوا
في وحشة الصمتِ
يقتسمون خبز الوطنْ
أيها الجالسون على شرفة الدهشةْ
والأمهات ذوات القلوب الباكية .. الهشةْ
من ترى يعيد الضحكات إلى العيونْ
والمكبرونْ
ينتهكون براءة الطين الخارج من رحم الأرضْ
يأكلون القلوب التي لم تعرف غير آلهة الحب...
والأمانْ
ياوجع الزهرة في العيانْ
من الذي سلم الأرض للرومْ
من الذي أودع الترك خزائن البلد المستباحْ
ياصباحْ
أمازلتٓ تخرج على طرابلس بالشمس التي أحرقت وجوه الرجالْ
والنباحْ
معزوفة الذي يهلل لقيصر فوق مائدة السعالْ
** ** **
آه
كيف يبتسم الإله؟
والذين يتجشؤون بحمدهِ
يتقلبون في مضاجع ملكهِ
يقعون، يتبولون على دم الأرض الصراحْ
يذبحون ألف حسين، يبايعون العصمليّ
بين أضرحة النواحْ
قال الإمام ذو الوجه المليحْ
هذي الدماء لنا
الرب قدوسٌ، والثائرون مصابيحْ...
والبنات الصغيراتُ
ذوات الضفائر المعقودةْ
والأفئدة الموؤودةْ
بالألمْ
يحلفن بالذي خرج ممتطياً جواد الجُموحْ
يضحك من طيور الرومْ
يقبل يد الخليفة-المعتصمْ
قبل أن تخرق قلبه رصاصة الثائرِ
التي تَسبح اسمُها في هيئة الأممْ
** ** **
هل هي الأرض؟
تلك الذاويةْ
أم قلبي المشكول بزخرفة الحب والأغاني
وطفلي يسأل عن الغائب الذي قبله ذات مساءْ
ثم عانق قنبلة الموت في حنايا الزاويةْ
هل هي الأرض-الخواءْ
أم الأنبياء المتعبونْ
يُصلّونْ
لم يتوضأوا بالماءِ
بل بالوهمِ
والكلمات الخاويةْ
وأمي تحت لحاف الصبرِ
تسأل القادمين عن جهة الإلهْ
والوثن الرومي يجلس في صفحات الجرائدِ
يوزع خبز البطولات الرقيقْ
يصفق للقادمين على صهوة الموت الفرنسي الأنيقْ
ثم يسلم الأمهات إلى وجع الأولادْ
يارمادْ!
أحرقتٓ وجوه البنات اللاتي لم يعرفن قبل طعم السهادْ
وحينها ينطفي في العيونْ
اسمُ ليبيا، حكايا الحبِّ، سمرُ الليالي، الضحكاتُ، الزياراتُ الصباحية للإطمئنان، الهدايا، دعواتُ النجاح، مبخرةُ الحسد، تلك الرعشة التي تسري في القلوب حين يضم العاشق حبيبته في غفلة العسسِ، لون واجهات البيوت التي ألفناها، هدهداتُ الأمهات، أغنية الرحاة التي تُلين حبة القمحِ
في دورة الحجر-الجرحِ
قبل أن يضعوا يمين الأرض الشمسَ، ويسارها القمرْ
والكَفَر … الكَفَر
يفكون إزار بنغازي في المساءْ
يسلمون خصرها للراقصين في حانة النصرْ
يلثمون فمها الذي شطح كالمجذوب بنداء الغرباءْ
"الرومي حي .. آهو جَي"
والرجال الخصيان يلتحفون بالبرد الشمالي
لأن صدورهم ضاقت بالدعاءْ
للرب الذي يجلس على عرش الوعود المؤجلةِ
في السماءْ
** ** **
هل هي الأرض؟
تلك التي أسلمت تحت راية الجزيةْ
والخوارج يبايعون التركٓ، والروم، والمترفينْ ذوي الأشمغة الغاليةْ
أم أنها الأسيرةْ،
عند قيصرٓ،
تتغنج للمعجبين المخمورينْ
بالتكبير، واللحى المحناة، والأسمال الباليةْ
والمغنونٓ، المراؤون، الموبوؤون، المؤمنون، المشرعون، المتفيقهون،
القارؤون، الحافظونْ
لم يقرؤوا آية واحدة من كتاب الوطنْ
والصبايا اللاتي تنهدن حين لامسن خصر الفارس الأمريكي
ذي الوجنة الوردية العاريةْ
هل عرفنٓ أنه لا يختتنْ؟
وهناكٓ
على ضفة المجد الصغيرةْ
في المدينة الثكلى بالدموعْ
وجهُ النبي العربيّ
يسري في الحنايا والضلوعْ
يسأل عن الجموعْ
يبحث عن الغار الذي احتوى الوحي ذات ظهيرةْ
وحين ينتفض القلب وترتاح السريرةْ
يغمض عينيه، يرى وجه الله الباسمِ
في أول المسيرةْ
يقسم باسم الجياع الذين لم يؤمنوا بالعيدْ
أن يخط الكتاب كله من جديدْ… وللمرة الأخيرة!
للمرة الأخيرة!
موسى إبراهيم
هل هي الأرض،
تلك التي ارتحلت عبر بوابة الرعبِ
ترجف للقادمين من جهة الغربِ
تطلب عهد الأمانْ،
هل هي الأرض ، أم البلد الوثنْ
يسقط للمرة الألفِ
في هوة الخوفِ
تنهكه المحنْ!
** ** **
في المدن الغريبة
تشيه وجوهنا في فسحة الوقتِ
تمخر في عباب الأمس قافلة الموتِ
ننهض من نعاسنا
نشتهي أن نرى وجوه الذين ذهبوا
في وحشة الصمتِ
يقتسمون خبز الوطنْ
أيها الجالسون على شرفة الدهشةْ
والأمهات ذوات القلوب الباكية .. الهشةْ
من ترى يعيد الضحكات إلى العيونْ
والمكبرونْ
ينتهكون براءة الطين الخارج من رحم الأرضْ
يأكلون القلوب التي لم تعرف غير آلهة الحب...
والأمانْ
ياوجع الزهرة في العيانْ
من الذي سلم الأرض للرومْ
من الذي أودع الترك خزائن البلد المستباحْ
ياصباحْ
أمازلتٓ تخرج على طرابلس بالشمس التي أحرقت وجوه الرجالْ
والنباحْ
معزوفة الذي يهلل لقيصر فوق مائدة السعالْ
** ** **
آه
كيف يبتسم الإله؟
والذين يتجشؤون بحمدهِ
يتقلبون في مضاجع ملكهِ
يقعون، يتبولون على دم الأرض الصراحْ
يذبحون ألف حسين، يبايعون العصمليّ
بين أضرحة النواحْ
قال الإمام ذو الوجه المليحْ
هذي الدماء لنا
الرب قدوسٌ، والثائرون مصابيحْ...
والبنات الصغيراتُ
ذوات الضفائر المعقودةْ
والأفئدة الموؤودةْ
بالألمْ
يحلفن بالذي خرج ممتطياً جواد الجُموحْ
يضحك من طيور الرومْ
يقبل يد الخليفة-المعتصمْ
قبل أن تخرق قلبه رصاصة الثائرِ
التي تَسبح اسمُها في هيئة الأممْ
** ** **
هل هي الأرض؟
تلك الذاويةْ
أم قلبي المشكول بزخرفة الحب والأغاني
وطفلي يسأل عن الغائب الذي قبله ذات مساءْ
ثم عانق قنبلة الموت في حنايا الزاويةْ
هل هي الأرض-الخواءْ
أم الأنبياء المتعبونْ
يُصلّونْ
لم يتوضأوا بالماءِ
بل بالوهمِ
والكلمات الخاويةْ
وأمي تحت لحاف الصبرِ
تسأل القادمين عن جهة الإلهْ
والوثن الرومي يجلس في صفحات الجرائدِ
يوزع خبز البطولات الرقيقْ
يصفق للقادمين على صهوة الموت الفرنسي الأنيقْ
ثم يسلم الأمهات إلى وجع الأولادْ
يارمادْ!
أحرقتٓ وجوه البنات اللاتي لم يعرفن قبل طعم السهادْ
وحينها ينطفي في العيونْ
اسمُ ليبيا، حكايا الحبِّ، سمرُ الليالي، الضحكاتُ، الزياراتُ الصباحية للإطمئنان، الهدايا، دعواتُ النجاح، مبخرةُ الحسد، تلك الرعشة التي تسري في القلوب حين يضم العاشق حبيبته في غفلة العسسِ، لون واجهات البيوت التي ألفناها، هدهداتُ الأمهات، أغنية الرحاة التي تُلين حبة القمحِ
في دورة الحجر-الجرحِ
قبل أن يضعوا يمين الأرض الشمسَ، ويسارها القمرْ
والكَفَر … الكَفَر
يفكون إزار بنغازي في المساءْ
يسلمون خصرها للراقصين في حانة النصرْ
يلثمون فمها الذي شطح كالمجذوب بنداء الغرباءْ
"الرومي حي .. آهو جَي"
والرجال الخصيان يلتحفون بالبرد الشمالي
لأن صدورهم ضاقت بالدعاءْ
للرب الذي يجلس على عرش الوعود المؤجلةِ
في السماءْ
** ** **
هل هي الأرض؟
تلك التي أسلمت تحت راية الجزيةْ
والخوارج يبايعون التركٓ، والروم، والمترفينْ ذوي الأشمغة الغاليةْ
أم أنها الأسيرةْ،
عند قيصرٓ،
تتغنج للمعجبين المخمورينْ
بالتكبير، واللحى المحناة، والأسمال الباليةْ
والمغنونٓ، المراؤون، الموبوؤون، المؤمنون، المشرعون، المتفيقهون،
القارؤون، الحافظونْ
لم يقرؤوا آية واحدة من كتاب الوطنْ
والصبايا اللاتي تنهدن حين لامسن خصر الفارس الأمريكي
ذي الوجنة الوردية العاريةْ
هل عرفنٓ أنه لا يختتنْ؟
وهناكٓ
على ضفة المجد الصغيرةْ
في المدينة الثكلى بالدموعْ
وجهُ النبي العربيّ
يسري في الحنايا والضلوعْ
يسأل عن الجموعْ
يبحث عن الغار الذي احتوى الوحي ذات ظهيرةْ
وحين ينتفض القلب وترتاح السريرةْ
يغمض عينيه، يرى وجه الله الباسمِ
في أول المسيرةْ
يقسم باسم الجياع الذين لم يؤمنوا بالعيدْ
أن يخط الكتاب كله من جديدْ… وللمرة الأخيرة!
للمرة الأخيرة!
موسى إبراهيم
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34355
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 7 يناير - 7:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» النفير المقدس
الخميس 4 يناير - 1:50 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى شيوخ ومثقفي الخليج
الأحد 31 ديسمبر - 17:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» .سجل حضورك ... بصورة تعز عليك ... للبطل الشهيد القائد معمر القذافي
الإثنين 25 ديسمبر - 17:43 من طرف chlih
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:07 من طرف علي عبد الله البسامي
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» عملاق الردى
الأحد 24 ديسمبر - 17:15 من طرف علي عبد الله البسامي
» إجرام الغرب
السبت 16 ديسمبر - 16:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» فضبدة الخذلان
الجمعة 8 ديسمبر - 9:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» شرف المقاومة
الأحد 3 ديسمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» زمرة العز في زمن الهوان
السبت 2 ديسمبر - 13:22 من طرف علي عبد الله البسامي
» دليل التّردِّي
الثلاثاء 28 نوفمبر - 0:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» الخذلان المذل
الأحد 26 نوفمبر - 11:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحرارُ الخَلَف
الخميس 23 نوفمبر - 17:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» وثبة الابطال في اليمن
الأربعاء 22 نوفمبر - 17:11 من طرف علي عبد الله البسامي
» هان العرب
الأربعاء 22 نوفمبر - 6:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:03 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:02 من طرف علي عبد الله البسامي
» شعب الاباء في غزة
السبت 18 نوفمبر - 0:42 من طرف علي عبد الله البسامي
» ضرُّ المذلّة في الامّة
الأحد 12 نوفمبر - 0:40 من طرف علي عبد الله البسامي