يامن تبكون على القائد (نزار قباني ....بتصرف )

القائدُ نامْ
القائدُ نام
القائدُ نامَ كنومِ السيفِ العائدِ من إحدى الغزواتْ
القائدُ يرقدُ مثلَ الطفلِ الغافي.. في حُضنِ الغاباتْ
القائدُ نامَ..
وكيفَ أصدِّقُ أنَّ البطل الصامد ماتْ؟
القائدُ لم يذهبْ أبداً
بل دخلَ الغرفةَ كي يرتاحْ
وسيصحو حينَ تطلُّ الشمسُ..
كما يصحو عطرُ التفاحْ..
الخبزُ سيأكلهُ معنا..
وسيشربُ قهوتهُ معنا..
ونقولُ لهُ..
ويقولُ لنا..
القائدُ يشعرُ بالإرهاقِ..
فخلّوهُ يغفو ساعاتْ..


يا مَن تبكونَ على القائد..
القائدُ كانَ صديقَ الشمس..
فكفّوا عن سكبِ العبراتْ..
القائد ما زالَ هُنا..
يتمشّى فوقَ طريق الصورِ..
ويجلسُ في ظلِّ النخلاتْ..
ويزورُ الهضبة عندَ الفجرِ..
يتفقد حرس البوابات.
يسألُ عن ليبيا.. ومَن في ليبيا..
ويسقي أزهارَ الشرفاتْ..
ويصلّي الجمعةَ والعيدينِ..
ويقضي للناسِ الحاجاتْ
ما زالَ هُنا القذافي..
في ماء النهر، وفوق البرج..
وفي أطواقِ الفلاحاتْ..
في فرحِ الشعبِ..
وحزنِ الشعب..
وفي الأمثالِ وفي الكلماتْ
ما زالَ هُنا القذافي..
من قالَ البطل الصامد مات ؟



يا مَن يتساءلُ: أينَ مضى القذافي ؟
يا مَن يتساءلُ:
هلْ يأتي القذافي ؟..
القائد موجودٌ فينا..
موجودٌ في أرغفةِ الخُبزِ..
وفي أزهارِ أوانينا..
مرسومٌ فوقَ نجومِ الصيفِ،
وفوقَ رمالِ شواطينا..
موجودٌ في أوراقِ المصحفِ
في صلواتِ مُصلّينا..
موجودٌ في كلماتِ الحبِّ..
وفي أصواتِ مُغنّينا..
موجودٌ في عرقِ العمّالِ..
وفي ودانَ.. وفي نينا..
مكتوبٌ فوقَ بنادقنا..
مكتوبٌ فوقَ تحدينا..
القائدُ نامَ.. وإن رجعتْ
للشعب بذور كرامته .. سيأتينا..

احلى بيت ويزور الهضبة عند الفجر
ان شاء الله يارب