ماذا عن زيارة بوتين إلى دمشق خلال جولته الشرق أوسطية؟

© RIA Novosti. Алексей Никольский



20/06/2012 17:54
في الوقت الذي كان يعقد بوتين اجتماعات مع زعماء عدد من دول
العالم على هامش قمة "مجموعة العشرين" في المكسيك، ومن بينهم الرئيس
الأميركي أوباما، أعلن الكرملين رسمياً عن جولة سيجريها الرئيس الروسي
نهاية الشهر الجاري وتحديداً في الخامس والعشرين والسادس والعشرين منه،
وتشمل كل من فلسطين والأردن وإسرائيل.



كتب طه عبد الواحد

فجأة
ومن حيث لا يدري أحد نشر موقع إلكتروني خبراً حول الجولة الأولى لبوتين
باتجاه الشرق الأوسط بعد توليه الرئاسة جاء فيه إن مصدراً مطلعاً في
الخارجية الروسية أكد نية بوتين زيارة دمشق وعقد لقاء مع الرئيس السوري قبل
نهاية الشهر الجاري. ومع أن الخبر جاء تحت عنوان (أخبار عاجلة من
الفيسبوك- نقلاً عن مصدر مطلع) إلا أن الأوساط الإعلامية السورية والعربية
تلقته باهتمام بالغ، جعل الجميع يبحثون عن مصدر رسمي يوضح، ينفي أو يؤكد
صحة الخبر.

إن أي زيارة لرئيس إلى دولة تجمع بلاده معها علاقات، بغض
النظر عن طبيعة هذه العلاقات، هو أمر عادي. وزيارة بوتين إلى دمشق إن جرت
ستكون أمراً طبيعياً نظراً للعلاقات بين البلدين. إلا أن قيام بوتين بخطوة
كهذه ليس بالأمر السهل في ظل الظروف الحالية التي تمر بها سورية. ذلك أن
زيارة كهذه قد يسجلها كثيرون مأخذاً على السياسة الروسية، وسيتهمون بوتين
والقيادة الروسية عموماً بالانحياز إلى طرف من الأطراف في الأزمة السورية،
الأمر الذي يتناقض مع الموقف الروسي المعلن بـأن موسكو تقف على مسافة واحدة
من مختلف الأطراف خلال سعيها للعب دور إيجابي في إيجاد حل سياسي للأزمة
السورية. لا شك بأن الكرملين ليس بحاجة إلى منح الآخرين مبرراً لتوجيه
اتهامات له، لاسيما وأن أطرافاً دولية تختلق روايات وحكايات حول توجه سفن
حربية روسية إلى سورية، لم تتحرك من مواقعها بعد، وتزويد موسكو لدمشق
بالأسلحة، وكل هذا بهدف تشويه سمعة روسيا لدى الرأي العام.

السفارة
الروسية في دمشق قالت لـ "أنباء موسكو" إنه لا معلومات لديها بشأن هذه
الزيارة. أما ديوان الرئاسة الروسي فقد نشر ما لديه من معلومات حول جولة
بوتين الشرق أوسطية منذ عدة أيام ودمشق ليست مدرجة على جدول الجولة
الحالية. لكن رغم كل ما سبق، ورغم جملة واسعة من الأسباب التي تجعل الحديث
عن زيارة بوتين إلى دمشق في المرحلة الحالية أمرا مستبعدا، هناك بالمقابل
ظروف أو شروط معينة إن تحققت قد تجعل الزيارة حقيقة، والأهم أنها تلبي
المصالح الروسية وتتناسب معها. هذه الظروف ترتبط بالدرجة الأولى بإمكانية
التوصل خلال الأيام القليلة القادمة، أي حتى الخامس والعشرين من الشهر
الجاري، إلى اتفاق جذري لحل الأزمة السورية، قد يرغب بوتين بالإعلان عنه من
دمشق لما ستحمله مثل هذه الخطوة من تأكيدات على الدور الذي تلعبه روسيا في
المنطقة. ولما كان من شبه المستحيل التوصل خلال فترة زمنية قصيرة كهذه إلى
حل لأزمة تعمل كل القوى لحلها منذ أكثر من عام ونصف، فإن الحديث عن زيارة
بوتين إلى دمشق في هذا التوقيت تبقى مجرد حديث أو ربما تمنيات بانتظار
تبلور معطيات على الأرض تتطلب زيارة كهذه.

ومن الناحية البروتوكولية
فإن الزيارة الأخيرة في الزيارات المتبادلة بين القيادات الروسية والسورية
كانت تلك التي أجراها ميدفيديف إلى دمشق عام 2010، وعليه فإن الرئيس
الروسي قد يزور دمشق لكن بعد أن يرد الرئيس السوري على زيارة ميدفيديف
ويجري بدوره زيارة إلى روسيا. وإن كان هذا تفصيل دقيق يمكن القول إنه "عرف"
في نشاطات قادة الدول، إلا أنه عامل من العوامل التي تعزز الاعتقاد بأن
زيارة بوتين التي يدور الحديث عنها إلى دمشق لن تتم خلال هذه الفترة على
أقل تقدير. رغم كل ما سبق تبقى السياسة ساحة مليئة بالمفاجآت وغير المتوقع،
فمن يدري ما الذي سيقرره بوتين خلال تواجده في الشرق الأوسط!!

(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)


http://anbamoscow.com/aworld/20120620/375673283.html