بين دول الجوار و دول المحور تكمن المفارقة
صفحة 1 من اصل 1
بين دول الجوار و دول المحور تكمن المفارقة
بدأت الرؤية تتضح أكثر فى ليبيا بعد قرار التدخل العسكرى ثانيتا فى ليبيا برغم رفض الدول المجاورة لأي تدخل عسكرى تحت أي دريعة .
دول الجوار بحكم الحدود المشتركة مع ليبيا تتخوف من العواقب الأمنية و السياسية و الإقتصادية و الجيو - إستراتيجية على بلدانها لأن أي تدخل عسكرى بعيد عن عواصم القرار الأوروبى لن يؤثر عليهم فالبلد ليس بلدهم و المواطنين ليسوا مواطنيهم و لتخرب ليبيا و محيطها الجغرافى مادامت نتائج التدخل العسكرى السلبى ستكون بعيدا عنهم و عن أمن بلدانهم و أمان مواطنيهم .
الخلاف الذى كان قائم بين الجزائر و مصر بخصوص طريقة التعامل مع جماعة الإخوان التى تحكم طرابلس مازال قائما برغم محاولة حصره فى أضيق الزوايا ، فالقاهرة ترى بضرورة القضاء المبرم على هذا التنظيم الإخوانى المتلون و المراوغ و الحرب ضده من دون هوادة فى حين الجزائر ترى بضرورة إحتواء هذا التنظيم لأنه يمثل أقلية الأقلية و لأن أي إستقرار داخلى تنجر عليه أي إنتخابات حرة و نزيهة مستقبلية ستنهى وجوده و ستضع هذا التيار عند حجمه الحقيقى و ستضع حدا لطموحاته نحو البقاء أو الصعود إلى السلطة وسط نقمة الشعب الليبى عليه ، أما تونس و بعدما خرجت من " المولد بلا حمص " بعد عدوان النيتو فلقد قررت الإبتعاد عن المحور القطرى و بقيت ممسكة العصى من الوسط لكنها هي اليوم تميل أكثر للرؤية و المقاربة الجزائرية بخصوص الحل فى ليبيا بعد الجهود و الأموال التى رصدتها الجزائر لإستقطاب الموقف التونسى إليها .
هذا لا يعنى أن دول الجوار تقف على الحياد و السلبية نفسها كما يعتقد البعض ، فمصر لذيها أذواتها الضاغطة فى ليبيا و " خليفة حفتر " أحد أذواتها كما أنها تستضيف مئات الألاف من أنصار الفاتح ، أما الجزائر فلذيها أيضا إتصالاتها و طرقها للضغط و هي و برغم أنها تتبع سياسة ثابثة فى عدم التدخل فى شؤون الدول إلا أن الوضع المتردى فى ليبيا فرض عليها التدخل بشكل غير مباشر و هي قادرة على ترجيح كفة طرف على حساب طرف آخر لو أرادت ذلك.
أما السودان فلقد قرر النأي بالنفس بعيدا عن التدخل المباشر فى ليبيا بعد تحديرات دول الجوار له و تفضيله التوجه إلى اليمن .
نأت الأن لدول المحور المتحكمة فى جزء من القرار الداخلى الليبى و نعنى بها المحور التركى - القطرى التى ماتزال ممسكة ببعض خيوط اللعبة ، هذا المحور لن يتخلى عن ما بدأ فيه و لكن البعد الجغرافى لا يساعدهم خاصة بعد تحييد الدور التونسى و بالتالى هو يسعى لإيجاد تسوية سياسية تحفظ له ماء الوجه مع بعض التنازل لجماعة حفتر و هو اليوم أضعف مما كان عليه سابقا ، و لكن الخلاف الكبير الذى يفصل جماعة طرابلس عن جماعة حفتر يجعل الإتفاق بينهما شبه مستحيل ليبقى دور الإمارات و السعودية وارد جدا بقصد التدخل لجمع الإخوة الأعداء على هدف واحد بحكم أن السعودية و الإمارات تملكان علاقة وطيدة بالنظام المصرى و هما فى نفس الوقت ينسقان مع المحور التركى - القطرى بخصوص الشأن السورى و الذى له الأهمية الكبرى بالنسبة للدول الأربعة و بالتالى سيحاولان تحييد و وضع الخلاف الموجود بين أنقرة و القاهرة جانبا لغرض خدمة المصالح المشتركة لهذه الدول التابعة أصلا للمحور الغربى و بالضبط الأمريكى .
نحن اليوم أمام مفارقة غريبة و عجيبة بين دول الجوار ودول المحور مفارقة لا تليق إلا بالوضع داخل ليبيا ، داعش تنظيم إستخباراتى غربى يستمد عقيدته من الفكر الوهابى التكفيرى يتم زراعته فجأة فى ليبيا و يتمدد كما يشاء يصله السلاح و المسلحين من كل مكان و يتم نقل بعض من قادته عبر الطائرات من تركيا نحو ليبيا ، فى مقابله نجد تنظيم الدروع أو ثوار النيتو أو فجر ليبيا و هو أيضا خليط من حثالة البشر يتم تمويلهم من قبل المحور التركى - القطرى وبمباركة الإستخبارات الغربية هذا التنظيمان يجتماعان فى مقاتلة عدوهما المشترك المتمثل فى تنظيم الكرامة هذا الأخير يستمد قوته من الدعم المصرى - الخليجى و طبعا فى وجود مباركة دولية و دعم إستخبارتى مباشر.
بمعنى آخر فتش عن الدعم الإستخباراتى الغربى ستجده حاضر فى كل المحاور ومع كل التنظيمات المتصارعة لأنه ببساطة هو العامل المشترك و المحرك لكل هذه الفوضى الموجودة داخل ليبيا .
الأن .. دول الجوار تضغط بقصد جعل التدخل العسكرى و إن حصل فى أضيق حدوده و هذا ما جعل المحور الغربى يعلن عن تدخله العسكرى بإستحياء، و الجزائر كما مصر رفضتا فتح أجوائهما للطائرات العسكرية و رفضتا تقديم أي مساعدة مباشرة أو حتى إستخباراتية ما لم تُشكل خطرا على أمنهما القومى أما تونس فهي فى وضع ضعيف و ستقايض موقفها كالعادة ب " الفلوس " لكنها لن تستطيع تقديم دعم أكبر للتدخل العسكرى كالذى قدمته ذات عدوان نيتو و بالتالى فلن يكون الأمر إلا لدول الجوار على حساب دول المحور الغربى إذا ما تناقضت مصالحهما حتى وسط تهديد و وعيد كل من روما و باريس و واشنطن ، فسياسة القطب الواحد إنتهت منذ أن قررت موسكو العودة من البوابة السورية .
هذا يعنى أنه و فى الحالة الليبية نحن اليوم نتجه نحو التضحية بما يسمى " الإسلام السياسى " بفرعيه الإخوانى و السلفى الجهادى ، لكن البديل المطروح لن يكون سوى التيار البراغماتى أي التيار الذى يحفظ لدول الجوار أمنها و لدول المحور مصالحها .
قد نشهد تغيرا دراماتيكى فى الوقت بدل الضائع فى حالة دخول العنصر الأخضر على الخط ليقلب الطاولة على رؤوس جميع اللاعبين بشكل مفاجئ بحكم قوته و شعبيته على الأرض و لكنه يبقى إحتمال ضيئل التنفيد لأن الدور الإستخبارتى مازال متنفدا فى ليبيا.
دول الجوار بحكم الحدود المشتركة مع ليبيا تتخوف من العواقب الأمنية و السياسية و الإقتصادية و الجيو - إستراتيجية على بلدانها لأن أي تدخل عسكرى بعيد عن عواصم القرار الأوروبى لن يؤثر عليهم فالبلد ليس بلدهم و المواطنين ليسوا مواطنيهم و لتخرب ليبيا و محيطها الجغرافى مادامت نتائج التدخل العسكرى السلبى ستكون بعيدا عنهم و عن أمن بلدانهم و أمان مواطنيهم .
الخلاف الذى كان قائم بين الجزائر و مصر بخصوص طريقة التعامل مع جماعة الإخوان التى تحكم طرابلس مازال قائما برغم محاولة حصره فى أضيق الزوايا ، فالقاهرة ترى بضرورة القضاء المبرم على هذا التنظيم الإخوانى المتلون و المراوغ و الحرب ضده من دون هوادة فى حين الجزائر ترى بضرورة إحتواء هذا التنظيم لأنه يمثل أقلية الأقلية و لأن أي إستقرار داخلى تنجر عليه أي إنتخابات حرة و نزيهة مستقبلية ستنهى وجوده و ستضع هذا التيار عند حجمه الحقيقى و ستضع حدا لطموحاته نحو البقاء أو الصعود إلى السلطة وسط نقمة الشعب الليبى عليه ، أما تونس و بعدما خرجت من " المولد بلا حمص " بعد عدوان النيتو فلقد قررت الإبتعاد عن المحور القطرى و بقيت ممسكة العصى من الوسط لكنها هي اليوم تميل أكثر للرؤية و المقاربة الجزائرية بخصوص الحل فى ليبيا بعد الجهود و الأموال التى رصدتها الجزائر لإستقطاب الموقف التونسى إليها .
هذا لا يعنى أن دول الجوار تقف على الحياد و السلبية نفسها كما يعتقد البعض ، فمصر لذيها أذواتها الضاغطة فى ليبيا و " خليفة حفتر " أحد أذواتها كما أنها تستضيف مئات الألاف من أنصار الفاتح ، أما الجزائر فلذيها أيضا إتصالاتها و طرقها للضغط و هي و برغم أنها تتبع سياسة ثابثة فى عدم التدخل فى شؤون الدول إلا أن الوضع المتردى فى ليبيا فرض عليها التدخل بشكل غير مباشر و هي قادرة على ترجيح كفة طرف على حساب طرف آخر لو أرادت ذلك.
أما السودان فلقد قرر النأي بالنفس بعيدا عن التدخل المباشر فى ليبيا بعد تحديرات دول الجوار له و تفضيله التوجه إلى اليمن .
نأت الأن لدول المحور المتحكمة فى جزء من القرار الداخلى الليبى و نعنى بها المحور التركى - القطرى التى ماتزال ممسكة ببعض خيوط اللعبة ، هذا المحور لن يتخلى عن ما بدأ فيه و لكن البعد الجغرافى لا يساعدهم خاصة بعد تحييد الدور التونسى و بالتالى هو يسعى لإيجاد تسوية سياسية تحفظ له ماء الوجه مع بعض التنازل لجماعة حفتر و هو اليوم أضعف مما كان عليه سابقا ، و لكن الخلاف الكبير الذى يفصل جماعة طرابلس عن جماعة حفتر يجعل الإتفاق بينهما شبه مستحيل ليبقى دور الإمارات و السعودية وارد جدا بقصد التدخل لجمع الإخوة الأعداء على هدف واحد بحكم أن السعودية و الإمارات تملكان علاقة وطيدة بالنظام المصرى و هما فى نفس الوقت ينسقان مع المحور التركى - القطرى بخصوص الشأن السورى و الذى له الأهمية الكبرى بالنسبة للدول الأربعة و بالتالى سيحاولان تحييد و وضع الخلاف الموجود بين أنقرة و القاهرة جانبا لغرض خدمة المصالح المشتركة لهذه الدول التابعة أصلا للمحور الغربى و بالضبط الأمريكى .
نحن اليوم أمام مفارقة غريبة و عجيبة بين دول الجوار ودول المحور مفارقة لا تليق إلا بالوضع داخل ليبيا ، داعش تنظيم إستخباراتى غربى يستمد عقيدته من الفكر الوهابى التكفيرى يتم زراعته فجأة فى ليبيا و يتمدد كما يشاء يصله السلاح و المسلحين من كل مكان و يتم نقل بعض من قادته عبر الطائرات من تركيا نحو ليبيا ، فى مقابله نجد تنظيم الدروع أو ثوار النيتو أو فجر ليبيا و هو أيضا خليط من حثالة البشر يتم تمويلهم من قبل المحور التركى - القطرى وبمباركة الإستخبارات الغربية هذا التنظيمان يجتماعان فى مقاتلة عدوهما المشترك المتمثل فى تنظيم الكرامة هذا الأخير يستمد قوته من الدعم المصرى - الخليجى و طبعا فى وجود مباركة دولية و دعم إستخبارتى مباشر.
بمعنى آخر فتش عن الدعم الإستخباراتى الغربى ستجده حاضر فى كل المحاور ومع كل التنظيمات المتصارعة لأنه ببساطة هو العامل المشترك و المحرك لكل هذه الفوضى الموجودة داخل ليبيا .
الأن .. دول الجوار تضغط بقصد جعل التدخل العسكرى و إن حصل فى أضيق حدوده و هذا ما جعل المحور الغربى يعلن عن تدخله العسكرى بإستحياء، و الجزائر كما مصر رفضتا فتح أجوائهما للطائرات العسكرية و رفضتا تقديم أي مساعدة مباشرة أو حتى إستخباراتية ما لم تُشكل خطرا على أمنهما القومى أما تونس فهي فى وضع ضعيف و ستقايض موقفها كالعادة ب " الفلوس " لكنها لن تستطيع تقديم دعم أكبر للتدخل العسكرى كالذى قدمته ذات عدوان نيتو و بالتالى فلن يكون الأمر إلا لدول الجوار على حساب دول المحور الغربى إذا ما تناقضت مصالحهما حتى وسط تهديد و وعيد كل من روما و باريس و واشنطن ، فسياسة القطب الواحد إنتهت منذ أن قررت موسكو العودة من البوابة السورية .
هذا يعنى أنه و فى الحالة الليبية نحن اليوم نتجه نحو التضحية بما يسمى " الإسلام السياسى " بفرعيه الإخوانى و السلفى الجهادى ، لكن البديل المطروح لن يكون سوى التيار البراغماتى أي التيار الذى يحفظ لدول الجوار أمنها و لدول المحور مصالحها .
قد نشهد تغيرا دراماتيكى فى الوقت بدل الضائع فى حالة دخول العنصر الأخضر على الخط ليقلب الطاولة على رؤوس جميع اللاعبين بشكل مفاجئ بحكم قوته و شعبيته على الأرض و لكنه يبقى إحتمال ضيئل التنفيد لأن الدور الإستخبارتى مازال متنفدا فى ليبيا.
بنت الدزاير-
- الجنس :
عدد المساهمات : 630
نقاط : 10359
تاريخ التسجيل : 19/01/2012
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا: 69
مواضيع مماثلة
» ندا من المحور الجنوبي لبني وليد العز
» المفارقة في جامعة العواهر العربية
» المحور الجزائرية:الجزائر تضبط مروحيّتين ليبيّتين في طريقهما إلى الشعانبي
» هالة المصراتي على قناة المحور
» إنتصارات على المحور الشرقي لبني وليد...
» المفارقة في جامعة العواهر العربية
» المحور الجزائرية:الجزائر تضبط مروحيّتين ليبيّتين في طريقهما إلى الشعانبي
» هالة المصراتي على قناة المحور
» إنتصارات على المحور الشرقي لبني وليد...
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 7 يناير - 7:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» النفير المقدس
الخميس 4 يناير - 1:50 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى شيوخ ومثقفي الخليج
الأحد 31 ديسمبر - 17:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» .سجل حضورك ... بصورة تعز عليك ... للبطل الشهيد القائد معمر القذافي
الإثنين 25 ديسمبر - 17:43 من طرف chlih
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:07 من طرف علي عبد الله البسامي
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» عملاق الردى
الأحد 24 ديسمبر - 17:15 من طرف علي عبد الله البسامي
» إجرام الغرب
السبت 16 ديسمبر - 16:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» فضبدة الخذلان
الجمعة 8 ديسمبر - 9:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» شرف المقاومة
الأحد 3 ديسمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» زمرة العز في زمن الهوان
السبت 2 ديسمبر - 13:22 من طرف علي عبد الله البسامي
» دليل التّردِّي
الثلاثاء 28 نوفمبر - 0:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» الخذلان المذل
الأحد 26 نوفمبر - 11:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحرارُ الخَلَف
الخميس 23 نوفمبر - 17:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» وثبة الابطال في اليمن
الأربعاء 22 نوفمبر - 17:11 من طرف علي عبد الله البسامي
» هان العرب
الأربعاء 22 نوفمبر - 6:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:03 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:02 من طرف علي عبد الله البسامي
» شعب الاباء في غزة
السبت 18 نوفمبر - 0:42 من طرف علي عبد الله البسامي
» ضرُّ المذلّة في الامّة
الأحد 12 نوفمبر - 0:40 من طرف علي عبد الله البسامي