من هو المسؤول العربي الذي قال في لحظة شديدة العصبية، بل في لحظة شديدة الواقعية، ان بلاده مستعدة لدفع مائة مليار دولار ان لم يكن الف مليار دولار، لإزالة النظام في سوريا؟...
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من هو المسؤول العربي الذي قال في لحظة شديدة العصبية، بل في لحظة شديدة الواقعية، ان بلاده مستعدة لدفع مائة مليار دولار ان لم يكن الف مليار دولار، لإزالة النظام في سوريا؟...
نبيه البرجي | رقصة المناديل السبعة
من هو
المسؤول العربي الذي قال في لحظة شديدة العصبية، بل في لحظة شديدة
الواقعية، ان بلاده مستعدة لدفع مائة مليار دولار ان لم يكن الف مليار
دولار، لإزالة النظام في سوريا؟...
وحين قيل له انك بهذه الطريقة
قد تطيح النظام في الولايات المتحدة ولا تطيحه في سوريا، كما ان المال
يمكن ان يشعل حرباً اهلية، تستتبع حروباً مماثلة وعلى مساحة المنطقة
بأكملها، لمائة او لألف عام، حافظ المسؤول على شدة عصبيته، كما على شدة
واقعيته، وكان جوابه «.... ولتكن حرب الالف عام!».
لا ندري ما
اذا كان قد اخذ بالاعتبار انه اذا ما دامت الحرب طوال هذه المدة، يمكن ان
تنتقل الى كواكب اخرى، وربما الى العالم الاخر...
ننقل هذا
الكلام، حرفياً، عما قاله لنا رئيس تحرير احدى الصحف الصادرة في ذلك
البلد، فقط لنقدم عينة عن الاسلوب الذي يعمل به العقل العربي، اي العقل
الرفيع المستوى (باعتبار ان عقولنا نحن العامة من مستويات دنيا). العقل
حين يكون مثقلاً بالمال، واهل المال....
وعلينا ان نتخيل، نتخيل
فقط، لو ان المليارات التي لوّح بها صاحبنا، ذهبت الى الجيش اللبناني، او
الى الجيش السوري، وحتى الى الجيش المصري، بعدما علمنا ان من بيدهم مفاتيح
الشرق الاوسط اشترطوا للقبول بانضمام الاردن الى مجلس التعاون الخليجي،
الا تلحظ المعاهدة المزمع عقدها، وبشكل من الاشكال، نقل اي سلاح حديث الى
الجيش الاردني، اذ بعد اتفاق وادي عربة لم يعد هناك من داع لتطوير هذا
الجيش الذي سمع احد ضباطه يقول معترضاً في دورة تدريبية ضمت ضباطاً عرباًَ
آخرين «اننا نرفض ان نكون جيشاً من المرتزقة». بالطبع يرفض ان يكون جيشاً
من نافخي القرب، وان كانت هذه حال العديد من «الجحافل» في دنيا العرب.
لو وصلت تلك المليارات الى الجيوش إياها، وبمنأى عن مفهوم البعض للمؤسسة
العسكرية على انها مؤسسة لمكافحة الشغب ليس إلا، لتغيّرت، حتماً،
المعادلات الاستراتيجية في المنطقة، ولكن الا نوغل في اللامعقول حين نغفل
فلسفة البنتاغون، ومنذ ايام روبرت مكنمارا وحتى ايام ليون بانيتا، التي
تقضي بأن تبقى الشعوب العربية شعوباً من ورق، وان تبقى الجيوش العربية
جيوشاً من ورق. والتعبير اقتبسناه من ملاحظات للسناتور وليم فولبرايت الذي
كان وحده في تلة الكابيتول من يدعو الى اعطاء العرب دوراً في صناعة تاريخ
المنطقة لا ان يبقوا ظلالاً باهتة للاستراتيجيات الاقليمية والدولية.
واشنطن واثقة من ان المال العربي، او اكثره، لن يحيد عن «الصراط
المستقيم». يمكن للمارد العربي، وكما شاهدتم، ان يظهر على الشاشات بألحان
جميلة وبأصوات جميلة ايضاً. ويمكن للعرب ان يتوحدوا اوركسترالياً داخل
مشهد غنائي. اكثر من هذا هو الممنوع. ذات يوم، لاحظ محمد الماغوط انه من
اجل رؤوسنا المقطوعة، وليس فقط من اجل رأس يوحنا المعمدان، ثمة سالومي
عربية تؤدي رقصة المناديل السبعة...
الرقصة إياها التي تحملنا من
القاهرة الى نيويورك. حين يتحول العرب، بكامل قيافتهم، ودون ان تنقصهم لغة
بديع الزمان الهمذاني ( لاحظوا.... السجع السياسي)، الى عربة للاخرين. اي
كوميديا تحدث الآن؟ واي ساذج ذاك الذي لم يعرف منذ اللحظة الاولى، ان نبيل
العربي، وعلى خطى عمرو موسى، يقدم اوراق اعتماده لبان كي - مون...
هذا ليس دفاعاً عن اي نظام، وبعدما اصبحت الثورات، في اكثر من مكان، بين
يدي عبد المنعم الشحات، الذي قبل ان يدعو الى تغطية وجوه التماثيل
الفرعونية، دعانا الى ان نطلي وجوهنا بالظلام، كما لو ان الاسلام الذي
طالما تجلى في عبقرية النص، كما في عبقرية الاداء، في اكثر من زمان وفي
اكثر من مكان، لم يترعرع تحت الشمس لا في الاضرحة... ولا في الوجوه التي
على مثال الاضرحة...
لكن هذا هو الوقت الذي يفترض بنا ان نتحول
الى تماثيل، تماثيل وعلى وجوهنا الاقنعة، حتى تمضي تلك اللعبة الوثنية،
المبرمجة، الى نهاياتها (التراجيدية بطبيعة الحال)، فيما لم يعد سراً ان
المحيط تحوّل الى حلبة مشرعة لكل اجهزة الاستخبارات، السعيدة جداً بما
تتقيأه، وفي ظروف معروفة، صناديق الاقتراع....
هذه واقعة ووردت
على لسان احد من تم التحقيق معهم، فالرجل كان يفضل السواطير للقتل لانها
اكثر تناغماً مع خطه الايديولوجي، لكنه اقتنع بعدما التقى بمبعوث
استخباراتي يتقن العربية والاسلام جيداً، ان من الافضل ابدال السواطير
(التي تستخدم للتلذذ العقائدي فقط)، بالقاذفات الصاروخية...
حسناً، من قال ان التماثيل المقنعّة، والمبرمجة، لا تتطور؟
من هو
المسؤول العربي الذي قال في لحظة شديدة العصبية، بل في لحظة شديدة
الواقعية، ان بلاده مستعدة لدفع مائة مليار دولار ان لم يكن الف مليار
دولار، لإزالة النظام في سوريا؟...
وحين قيل له انك بهذه الطريقة
قد تطيح النظام في الولايات المتحدة ولا تطيحه في سوريا، كما ان المال
يمكن ان يشعل حرباً اهلية، تستتبع حروباً مماثلة وعلى مساحة المنطقة
بأكملها، لمائة او لألف عام، حافظ المسؤول على شدة عصبيته، كما على شدة
واقعيته، وكان جوابه «.... ولتكن حرب الالف عام!».
لا ندري ما
اذا كان قد اخذ بالاعتبار انه اذا ما دامت الحرب طوال هذه المدة، يمكن ان
تنتقل الى كواكب اخرى، وربما الى العالم الاخر...
ننقل هذا
الكلام، حرفياً، عما قاله لنا رئيس تحرير احدى الصحف الصادرة في ذلك
البلد، فقط لنقدم عينة عن الاسلوب الذي يعمل به العقل العربي، اي العقل
الرفيع المستوى (باعتبار ان عقولنا نحن العامة من مستويات دنيا). العقل
حين يكون مثقلاً بالمال، واهل المال....
وعلينا ان نتخيل، نتخيل
فقط، لو ان المليارات التي لوّح بها صاحبنا، ذهبت الى الجيش اللبناني، او
الى الجيش السوري، وحتى الى الجيش المصري، بعدما علمنا ان من بيدهم مفاتيح
الشرق الاوسط اشترطوا للقبول بانضمام الاردن الى مجلس التعاون الخليجي،
الا تلحظ المعاهدة المزمع عقدها، وبشكل من الاشكال، نقل اي سلاح حديث الى
الجيش الاردني، اذ بعد اتفاق وادي عربة لم يعد هناك من داع لتطوير هذا
الجيش الذي سمع احد ضباطه يقول معترضاً في دورة تدريبية ضمت ضباطاً عرباًَ
آخرين «اننا نرفض ان نكون جيشاً من المرتزقة». بالطبع يرفض ان يكون جيشاً
من نافخي القرب، وان كانت هذه حال العديد من «الجحافل» في دنيا العرب.
لو وصلت تلك المليارات الى الجيوش إياها، وبمنأى عن مفهوم البعض للمؤسسة
العسكرية على انها مؤسسة لمكافحة الشغب ليس إلا، لتغيّرت، حتماً،
المعادلات الاستراتيجية في المنطقة، ولكن الا نوغل في اللامعقول حين نغفل
فلسفة البنتاغون، ومنذ ايام روبرت مكنمارا وحتى ايام ليون بانيتا، التي
تقضي بأن تبقى الشعوب العربية شعوباً من ورق، وان تبقى الجيوش العربية
جيوشاً من ورق. والتعبير اقتبسناه من ملاحظات للسناتور وليم فولبرايت الذي
كان وحده في تلة الكابيتول من يدعو الى اعطاء العرب دوراً في صناعة تاريخ
المنطقة لا ان يبقوا ظلالاً باهتة للاستراتيجيات الاقليمية والدولية.
واشنطن واثقة من ان المال العربي، او اكثره، لن يحيد عن «الصراط
المستقيم». يمكن للمارد العربي، وكما شاهدتم، ان يظهر على الشاشات بألحان
جميلة وبأصوات جميلة ايضاً. ويمكن للعرب ان يتوحدوا اوركسترالياً داخل
مشهد غنائي. اكثر من هذا هو الممنوع. ذات يوم، لاحظ محمد الماغوط انه من
اجل رؤوسنا المقطوعة، وليس فقط من اجل رأس يوحنا المعمدان، ثمة سالومي
عربية تؤدي رقصة المناديل السبعة...
الرقصة إياها التي تحملنا من
القاهرة الى نيويورك. حين يتحول العرب، بكامل قيافتهم، ودون ان تنقصهم لغة
بديع الزمان الهمذاني ( لاحظوا.... السجع السياسي)، الى عربة للاخرين. اي
كوميديا تحدث الآن؟ واي ساذج ذاك الذي لم يعرف منذ اللحظة الاولى، ان نبيل
العربي، وعلى خطى عمرو موسى، يقدم اوراق اعتماده لبان كي - مون...
هذا ليس دفاعاً عن اي نظام، وبعدما اصبحت الثورات، في اكثر من مكان، بين
يدي عبد المنعم الشحات، الذي قبل ان يدعو الى تغطية وجوه التماثيل
الفرعونية، دعانا الى ان نطلي وجوهنا بالظلام، كما لو ان الاسلام الذي
طالما تجلى في عبقرية النص، كما في عبقرية الاداء، في اكثر من زمان وفي
اكثر من مكان، لم يترعرع تحت الشمس لا في الاضرحة... ولا في الوجوه التي
على مثال الاضرحة...
لكن هذا هو الوقت الذي يفترض بنا ان نتحول
الى تماثيل، تماثيل وعلى وجوهنا الاقنعة، حتى تمضي تلك اللعبة الوثنية،
المبرمجة، الى نهاياتها (التراجيدية بطبيعة الحال)، فيما لم يعد سراً ان
المحيط تحوّل الى حلبة مشرعة لكل اجهزة الاستخبارات، السعيدة جداً بما
تتقيأه، وفي ظروف معروفة، صناديق الاقتراع....
هذه واقعة ووردت
على لسان احد من تم التحقيق معهم، فالرجل كان يفضل السواطير للقتل لانها
اكثر تناغماً مع خطه الايديولوجي، لكنه اقتنع بعدما التقى بمبعوث
استخباراتي يتقن العربية والاسلام جيداً، ان من الافضل ابدال السواطير
(التي تستخدم للتلذذ العقائدي فقط)، بالقاذفات الصاروخية...
حسناً، من قال ان التماثيل المقنعّة، والمبرمجة، لا تتطور؟
larbi-
- الجنس :
عدد المساهمات : 14307
نقاط : 33113
تاريخ التسجيل : 27/09/2011
. :
. :
رد: من هو المسؤول العربي الذي قال في لحظة شديدة العصبية، بل في لحظة شديدة الواقعية، ان بلاده مستعدة لدفع مائة مليار دولار ان لم يكن الف مليار دولار، لإزالة النظام في سوريا؟...
لا حولي ولا قوة الا بالله ..حسبنا الله ونعم الوكيل
مغاوير ليبيا الحرة-
- الجنس :
عدد المساهمات : 6668
نقاط : 16099
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
. :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 7 يناير - 7:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» النفير المقدس
الخميس 4 يناير - 1:50 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى شيوخ ومثقفي الخليج
الأحد 31 ديسمبر - 17:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» .سجل حضورك ... بصورة تعز عليك ... للبطل الشهيد القائد معمر القذافي
الإثنين 25 ديسمبر - 17:43 من طرف chlih
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:07 من طرف علي عبد الله البسامي
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» عملاق الردى
الأحد 24 ديسمبر - 17:15 من طرف علي عبد الله البسامي
» إجرام الغرب
السبت 16 ديسمبر - 16:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» فضبدة الخذلان
الجمعة 8 ديسمبر - 9:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» شرف المقاومة
الأحد 3 ديسمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» زمرة العز في زمن الهوان
السبت 2 ديسمبر - 13:22 من طرف علي عبد الله البسامي
» دليل التّردِّي
الثلاثاء 28 نوفمبر - 0:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» الخذلان المذل
الأحد 26 نوفمبر - 11:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحرارُ الخَلَف
الخميس 23 نوفمبر - 17:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» وثبة الابطال في اليمن
الأربعاء 22 نوفمبر - 17:11 من طرف علي عبد الله البسامي
» هان العرب
الأربعاء 22 نوفمبر - 6:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:03 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:02 من طرف علي عبد الله البسامي
» شعب الاباء في غزة
السبت 18 نوفمبر - 0:42 من طرف علي عبد الله البسامي
» ضرُّ المذلّة في الامّة
الأحد 12 نوفمبر - 0:40 من طرف علي عبد الله البسامي