حول خرقة العار وخدمة الاستعمار...

علي سالم

بسم الله الرحمن الرحيم

لايخفى على أحدا بأن هناك الكثير من الليبيين يجهلون حقيقة أصل مايسمى بعلم
الاستقلال للدولة الليبية ، حيث أن هذا العلم أصله هو اللون الأسود الذي
تتوسطه النجمة والهلال ، وأن النجمة الخماسية والهلال لهما رمزية ودلالة
ليس كما هو متداول في البلاد الإسلامية ، لأنها لا يعبران عن الإسلام وإنما
يعبران عن مفاهيم أخرى بعيدة كل البعد عن الإسلام ، سوف نقوم بتوضيحها في
مقالة أخرى .
كما يعلم الجميع بأن هذا العلم يعتبر طوله ضعف عرضه ،
وان اللون الأسود يمثل ضعف اللون الأحمر ، وضعف اللون الأخضر ، أي أن اللون
الأسود الذي تتوسطه النجمة هو الأساس في هذا العلم ، وقد أستمد من علم
ولاية برقة ، وأن هذا العلم قد تم تبنيه من قبل الأمير / محمد إدريس
السنوسي ، الذي نصب أميرا من قبل الحكومة الايطالية وفقا لاتفاقية الرجمة
الموقعة بين الحكومة الايطالية والسيد / محمد إدريس السنوسي بالرجمـة في
20/أكتوبر / 1920 ، والتي جاء في مقدمتها الآتي :

( بما أن
الحكومة الايطالية فد عرفت بالتجربة أثناء الحرب العامة عناـــية السيد
محمد إدريس السنوسي في السعي معها وراء راحة البلاد ورفاهية أهلها وانتظام
شئونها ورقيها فإنها ستمنحه رتبة الأمير السنوسى ، وقد تقرر مايأتى :

( أ ) تفوض الحكومة إلى الأمير السنوسي رياسة وإدارة واحـــات
أوجـــــــــــلة وجـــــــــالو والكفرة وجغبوب المستقلة داخليا ، وله أن
يتخذ من اجذابية مركزا لإدارة الواحات المذكورة .

( ب ) يكون
للأمير الحق في أن يقدم للحكومة عددا من نواب أهالي الواحات المذكورة بنسبة
سكانها يقبلون في مجلس النواب ، لافرق بينهم وبين النواب الآخرين .

( حـ ) تستمع الحكومة إلى رأى الأمير بشأن أوامرها الخاصة بالواحــــــات .

( د ) يكون للأمير الحق في التشريفات والمراسيم المبينة على حدة في الملحق حرف أ ).

وأيضا استنادا على المادة الأولى من هذه الاتفاقية والتي نصها كالتـــــــــــالي :

( المادة الأولى : ليس لدى الحكومة الايطالية مايحملها على مخالفة السيد
إدريس في رغبته بأن تكون رتبة الأمير السنوســـى من بعده تنتقل بالوراثة
إلى أولاده وأنساله الأكبر فالأكبر ، وينتخب الأمير في الوقت الحاضر أحد
أفراد عائلته خلفا له فى رتبته وكل مايتعلق بذلك ) .

أما بخصوص العلم الذى هو محور مقالتنا هذه فأنه كان بناء على المادة الثالثة من هذه الاتفاقية ، والتي نصها كالأتي :

( المادة الثالثة : يتخذ الأمير علما خاصا به ويجوز رفعه فوق منزله أو في
أي مكان يقيم فيه في الواحات التابعة لإدارته ، باستثناء مكان على السواحل
أو الحدود التي لايخفق عليها العلم الأيطالى وذلك حفظا لسلامة أراضيها إزاء
الدول الأخرى ).

لذلك ، فأنه بناء على ما أوردنا أعلاه فأنه
مايسمى بعلم الخزي والعار لاقيمة وطنية ولا أخلاقية له لأن مضمون هذا العلم
مستمد من الاتفاقية المشار إليها أعلاه والموقعة مع الاستعمار الأيطالى
الذي كان يجثم على ثراء هذا الوطن , كذلك فأن هذا العلم كان يرفرف تحت
الأعلام الأمريكية والانجليزية في قواعدهم ومعسكراتهم التي كانت منتشرة
كالأورام على الجسد الليبي إلى أن جاءت الثورة وطهرت البلاد منها .

أما بخصوص ما تسمونه بالخرقة الخضراء ، الرآية الخضراء ، فأنه كثيرا منا
لايعرف من الذي أختارها وتبناها ، قد يتبادر إلى أذهاب البعض بأنها من
اختيار معمر القذافى ، ولكن المتتبع للأحداث التي مرت بها المنطقة العربية
فى أواخر العقد السابع من القرن الماضي ، وزيارة الرئيس المصري أنور
السادات إلى إسرائيل ، وماترتب على هذه الزيارة من تفاعلات في البلاد
العربية من مظاهرات واحتجاجات شعبية على الساحة العربية على هذه الزيارة من
اتفاقيات مذلة واعتراف بكيان غير شرعي على أرض فلسطين ، ومن بين هذه
الاحتجاجات ، هو أن الجماهير الليبية قد خرجت عن بكرة أبيها في مظاهرات
واحتجاجات عارمة في كل المدن الليبية وبالأخص العاصمة طرابلس ، التي اجتاحت
السفارة المصرية وأحرقتها ، وأنزلت علم اتحاد الجمهوريات العربية أي علم
مصر وليبيا وأحرقته ، ورفعت بدلا عنه الرآية الخضراء ، وذلك كرد فعل على
رفع هذا العلم أي علم إتحاد الجمهوريات العربية من قبل الكيان الصهيوني ...
وبذلك فان الرآية الخضراء قد اختارتها الجماهير الليبية بدلا عن العلم
السابق ولم يخترها معمر القذافى ولا أحد غيره ..


لذلك فان الرآية الخضراء أولى بأن تكون علما للدولة الليبية لأن الشعب الليبي هو الذي أختارها وتبناها .

وفقنا الله جميعا لما فيه خير لخدمة الوطن والمواطن

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان الألوان الحمراء والصفراء والسوداء لاتبعث فى الانسان روح الأمل انما ثمثل الخراب والدمار واليأس اما اللون الاخضر فهو لون الأمل لون الحياة وحتى الجنة يرمز لها باللون الاخضر

كتيرين من الجهلاء لا يعلمون شى حقدهم على القائد جعل عيونهم عمياء وسيجى اليوم الذى سننتقم من هولاء الخونه ولو طال الزمن