الخيانة و العنف المطلق عند الجرذان

ما أثار انتباه العام و الخاص و الصديق و العدو أنّ ثورة الجرذان تتصف بصفتين أساسيتين و هما الخيانة و العنف المطلق و بالتالي هذه الثورة إن فعلا هي ثورة من نوع معاكس تماما لفلسفة و مقومات الثورات الحقيقية من حيث المنطلقات الفكرية و المنهج و الأهداف، فلا توجد أخلاق و لا توجد افكار سياسية تدين الآخر و أفكار تقوم عليه الثورة و لا حتى أفكار تربط الثوار و الثورة بالشعب، فهي جاءت فقط هكذا، يعني موضة جديدة، لتركب التيار دون التفكير بالعواقب الوخيمة، فبدل أن يقدموا اسباب و افكار لثورتهم قدموا أكاذيب و حجج ابطلها حتى اصدقائهم.

الخاصية الآولى هي أنّ الثوار المزعومين بادروا بالخيانة و الإستقواء بالعدو ليس لنصرتهم فقط بل لتدمير بلدهم و جيشهم و شعبهم، و هذه الخيانة هي متأصلة في جرذان الثورة من حيث العائلات التي خانت مع الطليان و من حيث أن هذه الثورة تمّ التحضير لها منذ ثورة الفاتح و الدليل هو أنّ مظهرها سنوسي، و قد حاولوا مرات عديدة من قبل بمعونة اجنبية للإطاحة بثورة الفاتح لكن لم ينجحوا فكانت العصبية لديهم هي الغوص في الخيانة مع الفجور و عدم الاكتراث للمستقبل و للشعب.

هذه الوضعية خلقت الخاصية الثانية، لم يبق للجرذان بعد الفجور في الخيانة شيء يستحون منه فالشيء الذي عملوه هو أصلا كما يقول العلماء يخرج من الملة و بالتالي صبوا جم حقدهم على ليبيا و على شعبها و على قائدها الشهيد و كافة عائلته، و هذا للتذكير ليس من أجل ربح الحرب و انتصار الثورة و لكن حقد دفين تجاه بلد بناه شعبه تحت راية قائده و ذلك هو ضد تطلعاتهم فالأصل فيهم تمزيق ليبيا كما كان آبائهم فاعلون إبّان الملكية، فكانوا في الهجمة الهمجية كالبركان الأسود يمسح كل شيء في طريقه أرضا و جوا.

فالعدو الذي استنصروا به لم يصدق ما منحوه من فرصة لدمار ليبيا فكافأهم على ذلك بإطلاق يدهم على استعمال عنف مطلق على شعب عظيم مسالم مقاوم بطل لا يرضى بالذل كان الخير يأتيه من كل مكان و مطمئن في كل نواحي الحياة فألتقى عليه حلف شيطاني يقصفه بكل أنواع الأسلحة بدون أدنى مبرر و لا أخلاق فزاد ذلك في حمق الجرذان فاستعملوا كل العنف و الرعب ضد حرائر و أطفال و شيوخ بأعمال لا يمكن أن يفعلها أي مخلوق على الأرض.

لكن ليعلم هؤلاء أنّ في ليبيا قوم صناديد و أنا متيّقن أنهم سيزولون بهؤلاء الرجال و النساء بطريقة أو بأخرى و النهاية محتومة للخائن إذ لا يمكن أن يحكم بلد حر و شعب أبيّ و لو حتى ينتهي ذلك الشعب بعنفكم ستفعل بكم الطبيعة كما تفعل مع الجيّف تنهيها و تنظف مكانها بطرق حباها الله بها.