منتديات زنقتنا-منتديات شباب ليبيا الأحرار

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات زنقتنا-منتديات شباب ليبيا الأحرار

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي
منتديات زنقتنا-منتديات شباب ليبيا الأحرار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روسيا والصين والبحث عن عالم متعدد الأقطاب

اذهب الى الأسفل

روسيا والصين والبحث عن عالم متعدد الأقطاب Empty روسيا والصين والبحث عن عالم متعدد الأقطاب

مُساهمة من طرف الفاتح ثورة شعبية الأربعاء 16 مايو - 21:19

16-5-2012 10:40:25






























روسيا والصين والبحث عن عالم متعدد الأقطاب









عمر نجيب

يوم الاثنين 7 مايو 2012 أدى فلاديمير بوتين اليمين رئيسا لجمهورية روسيا
الاتحادية في مراسم أقيمت في الكرملين حضرها نحو ألفين من كبار الشخصيات
ليبدأ فترة رئاسية مدتها ست سنوات.

وأدى بوتين رجل المخابرات السابق خلال العهد السوفييتي، اليمين في قاعة سان
اندرو بالكرملين، وهي قاعة العرش السابقة حيث الثريات المتلالئة والأعمدة
المذهبة والأقبية العالية التي تعود للعصر القوطي، ثم حصل على مباركة رئيس
الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وتسلم مسؤولية الحقيبة النووية ليصبح الرئيس
الرابع لجمهورية روسيا الاتحادية.

هذه هي الفترة الرئاسية الثالثة لبوتين الذي وبموجب الدستور تخلى عن الترشح
بعد ولايتين مدتهما 8 سنوات سنة 2008، مما سمح لحليفه ديميتري ميدفيديف
بالفوز في الانتخابات الرئاسية سنة 2008 ليمكث فترة ست سنوات، وذلك بعد
تعديل الدستور الذي ظل لا يسمح بتولي شخص أكثر من ولايتين رئاسيتين
متتابعتين.

لا ينكر غالبية المحللين أن عودة بوتين إلى قيادة الكرملين أزعجت الولايات
المتحدة والعديد من حلفائها الغربيين، لأنها نسفت آمالهم في أن يتولى
السلطة في عاصمة الاتحاد السوفييتي السابق سياسي غير مشاكس للسياسة
الأمريكية يكون قريبا في اختياراته من بوريس يلتسين أول رؤساء روسيا بعد
تفكك الاتحاد السوفييتي والذي امتدت فترة حكمه ما بين 10 يونيو 1991 و31
ديسمبر 1999.

جاء في الموسوعة الحرة "ويكيبيديا": كان عهد حكم يلتسين فترة مظلمة في
التاريخ الروسي الحديث لم يشهد الروس مثلها حتى أثناء الاحتلال النازي
أثناء الحرب العالمية الثانية أو قبل الثورة البلشفية، وهي فترة شهدت
انتشار الفساد، وانهيار اقتصادي هائل، وطوفان من المشاكل السياسية
والاجتماعية.

أدى انحسار دور الدولة والفساد والوضع الاقتصادي المتردي إلى ظهور الجريمة
المنظمة، أو ما يعرف بالمافيا الروسية وتغلغلها في معظم مناحي الحياة في
روسيا. كان يلتسين عندما ترك منصبه شخصية غير شعبية تماما في روسيا حيث
وصلت شعبيته إلى اثنين في المئة بحسب بعض التقديرات. وقد ترك روسيا التي
كانت دولة عظمى في حالة تحلل جعلت بعض السياسيين في الغرب يتحدثون علنا عن
تقسيمها ونزع أسلحتها النووية وفرض سلطة مستقلة تحت إشراف الأمم المتحدة
على منطقة سيبيريا الهائلة المساحة والتي تحتوي أرضها على ثروات هائلة،
طاقية وغيرها، ولكنها قليلة الكثافة السكانية.

تحول

لا يختلف المحللون سواء كانوا من أنصار أو خصوم بوتين، أنه في سنوات حكمه
صعدت روسيا في مجالات عدة، فالدولة التي كانت على حافة الإفلاس بعد أزمة
أغسطس 1998 تغيرت تماما، فالموازنة باتت أكبر بعشرات المرات من السابق،
وحجم الديون الخارجية يقترب من الصفر، واحتياطات النقد الأجنبي تربو عن 500
مليار دولار. وانتهت الحقبة التي وصفت بزمن الإصلاحيين والعلاج بالصدمة
إلى غير رجعة، وتبدو موسكو مدينة غير تلك التي كانت في تسعينات القرن
الماضي، وتسعى لتكون إحدى عواصم المال والأعمال في العالم. وفي الشوارع
تبدو وجوه الناس مرتاحة، وتتنافس الشركات التجارية والصناعية، والمصارف
العالمية لافتتاح فروع لها في روسيا.

وكالات الأنباء الغربية ووسائل الإعلام المرتبطة بها والمهيمنة عالميا، في
تحليلها لتولي بوتين رئاسة روسيا ركزت على وجود انقسامات عميقة داخل البلاد
بسبب عودته للكرملين، متجاهلة أنه فاز في الانتخابات بنسبة 64.72 في
المائة من الأصوات.

وذكر معلقون غربيون أن بوتين يعود للسلطة وقد ضعفت سلطته بسبب أشهر من
الاحتجاجات التي استقطبت روسيا وتركته يواجه معركة لإعادة تأكيد نفسه أو
المجازفة بأن يهمشه قطاع الأعمال القوي والنخبة السياسية التي يعد تأييدها
مهما.

وأشارت إلى أنه في أحدث احتجاجات يوم الأحد 6 مايو اعتقلت الشرطة أكثر من
400 شخص من بينهم ثلاثة من زعماء الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .بعد تفجر التوترات خلال تجمع
حاشد حضره نحو 20 ألف شخص على الجانب الآخر من نهر موسكو من الكرملين.

نفس وسائل الإعلام أهملت أنه على بعد بضعة كيلومترات عبر موسكو نظم عدة
آلاف تجمعا حاشدا لدعم بوتين الذي يعتبره أنصاره الزعيم الوحيد القادر على
الدفاع عن مصالح روسيا على الصعيد العالمي وحماية الاقتصاد في الداخل.

وعلى الرغم من أن منتقدي بوتين ملوا من نظام سياسي يركز حسب قولهم السلطة
في يد شخص واحد، يرحب كثيرون من أنصاره بهيمنته على روسيا التي يقطنها أكثر
من 140 مليون نسمة.

وقال الكسندر دوجين وهو زعيم قومي أمام حشد من المؤيدين لبوتين إن
"الديمقراطية هي سلطة الأغلبية، والأغلبية اختارت رئيس روسيا، روسيا هي كل
شيء والباقي لا شيء".

يذكر محللون داخل روسيا "إن الوقائع في السنة الأخيرة بينت تراجعا كبيرا في
تأييد حزب السلطة "روسيا الموحدة"، وشهدت مدن روسية عدة تظاهرات غير
مسبوقة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي؛ والملاحظ أن قادة الاحتجاجات
والمشاركين فيها هم من أبناء الطبقة الوسطى التي قوي ساعدها أثناء فترة حكم
بوتين، وقد هزت هذه الاحتجاجات صورة "زعيم الأمة"، ومما لا شك فيه أنه بغض
النظر عن حجم المعارضين، فإن بوتين سوف يكون مضطرا في الفترة المقبلة
للتعامل مع مطالبهم، وسحب الحجج منهم عبر تسريع عملية تحديث الاقتصاد،
وإيجاد حلول أكثر نجاعة للمشاكل المختلفة.

يقول محللون في دول الاتحاد الأوروبي إن أحد أهم مقومات تحسين مركز روسيا
داخليا وخارجيا هو نجاحها في تقليص هيمنة الولايات المتحدة على الصعيد
الدولي والعودة إلى عالم ثنائي أو متعدد القطبية.

التركيز على هذا التوجه سيضع موسكو أكثر من أي وقت منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في مسلك تصادمي خطير مع الولايات المتحدة.

الدور على مسرح السياسة الدولية

كتب محلل روسي: "يعود فلاديمير بوتين إلى الكرملين وسط تساؤلات حول دور
روسيا على مسرح السياسة الدولية، في ظل المتغيرات المتسارعة على أكثر من
صعيد. لقد رسم بوتين خارطة السياسة الخارجية لروسيا في إحدى المقالات التي
نشرها خلال حملته الانتخابية، حيث تناول رؤية الإدارة الروسية الجديدة
لأبرز القضايا الدولية، مؤكدا أنه لا يمكن تجاهل بلاده في القضايا
الإقليمية والعالمية، ومشددا على ضرورة مراعاة مصالحها، دون أن يغفل سعي
موسكو لفهم مصالح شركائها وأخذها بعين الاعتبار.

وبدت المتغيرات التي تمر بها المنطقة العربية في مقالة بوتين على رأس
أولويات إدارة الكرملين، مما يعني أن الدبلوماسية الروسية ستستمر بنهجها
المتبع والمتحفظ تجاه ما يسمى بالربيع العربي.

وفي السياق ذاته، قال ليونيد ايفاشوف رئيس أكاديمية العلوم الجيوسياسية
الروسية في محاولة لاستقراء ملامح الدبلوماسية الروسية مع عودة بوتين إلى
الكرملين: "يبدو أن هدف موسكو الأول سينصب على حماية مصالح روسيا
الاقتصادية أولا ومن ثم الجيوسياسية، والدفاع عن مصالحها في المنطقة
العربية وعدم استغلال الأوضاع المتوترة من أجل إخراج روسيا من المنطقة، كما
جرى في العراق عقب الاحتلال الأمريكي في عام 2003".

من جهته، أشار اليكسي فينينكو الخبير في معهد الأمن الدولي بموسكو، إلى أن
"بوتين لم يخف حذره من تداعيات ما يسمى "الربيع العربي"، حيث ألقى باللوم
على التدخل الخارجي الداعم لطرف واحد في النزاعات الداخلية".

لعبة الشيطنة طويلة النفس

تقول مصادر رصد غربية إن المخططين الروس فهموا أبعاد وتفاصيل اللعبة
الطويلة النفس لنظرائهم في واشنطن "لشيطنة" خصوم أمريكا وتأليب الرأي
الداخلي والخارجي ضد هؤلاء، مما يسهل عملية التخلص منهم بوسيلة أو بأخرى.

ويشير هؤلاء إلى أنه في 27 نوفمبر 2011 حذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير
بوتين "الدول الأجنبية من محاولتها التأثير على نتائج الانتخابات في
روسيا"، معتبرا أن "مساعيها ستذهب هدرا".

ودعا بوتين، في كلمة أمام مؤتمر حزب "روسيا الموحدة " الحاكم، "الدول
الأجنبية إلى التعاون مع موسكو في مواجهة تحديات العصر عوض الانشغال بقضايا
روسيا الداخلية".

واعتبر بوتين، الذي قدم في ذلك اليوم من طرف حزبه كمرشح للانتخابات
الرئاسية لمارس 2012، أن "بعض الدول الأجنبية تحاول التأثير على سير الحملة
الانتخابية في البلاد، سواء في ما يتعلق بالانتخابات البرلمانية أو
الانتخابات الرئاسية".

وأكد بوتين أن روسيا ستنتهج بـ"صدق ونزاهة السياسة الخارجية النشيطة،
وستشارك في حل القضايا العالمية وإنشاء نظام سياسي واقتصادي أكثر عدالة في
العالم". وأشار إلى أن روسيا "مستعدة لقول الحقيقة بشأن كل ما يحدث في
العالم حتى إذا لم يعجب ذلك أحدا"، مضيفا أن روسيا "منفتحة على العالم
للشراكة والحوار مع كل البلدان، بشرط أن يجرى هذا الحوار على قدم المساواة
فقط".
بعد ذلك بأشهر ويوم فاتح مارس 2012 اتهمت موسكو الولايات المتحدة بمحاولة
التأثير على الانتخابات الرئاسية عبر تمويل مجموعات معارضة. ووجه وزير
الخارجية الروسي سيرغي لافروف انتقادات حادة للولايات المتحدة متهما إياها
باعتماد وسائل حقبة الحرب الباردة.

وقال في مقابلة نشرتها صحيفة روسيسكايا غازيتا الحكومية على الانترنت إن
"الأيام التي يمكن فيها إلقاء محاضرات أو عظات على روسيا قد ولت". وأضاف
"أن شركاءنا الأمريكيين يدركون هذا الأمر جيدا، لكن يبدو أن المقاربات
الماضية والنمطية في واشنطن لا تزال قائمة". وأضاف "نرد بحزم على أي
محاولات للتأثير على العملية السياسية والانتخابية في روسيا.. بما في ذلك
تمويل منظمات مجتمع مدني".

وكان بوتين قد اتهم وزارة الخارجية الأمريكية بالتحريض على التظاهرات في
الشارع التي بدأت في موسكو بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في ديسمبر
2011.

الدب ينقلب نمرا

يوم الجمعة 11 مايو نشرت وكالة رويترز التقرير التالي: يتحدث الخبير
الاقتصادي مروان اسكندر في كتابه "الدب ينقلب نمرا.. روسيا الولادة
الجديدة" عن التحول الذي تشهده روسيا من حيث إنجازاتها الاقتصادية الداخلية
وعلاقاتها بالعالم وموقعها الجديد في هذا العالم. ويرى اسكندر أنه بين
1998 وسنة 2008 شهدت روسيا تقدما كبيرا في المجالات الاقتصادية والمالية
وفي علاقاتها التجارية مع سائر دول العالم.

يقول الباحث "ما من شك في أن عودة الفدرالية الروسية كانت من أبرز التطورات
الإيجابية التي شهدها القرن الواحد والعشرون. في أغسطس من العام 1998 وبعد
ثماني سنوات من نهب الموارد الوطنية خلال ولاية بوريس يلتسين أعلنت روسيا
عجزها عن تسديد ديونها الداخلية والخارجية وغرق الشعب الروسي في أتون من
البؤس والمرض. توقع عدد كبير من الشخصيات في الغرب ومن ضمنهم الرئيس
الأمريكي السابق بيل كلينتون أن يستغرق الاتحاد الفدرالي الروسي قرابة 25
سنة ليستعيد أهميته وموقعه المالي".

وتابع مروان اسكندر القول "في أواسط العام 2008، أي قبل ستة أشهر من اشتداد
الأزمة الاقتصادية العالمية التي أدت إلى تفتيت النظام المالي العالمي،
كانت الصورة مختلفة تماما عن هذه التوقعات؛ كانت الطبقة المتوسطة في روسيا
تنمو والاقتصاد يشهد حيوية ناشطة إذ بلغت قيمة الاحتياط 700 مليار دولار
بنهاية يوليو 2008 ولم يتخط مجموع الدين الخارجي عتبة الأربعين مليار دولار
مع تسجيل نسبة نمو نحو 8 في المئة وبقاء معدل البطالة تحت نسبة 6 في
المئة. وكانت توظيفات روسيا في سندات "فاني ماي" و"فريدي ماك" الشركتين
المختصتين بالضمانات العقارية والتي تحظى بدعم الإدارة الأمريكية توازي 100
مليار دولار".

وأضاف يقول "اليوم يبلغ عدد سكان روسيا الفدرالية نحو 141 مليون نسمة
مقارنة مع 150 مليون نسمة في العام 1991. وهي تتمتع بقدرات في مجال علوم
الفضاء تجعل الولايات المتحدة تستعين بها حين تتعطل مركباتها الفضائية
وتملك تكنولوجيا النانو المتطورة وكفاءة تضاهي بمستواها أي بلد أوروبي آخر.
ولروسيا موقع ثابت في مجموعة الدول الصناعية الثماني".

وذكر "والأهم هو أن روسيا الفدرالية تتصدر قائمة الدول المنتجة للطاقة من
مشتقات الهيدرو كاربون أي الغاز والنفط. وخلال 15 سنة ستوفر روسيا ما نسبته
50 في المئة من احتياجات أوروبا للغاز بدلا من نسبة 25 في المئة توفرها
حاليا. ومن المتوقع أن ترتفع الإمدادات باتجاه الصين بشكل سريع لتبلغ
مستويات عالية". وأضاف "من وجهة نظر إحصائية تستقطب روسيا الفدرالية
الاهتمام. فمساحتها هي الأكبر في العالم إذ تمتد أراضيها على مساحة قارة
بأكملها وتنتشر على طول 11 منطقة زمنية".

ومضى قائلا "وعلى الرغم من كونها دولة منتشرة على نسبة 15 في المئة من
مجموع اليابسة على الكرة الأرضية فإن عدد سكانها لا يتعدى نسبة 2.2 في
المئة من مجموع سكان العالم. وعلى الرغم من أن نسبة 80 في المئة من الأراضي
الروسية تقع في قارة آسيا فإن العديد من الروس يتوقون إلى اعتبارهم جزءا
من أوروبا".

وقال "وجدير بالذكر أن صناعة النفط العالمية انطلقت من روسيا وليس من
الولايات المتحدة وذلك بحفر أول بئر للنفط على بحر قزوين في العام 1846 أي
قبل ثلاث عشرة سنة من حفر أول بئر أمريكية في ولاية بنسلفانيا.

وتابع أن روسيا تتمتع بأكبر احتياطي بوكسيت في العالم وأكبر مخزون غاز
وثاني أكبر احتياطي من اليورانيوم وثالث أو رابع أكبر مخزون نفط فضلا عن
احتياطيات كبيرة من الفحم والذهب والألماس والخشب.
وأضاف أن روسيا تقع فيها أكبر بحيرة من الماء العذب في العالم تمتد على طول
600 كيلومتر ويبلغ عمقها نحو 1640 مترا وكان من المتوقع بحلول العام 2010
أن يوازي متوسط معدل القوة الشرائية الروسية مستوى معظم الدول الأوروبية لو
لم تقع الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي تسببت في تأخير هذه
النتيجة لسنتين على الأقل.

إن روسيا الفدرالية هي البلد الوحيد في العالم الذي تحتوي صخوره على جميع
المعادن الضرورية للبرامج الفضائية. وقال إن موقع روسيا السياسي والاقتصادي
العلمي يكتسب اليوم "أهمية حيوية بالنسبة للاستقرار والازدهار الدوليين.

ويسعى هذا الكتاب إلى استكشاف موقع روسيا اليوم والعودة إلى الخلفية التي
تستند إليها وتوقع الوجهة التي تسير نحوها وتحديد كيف يمكن لسائر العالم
الاستفادة من التفاعل معها".

التمرد على الهيمنة

تقدر مصادر رصد أوروبية أن ما يرجح دخول روسيا ومعها الصين وربما أطراف
دولية أخرى في مواجهة أو امتحان قوة واسع أو محدود مع الولايات المتحدة
وأقرب حلفائها في منظمة "الناتو" هو وجود مناخ عالمي خاصة في دول ما يسمى
العالم الثالث التي ترغب في التخلص من الهيمنة الأمريكية بأي طريقة، يضاف
إلى ذلك إدراك الكرملين أن روسيا هي الهدف التالي لتوسع الإمبراطورية
الأمريكية بعد انتهاء مشاريعها لإحاطة روسيا والصين بطوق من القوى
المعادية، والهيمنة على دول المنطقة العربية عبر تنفيذ مشروع الشرق الأوسط
الكبير وبالتالي التحكم في ثروات المنطقة الممتدة من الخليج العربي شرقا
حتى المحيط الأطلسي غربا وفي مقدمتها النفط والغاز والمعادن الإستراتيجية
الأساسية للصناعة والزراعة.

مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق زبيغنو بريجنسكي، أحد كبار مخططي
سياسة البيت الأبيض يتبنى نظرية السيطرة على "قلب روسيا" لضمان استمرارية
القوة الأمريكية. حددت هذه النظرية أن من يسيطر على قلب روسيا يسيطر على
المعمورة بأكملها..

ووفق هذه الرؤية فإن الولايات المتحدة سعت خلال الحرب الباردة إلى احتواء
هذه المنطقة من خلال السيطرة على الأراضي الطرفية، اليابان وكوريا الجنوبية
وتركيا، لذلك يحذر بريجنسكي، بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، من إمكانية
تكوين إمبراطورية روسية جديدة؛ ويرى أن المهمة الملقاة على عاتق الولايات
المتحدة هي الحفاظ على استقرار المنطقة والحيلولة دون سيطرة قوة واحدة
عليها.. وبين بريجنسكي أن الشرق الأوسط هو إحدى البوابات إلى روسيا الوسطى.
وحسب رأيه فإن الجزء العربي في هذه المنطقة لا يؤدي دورا أساسيا لأن الأمر
منوط بتركيا وإيران.

من هنا فإنه لا يتناول الجزء العربي إلا ليذكر بإيجاز مسألة ما سمّاه
بالمد الإسلامي ويعتبره ظاهرة عاجزة على خلق منطقة نفوذ جيدة تهدد الموقع
الجيوستراتيجي للولايات المتحدة على الرغم من قدرة الأصولية الإسلامية، حسب
تعبيره، على تهديد المصالح الأمريكية في المنطقة؛ ويخلص إلى القول بأن
التأثير المحتمل لهذه الحركات إنما ينحصر في تحويل المنطقة إلى بؤرة
اضطرابات دورية بسبب عجزها عن تأسيس دولة محور.

بعد بريجنسكي طرح مخططون أمريكيون آخرون فكرة التحالف مع قوى محلية ذات
توجه "إسلامي" في المنطقة العربية لتحويلها إلى عامل مساعد للسياسة
الأمريكية.

ونشر بريجنسكي كتابا عن أمريكا وميزان القوى في العالم عكس فيه آراءه حول
رصد وتشخيص العوائق والتحديات التي تحول دون تحقيق أمريكا لحلمها في إقامة
نظام عالمي جديد يأخذ شكل الحكومة العالمية وتنتظم فيه دول العالم كله خلف
أمريكا وتسلم لها بالزعامة المطلقة، وحسب رأيه فإن هذا هو الهدف
الاستراتيجي لبلاده وهو ما تصبو إلى تحقيقه خلال هذه المرحلة المهمة من
تاريخ العالم.. كما أنها تسعى، في حالة تعذر قيام الحكومة العالمية، إلى
تحقيق نظام عالمي يأخذ شكل الكونفدرالية العالمية التي تتمتع فيها أمريكا
بزعامة عالمية تشاطرها في بعض مظاهرها، بالتراضي، أهم قوتين عالميتين بعدها
وهما أوروبا واليابان..

ويستبعد بريجنسكي أن يتم لأمريكا أي شكل من أشكال الزعامة الحقيقة على
العالم لحقبة من الزمن ليست بالقصيرة ويرجع ذلك إلى سببين أساسيين:

الأول، داخلي: يتعلق بما وصفه تداعي النموذج الحضاري الأمريكي من الداخل.

الثاني، خارجي: يتعلق بموقف القوى العالمية والإقليمية وقوى أخرى رافضة
بدرجات متفاوتة للهيمنة الأمريكية وسيطرتها على العالم وبتطلعاتها هي
الأخرى للزعامة والنفوذ على المستويين الإقليمي والعالمي.. وقد صنف
بريجنسكي القوى العالمية والإقليمية التي ستستمر لفترة قادمة تنازع أمريكا
الزعامة والنفوذ إلى ثلاثة أصناف رئيسية:

1 - قوى عالمية تنافس أمريكا على الزعامة والسيطرة على العالم ويحددها بريجنسكي في قوتين هما أوروبا واليابان.
2 - قوى إقليمية كبيرة تنازع أمريكا الزعامة على مستوى قاري أو إقليمي موسع هما الصين وروسيا.
3 - قوى إقليمية صغيرة، حسب تعبيره، تنازع أمريكا النفوذ على مستوى إقليمي
ضيق، وانطلاقا من نظرة عنصرية ضيقة حدد بريجنسكي أن نموذج هذه القوى:
العروبة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والإسلام في آسيا الوسطى وإيران
والهند.

تصفية المنافسين

يقدر محللون أنه من خلال قراءة لنظريات ورؤى كبار السياسيين والمفكرين
والخبراء الأمريكيين، التي شكلت القاعدة التي تنطلق منها أيديولوجية الخطاب
السياسي الأمريكي، يتبين أن هذا الخطاب اعتمد مبادئ محددة في تعامله مع
المناطق الساخنة في العالم وبما ينسجم والمصالح الاستراتيجية العليا
للولايات المتحدة. هذه المبادئ حددها مخططو السياسة الأمريكية منذ مرحلة ما
بعد الحرب العالمية الثانية، فقد سعى هؤلاء إلى خلق نظام عالمي تتزعمه
الولايات المتحدة يعتمد على القدرات العسكرية والاقتصادية والسياسية
الأمريكية وعلى قيم أمريكية خاصة بالشخصية والسلوك الأمريكيين.

وقد شكلت هذه المبادئ والقيم جوهر السياسة الأمريكية الخارجية. وفي هذا
يقول الخبير الاستراتيجي جون لويس غاريس: إن الولايات المتحدة كانت تتوقع
أن تصبح زعيمة النظام العالمي الجديد بعد العام 1945 قبل أن يبرز الاتحاد
السوفييتي كخصم.

واليوم كما كان الحال بعد الحرب العالمية الثانية، تسعى استراتيجية واشنطن
إلى توسيع دائرة التحكم في النظام الدولي عن طريق منع بروز دول عظمى أو
إقليمية قوية منافسة لها في أوروبا وشرق آسيا والحوض المتوسط. واليوم أيضا
يحدد الخطاب السياسي الأمريكي أن استراتيجيته تعتمد على منطق استغلال
القوة.

الهيمنة أو الزعامة، حسب الخطاب الأمريكي، هي استراتيجية واقعية تسعى إلى
إدامة السيطرة الجيوسياسية لما بعد الحرب الباردة. ويعتقد أنصار هذه
الاستراتيجية أن على الولايات المتحدة أن تسعى إلى زيادة قوتها النسبية إلى
أقصى حد، وذلك لأن السياسة الدولية على قدر كبير من التنافسية، وتقوم هذه
الاستراتيجية على افتراض أن الدول تكسب الأمن وليس من خلال توازن القوى، بل
عِبر اختلال القوى لمصلحتها أي بسعيها إلى الزعامة.

وتفترض هذه الاستراتيجية أن للولايات المتحدة مصلحة حيوية في الحفاظ على
الاستقرار. ومن حيث الجغرافيا تنظر استراتيجية الزعامة إلى كل من أوروبا
وشرقي آسيا والخليج العربي كمناطق تقوم فيها للولايات المتحدة مصالح أمنية
حيوية.

وتعد أوروبا وأجزاء واسعة من آسيا مهمتين لأنهما يمكن أن تبرز منهما دول
عظمى جديدة وأن تندلع فيهما في المستقبل حروب بين الدول القوية، حسب تعبير
"غاريس" الذي يضيف بأن الخليج العربي مهم بسبب وجود النفط فيه.

ويرى الخطاب الأمريكي أن الضمانات الأمنية الأمريكية لأوروبا وشرقي آسيا هي
الوسيلة التي تحافظ بها استراتيجية الهيمنة والزعامة على نظام سياسي دولي
سليم يؤدي إلى الاعتماد المتبادل.

ويرى مناصرو ومخططو هذه الاستراتيجية أنها ذات حظ من الاستحسان بالحدس
والمنطق، أما القوة فمهمة جدا في السياسة الدولية وللولايات المتحدة الحظ
الأوفر منها، ويعتبرون أن لا أفضل من أن تكون أمريكا هي القوة العظيمة
الوحيدة في عالم أحادي القطب.

وإذا عدنا إلى تحليلات منظرين آخرين يتبين أن الرعب الذي يبثه في قلوب
الآخرين زعماء طامحون يفسر إلى حد بعيد سبب توجه أمريكا لتدمير أي قوة أو
نظام أو زعيم يمكن أن يشكل نواة لمنافسة هيمنتها أو ما يهدد أنصارها.

بهذا يمكن أن نفهم سبب حرص الولايات المتحدة على عدم ظهور زعيم طامح يقوى
دولته ويعطيها المقدرات التي يمكن بها أن تتحول أولا إلى قوة إقليمية
أساسية وهو ما قد يعدها للعب دور أكبر من مجرد الإقليمي.

الضربة الاستباقية

السؤال الذي يطرح بقوة بعد عودة بوتين إلى قمة السلطة الروسية هو: هل بدأت
فعلاً بداية النهاية للنظام العالمي "الأحادي القطب"، وكيف ستكون هذه
النهاية.

يوم الخميس 3 مايو 2012 ظهرت بعض المؤشرات التي قد تمكن من تصور أجوبة على
التساؤلات، فقد أعلنت روسيا أن محادثاتها مع الولايات المتحدة بشأن إقامة
درع مضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية شارفت على الوصول إلى "طريق مسدود"
محذرة من أنها قد تنشر صواريخ جديدة في أوروبا لتدمير بعض مكونات ذلك
الدرع.

وقال وزير الدفاع الروسي اناتولي سرديوكوف خلاله مؤتمر نقله التلفزيون حول
قضايا الدفاع الصاروخي "لم ننجح حتى الآن في التوصل إلى حلول مقبولة من
الطرفين، الوضع وصل عمليا إلى طريق مسدود".

من جانبه حذر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية نيقولاي
ماكاروف من أن بلاده لا تستبعد توجيه ضربة استباقية للدرع كخيار أخير في
حال تفاقم الوضع.

وأضاف أن "قرار الاستخدام الاستباقي للأسلحة المتوفرة سيتخذ خلال تفاقم
الوضع، آخذين بعين الاعتبار طبيعة النظام الدفاعي الصاروخي المزعزعة
للاستقرار". واعتبر أن الولايات المتحدة تذرعت بخطر قيام كوريا الشمالية
وإيران بشن هجوم بالصواريخ، من أجل إنشاء الشبكة المضادة للصواريخ في
أوروبا، وقال "إننا إذ نقر بأن هذين البلدين ينفذان برامج صنع صواريخ قصيرة
ومتوسطة المدى، خلصنا إلى استنتاج أن تسلح بيونغ يانغ وطهران بصواريخ
بالستية بعيدة المدى تستطيع الوصول إلى قارات بعيدة مهمة يصعب تحقيقها إن
لم تكن مستعصية التنفيذ".

وذكر رئيس هيئة الأركان المشتركة أن أحد الخيارات أمام روسيا هي نصب صواريخ
اسكندر القصيرة المدى في كالينينغراد، الجيب الروسي الواقع على تخوم
الاتحاد الأوروبي لتدمير البني التحتية الأوروبية للمنظومة الصاروخية.

وقال ماكاروف "أظهرت تحليلات دقيقة أجرتها منظمات أبحاث تابعة لوزارة
الدفاع أنه عند نشر المرحلتين الثالثة والرابعة من الدرع، فإن القدرة على
اعتراض صواريخ روسية بالستية عابرة للقارات ستصبح حقيقية".

أما أمين عام مجلس الأمن القومي الروسي نيقولاي باتروشيف، فقال إن العلاقات
البناءة بين روسيا والناتو تعتبر حلقة متينة في بنية الأمن الأوروبي،
وأضاف أن "التاريخ العالمي يشهد بطلان محاولات دولة واحدة أو مجموعة من
الدول لتعزيز أمنها على حساب أمن دول أخرى. ويؤدي تصرف كهذا إلى زيادة
التوتر ووقوع نزاعات والإخلال بنظام الأمن القائم".

بفارق ساعات بعد التهديد الروسي أعلنت آلين تاوشير المبعوثة الأمريكية
الخاصة لشؤون الاستقرار الاستراتيجي والدفاع المضاد للصواريخ أن الولايات
المتحدة لن تتخلى عن خطتها الخاصة بنشر الدرع الصاروخية حتى في حال زوال
الخطر من قبل كوريا الشمالية وإيران.

وادعت تاوشير أن واشنطن لا ترغب في تدمير قدرات روسيا، مشيرة إلى أن
العلاقات الأمريكية الروسية تغيرت من "ضمان الدمار المتبادل إلى ضمان
الاستقرار المتبادل". ومع ذلك أشارت تاوشير إلى أن واشنطن لن توافق على
تقييد منظومة الدفاع المضاد للصواريخ لأنها حريصة على أمنها وأمن حلفائها.

البحث عن التفوق

بعد أسبوع من تبادل التهديدات ويوم الخميس 10 مايو أكد الرئيس الروسي بوتين
في اجتماع مكرس لمسائل تطوير المجمع العسكري الصناعي الروسي في مدينة
نيجني تاغيل الصناعية أن على المجمع أن يحقق اختراقا تكنولوجيا ويقوم
بتحديث كل بنيته.

وأشار بوتين إلى أن مؤسسات المجمع العسكري الصناعي الروسي أصيبت بتخلف
تكنولوجي، ولذلك ستقوم الدولة بتوظيف الموارد الضخمة في بناء مؤسسات جديدة
ومعاهد بحوث ومراكز تصميم عائدة له وتزويدها بالمعدات الحديثة.

وقال "يتعين علينا أيضا حل المسائل الشاملة، واعتماد متطلبات أكثر صرامة
إزاء المردود الاقتصادي والمالي لنشاط المجمع، وتشجيع المنافسة الفعلية،
بما في ذلك عن طريق جذب الشركات المدنية، وحتى رأس المال الخاص عند
الضرورة، للمشاركة في تحقيق البرامج الدفاعية".

يظهر أن مرحلة جديدة في العلاقات الدولية قد بدأت، المؤشرات العامة ظهرت
خلال "مؤتمر ميونيخ" للسياسات الأمنية في ديسمبر 2011، فقد وجه بوتين
انتقادات حادة للسياسة الأمريكية، واستخدامها المفرط للقوة الذي يكاد يكون
غير منضبط للسيطرة في العلاقات الدولية، وتجاوزها حدودها الوطنية في كل
اتجاه، محذرا من أن قيادة الولايات المتحدة "لعالم أحادي القطب"، غير
مقبول، وأدى إلى الحروب، والمزيد من الصراعات في العالم.
avatar
الفاتح ثورة شعبية
 
 

الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2692
نقاط : 13188
تاريخ التسجيل : 28/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى