الصحيفة الإسبانية " ليبري ريد ":الحرب على ليبيا .. الأكاذيب الكبرى

ذكرت الصحيفة الإسبانية " ليبري ريد " أن يوم 19 مارس مرت أربع سنوات على قرار مجلس الآمن فرض عقوبات على الحكومة الليبية آنذاك، بموجبه تم فرض حظر جوي على البلاد، وشنت قوات حلف شمال الأطلسي عملية عسكرية واسعة للإطاحة بنظام معمر القذافي.
وأفادت أن بدعوى حماية المدنيين من جرائم قد ارتكبها نظام القذافي، شنت الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين حربا ضد ليبيا، تسببت في تدمير هائل للبنى التحتية ومقتل الآلاف من الليبيين، علاوة على تجنيد تلك القوى وسائل الإعلام من أجل الدعاية وتبرير تلك الحملة العسكرية.

حرب على ليبيا
وأشارت الصحيفة إلى أنه على عكس الغزوات السابقة في بلدان مثل العراق وأفغانستان، أين نشرت البلدان الغربية قواتها من جانب واحد، دفعت الولايات المتحدة لتدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا وبدعم من حلفائها الأوروبيين، على غرار فرنسا وبريطانيا وإيطاليا، إلى جانب قطر والإمارات.
واعتبرت أن هذا التدخل كان يمثل تلاعبا واضحا بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الصادر في 19 مارس 2011، والذي بموجبه تم إنشاء منطقة حظر جوي ومنع تحليق القوات المسلحة الليبية فوق الأراضي، من أجل حماية المدنيين والمناطق المأهولة بالسكان من هجمات جوية قد يقوم بها نظام القذافي.

وأضافت أن في تلك السنة كان مساعد وزير الدفاع الأسبق في حكومة جورج بوش وأحد مهندسي الحرب في العراق، الذي شغل منصب رئيس البنك الدولي في وقت لاحق، بول وولفويتز، كان قد وجه رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما يحثه فيها على تحويل ليبيا إلى "محمية" تحت سيطرة حلف شمال الأطلسي ونيابة عن المجتمع الدولي.

وإثر ذلك شنت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، على مدى سبعة أشهر نحو 10000 طلعة جوية على ليبيا، كما تم قصف البلاد بما يقرب من 40 ألف قنبلة وصاروخ، علاوة على تسلل قوات خاصة داخل الأراضي وتمويل وتسليح مجموعات قبلية معادية للحكومة في طرابلس، وكانت العملية برمتها تحت توجيه واشنطن.

وأفادت الصحيفة أن الحصيلة الرسمية للمذبحة التي ارتكبت بحق الشعب الليبي، بلغت 120 ألف قتيل و 240 جريحا و 70 ألف شخص سجنوا دون محاكمة، وكذلك 28 ألف في عداد المفقودين، إلى جانب أكثر من مليون نزحوا جراء تلك "الحرب الإنسانية" من قبل حلف شمال الأطلسي.

حرب ومؤامرة
ولفتت الصحيفة إلى أن الحرب الهمجية التي شنتها القوى الغربية كانت مدعومة أيضا من قبل المؤسسات الإعلامية الكبرى، التي أنشأت الكثير من الخرافات والأكاذيب حول الوضع الليبي آنذاك، كما قامت بتعتيم كبير حول حقيقة الوضع ونتائج تلك الحرب.

ووفق مراسل قناة تيليسور الفنزويلية في ليبيا، رولاندو سيغورا، كان متواجدا في العاصمة طرابلس إبان الحرب، كان في ليبيا الكثير من المهاجرين الأفارقة والصينيين، مضيفا أن الصينيين تمكنت دولتهم من إجلائهم، في حين وجد الأفارقة صعوبات لمغادرة البلاد برا، لذلك اضطروا إلى المغادرة عبر البحر، مشيرا إلى أن هناك حديث حول مقتل الآلاف منهم غرقا.

وأفاد سيغورا أن من الأكاذيب الكبرى التي روجتها وسائل غربية خاصة، هو إظهار ما يحدث في ليبيا آنذاك كصراع داخلي بين المتمردين والحكومة الليبية، لكن في حقيقة الأمر ما حدث كان حربا ضد هذا البلد من قبل حلف شمال الأطلسي والقوى الدولية الكبرى، وأشار إلى أنه منذ سنة 2005، كان جهاز الاستخبارات الأمريكية يتآمر ضد ليبيا.

وذكرت الصحيفة أن اليوم وبعد الحرب الأمريكية على ليبيا وإسقاط نظام معمر القذافي، انهار الاقتصاد في البلاد، كما انهار التعليم والسكن والغذاء، وتفاقمت الحروب الداخلية بين مختلف الجماعات المسلحة من أجل السيطرة على الموارد الطبيعية للبلاد.
بوابة افريقيا الاخبارية