ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ .

ﺇﺭﻫﺎﺏ ﻣﻨﺘﺸﺮ ﻭﻣﺘﺰﺍﻳﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺎﺭﻉ ﻭﻣﺪﻳﻨﺔ . ﻭﻣﺪﻋﻮﻡ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﻏﺮﺑﻴﺔ . ﻭﺳﻼﺡ ﻳﺘﺴﺮﺏ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻧﺊ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺤﺮﻕ ﺑﻌﺪ . ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﺇﻣﺎ ﻣﺘﻔﺮﺝ ﻭﻣﺘﺎﺑﻊ ﻟﻤﺎﻳﺤﺪﺙ ﺃﻭ ﻳﺪﻋﻢ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺃﻭ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻴﻘﺪﻡ ﺣﻠﻮﻝ ﺗﻠﻔﻴﻘﻴﺔ ﺑﺪﻋﻮﺍﺕ ﺣﻮﺍﺭ ﺃﻭ ﻣﺼﺎﻟﺤﺔ ﺃﻭ ﺗﻘﺎﺳﻢ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ . ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻨﻘﺴﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺩﺍﻋﻤﺔ ﻷﺣﺪ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺃﻭ ﻣﺤﺎﻳﺪﺓ ﺃﻭ ﺿﺪ ﻛﻞ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﺭﻋﺔ .
ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ . ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻨﻬﻚ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﺮﺏ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﻷﻣﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﻻﻳﺤﺴﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ‏( ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﻗﺴﻮﺭﺓ ‏) . ﻭﺳﻴﻄﻴﻞ ﺯﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻭﺗﺘﺴﻊ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺮﺗﺐ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﺘﺮﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﺃﺛﺮ ﺑﻌﺪ ﻋﻴﻦ . ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺳﻨﺠﺪ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻫﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮﻳﻦ ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺑﺪﺍﺋﻞ ﻟﻬﻢ ﻭﻋﺠﺰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻹﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻭﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻭﺃﺑﺴﻂ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻠﻰ ﺇﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻧﺰﻳﻒ ﺍﻟﺪﻡ ﻷﻫﻢ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﻴﻦ ﻗﺘﻠﻰ ﻭﺟﺮﺣﻰ ﻭﻣﺒﺘﻮﺭﻳﻦ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﻋﺎﻫﺎﺕ ﻣﺴﺘﺪﻳﻤﺔ ﻟﺘﻀﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺸﺮﺳﺔ ﻛﺎﻟﻌﻼﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻭﺍﻷﻃﻘﻢ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻭﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ . ﻭﻳﺪﻓﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻺﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﻐﺮﻳﺎﺕ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺣﺮﺓ . ﻭﺳﻴﺘﺴﺎﺑﻘﻮﻥ ﻟﻺﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﺇﻗﺘﻨﺎﻋﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺇﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﺓ .
ﺍﻳﻀﺎ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺨﺪﻣﻴﺔ ﻣﻤﺎﻳﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﻄﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻛﺎﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻭﺣﻠﻴﺐ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ . ﻭﺗﻮﻗﻒ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻭﺇﻏﻼﻕ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﻭﺗﻮﻗﻒ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﺘﻴﺮﺍﺩ ﻭﺃﻧﻌﺪﺍﻡ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻹﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻠﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ .
ﻧﺤﻦ ﻧﻠﻘﻰ ﻧﻈﺮﺓ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻭﻣﻮﺟﺰﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭﺃﻟﻤﺎ ﻣﻤﺎﺫﻛﺮﻧﺎ . ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﺘﻬﻮﻳﻞ ﻟﻜﻦ ﻟﻨﻄﺮﺡ ﺣﻠﻮﻻ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺗﻪ .
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻻﻳﺤﺘﺎﺝ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﻹﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﻭﻫﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺻﺤﻔﻴﺔ ﻟﻺﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺃﻭ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﻓﻲ ﺻﻴﻐﺔ ﺃﺣﻼﻡ ﻭﻭﻋﻮﺩ ﻫﻲ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺴﺮﺍﺏ .
ﻟﻜﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺟﺮﻳﺌﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦ . ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﻔﺒﺮﺍﻳﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻫﺮﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺃﻛﺘﺸﻒ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻭﻛﺴﺐ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﺑﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺮﺍﻳﺔ ﻭﻧﺸﻴﺪ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺤﻞ ﺇﺧﺘﻼﻑ ﻛﺒﻴﺮ . ﻭﺗﺮﻙ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻟﺰﻣﻦ ﻣﺎﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ . ﻭﺍﻹﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ ﻭﺟﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺪﻭﻝ ﻋﻨﻪ ﻭﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻔﻖ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺑﻬﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻠﺒﺴﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ . ﻭﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻛﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺍﻹﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺠﺤﺎﻓﻞ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﻭﺗﺠﻬﻴﺰﻫﺎ ﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ .
ﺑﺪﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﺬﻳﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻃﻮﻳﻼ ﻭﻳﺴﺘﻨﺰﻑ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻟﺠﻬﺪ ﻭﻳﻬﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﻭﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻭﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ . ﻭﺳﻴﺒﻜﻲ ﺍﻟﻔﺒﺮﺍﻳﺮﻳﻴﻦ ﺩﻣﺎ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺯﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﻣﺎﻳﻤﻜﻦ ﺇﻧﻘﺎﺫﻩ . ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﺳﻴﺼﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻠﻨﺪﻡ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ ... ﺍﻟﻔـــــــــﺎﺭﺱ