قراءة في المشهد

هل أختلف المشهد بأختلاف المعطيات في كل منطقتنا العربية ؟

هل المستجدات على الأرض غيرت من التحالفات . وصنعت واقعا جديدا غير من حسابات كل القوى الفاعلة والمؤثرة في المنطقة ؟

هل الغرب بصفته اللاعب الرئيسي والمحرك لمجريات الأحداث في المنطقة منذ أندلاع مايسمى بالربيع العربي . أصتدم بنتائج لم يعطيها قدرا من الأهمية سابقا ؟

وللأجابة أو تقريب الصورة لفهم مايدور . دعونا نستعرض حقيقة المشهد بكل معطياته ونتائجه .

أولا .. هناك حقيقة غير قابلة للجدل هو أن الغرب دعم من خلف الكواليس وعلنا مايسمى بالربيع العربي وأدخل المنطقة في أتون الفوضى الخلاقة . وذلك لتحقيق مأربه في تدهور حالة الأستقرار التي كانت تنعم بها المنطقة . وبالتالي أنهيار أقتصادها ودعم الأنقسامات بها والمشاحنات بين ابنائها الذين أنقسموا بين مؤيد ومعارض وبين ليبرالي ويساري وبين علماني وسلفي وأخواني . وتشتت اللحمة الوطنية وأنهار الأقتصاد وضاعت كل أسباب القوة من أمن وجيش ومؤسسات . وكل ذلك يصب في مصلحة الغرب .

ثانيا .. أعطى الغرب دورا بارزا للحركات الأسلامية فأكلت الطعم وخرجت للسطح في أسوأ ظرف على الأطلاق تمر به المنطقة من حيث أنهيار الأقتصاد وتأجج الرأي العام . لتصتدم تلك الحركات بكم هائل من المشاكل التي لاتحل بين عشية وضحاها . وبالتالي سيفقدون بريقهم ويحصدون لعنة الشارع الذي يطمح للتغيير السريع وفق أحلامهم التي لن تكون الا سرابا يراه الضمأن ماءا .

ثالثا .. هذا المد الأسلامي الذي أعطاه الغرب الضوء الأخضر ولم يحسب الغرب حدوده وأبعاده بدقة ولم يتدخل في الوقت المناسب لأيقافه . فالحركات الأسلامية ليست نهجا واحدا ولا فكرا واحدا ولا قيادة واحدة . فتراهم جميعا وقلوبهم شتى . وهاهم قد أخدتهم العزة والنشوة وربما حتى الغرور بما حققوا مستفيدين من دعم شعبي جذبته شعارات براقة أستغلت الدين لدغدغة العواطف والمشاعر . وهاهم يتحصلون على كل أسباب القوة المادية والمعنوية ليطفو علي السطح ذلك التطرف المخيف والذي سيلدغ الغرب من حيث لا يحتسب .

فالقاعدة أمتلكت كل السلاح بسقوط النظام في ليبيا الذي كان يشكل صمام أمان أجهض كل نشاطها .

والأن مدت أذرعها وشكلت كتائبها وأنشأت معسكراتها وأنتشرت من بغداد شرقا حتى نواكشوط غربا . وبدأت في تنفيذ عملياتها مستغلة الفراغ الأمني والسياسي في المنطقة . وهاهي تعلن عن نفسها في العراق واليمن وليبيا ومصر وتونس والجزائر وتستحوذ علي السلطة في مالي وتهدد تشاد والنيجر والسودان وينتقل قياديها بكل حرية بين تلك البلدان .

فهل أستيقظ الغرب متأخرا وقرأ الواقع بعد فوات الأوان . ويحاول الأن جاهدا تدارك الأمر في كل تلك الدول بدعم مناهضي تلك الحركات الأسلاميه للوصول الى كراسي الحكم وكبح جماح هذه الحركات .

ففي مصر هناك هجوم وطعن في مرشحي تلك الحركات وقد يتم أستبعادهم في حين برز علي السطح فجأة المرشح القوي عمر سليمان الذي نراه هو الأنسب لقيادة هذه المرحلة . لكن الغرب ايضا له مصلحة في دعم مرشح قوي على دراية بخفايا هذه الحركات ومشاريعها وله القدرة علي كبح جماحها لأنها تشكل خطرا علي مصالح الغرب وأمن أسرائيل .

وفي ليبيا يحاول الغرب تدارك الأمر بدعم الليبراليون الذين أصبحنا نراهم يغزون الشاشات والقنوات الفضائية . بل ويدعمون قيادات ميدانية لقيادة أنقلاب علي تلك الحركات المتطرفة التي أستشرت في البلاد .

أيضا في تونس هناك دعم خفي لبعض الليبراليون وقد شهدنا تلك المظاهرات التي خرجت ضد حركة النهضة وماهي الا مؤشر لما هو قادم وهوتحجيم هذه الحركة وان أبدت قبولا بكل أملاءات الغرب وأعطته كل مايريد . ولكن ليس للغرب صديق دائم فسيضحي بهم كما ضحي بعملائه من قبلهم .

أن ماحصل من أنقلاب في مالي هو مؤشر خطير أظهر حجم الخطأ الفادح الذي أرتكبه الغرب بأعطاء ضوء أخضر للمتطرفين من خلال أتفاقيات في غرف المخابرات الغربية .

ولكن كما ليس للغرب صديق فليس للأخوان والمتطرفين عهدا ولا ميثاق

وبالتالي سنري مواجهة بين الصديقين الغريمين في القريب العاجل في كل تلك الدول. وقد نرى أرسال أشارات أيجابية من قبل الغرب لكل مؤيدي الأنظمة التي سقطت لدعمهم وأعادتهم الي واجهة المشهد السياسي في محاولة لوقف المد المتطرف الذي سيدفع الغرب ثمنه كما هو الحال لشعوب المنطقة التي بدأت تتحسس الخطر وتنقم علي نتائج مايسمى بالربيع العربي .

... وللحديث بقية ... مع تحيات ... الفارس

كلامك رائع و في الصميم كالعادة أخي فارس.

للأسف، ستكون بلادنا العربية هي أرض المعركة التي يضرب فيها الغرب رجال القاعدة و الاسلاميين، و سيتم اجبار الشباب على الالتحاق بالقاعدة للقتال مرغمين تحت راياتهم السوداء.

اللهم لا نسألك رد القضاء و إنما نسألك اللطف فيه.

شكرا اختي علي المرور

شكرا اخى تحليل رائع .ولكن حسب اعتقادى انهم يريدون احتواء الجماعات الاسلامية داخل الاطار السياسى ومنه يستطيعون التحكم به وتسيره على حسب ما تمليه عليهم مصالحهم وهذا مثل ما حدث مع حماس .والله اعلم

نحن سنرجع شرعيتنا قريبا وعندها اللي يركبها يعرف كيف يسيرها

أبدعت وأجدت أخي الفارس

بارك الله فيك

فعلا الاسلاميون ابتلعوا الطعم والغرب لم يخطيء فهو دارس للمرحلة ويضع كل الاحتمالات أمامه بما فيها اسقاط هذه الحركات في اي لحظة يريد مثلما دعمها سيسقطها.

تحياتي

شكرا لكم أخوتي جميعا علي المرور

مشكور أخي على هذا الطرح

ما لم نتمسك بالعروة الوثقى دين الله ونؤمن إيمان راسخ بأن من ينصر الله ينصره لن ننتصر

ولد ورشفانة كتب: نحن سنرجع شرعيتنا قريبا وعندها اللي يركبها يعرف كيف يسيرها

بعون الله وتوفيقه ونصره

:

محارب الصحراء كتب:اخي العزيز الفارس دعني اقول لك ان الغرب لايتعاملون وفق ايدلوجيه واحده حتى يحشرون انفسهم في الزاويه الضيقه

اما يعتمدون على اكثر من طرف عميل من اجل ضمان انجاح مشروع الفوضى الغربي وهم الان يدعمون التطرف الاسلامي لكن بصوره خفيه لانهم سيكونون خصمهم القادم بحجه عرقلتهم لمسار التغيير والحريات في دول الربيع العربي

وهذا المشروع او الخطوه التاليه ربما ستبداء في 2021

هكذا هم الغرب ونفسهم الطويل في تحريك الازمات

لك كل الود

مشكور اخى فارس وبارك الله فيك

شكرا لكم اخوتي جميعا علي المرور

شكرا لك اخي الفارس والاسلاميون اثبتوا عمالتهم لامريكا وااسرائيل في مصربالتزاامهم بمعااهدة كمب ديفيد

هذا هوالشرق الاوسط الجديد,,دويلات متناحرة وثروات منهوبة