السبب والنتيجة عندما تهدد النتيجة سلامة السفينة يرفض السبب /مقال عمره قرابة لكنه مازال يعبر عن واقع ليبيا

عبارة كتبتها إلى السفارة الفرنسية في طرابلس لتعبيرها إلى القضاء الفرنسي قبل يوم البث في قضية ضد رئيس الدولة الليبية .

وبالفعل رُفضت القضية . فهل وصلت عبارتي إلى المحكمة أم لا ؟ هذا ما لم اعرفه ولم يكن مهمًا أكثر من تدوين العبارة ذاتها.

فالغرض من ذكرها هنا له علاقة بما أثرته في المقال السابق بعنوان «ليبيا والوئام الوطني»والذي نشُر بصحيفة الوطن الليبية بتاريخ 12 نوفمبر 2011
م . فأنا لم أضع عنوان لمقالي كلمة مصالحة لأني أدرك بأن الطريق شائك
ومليء بالألغام ويستوجب الحذر وتغيير نمط الخطاب الليبي من أساسه , وهو ما
يعني توخى الحذر في إنتقاء الكلمات التي نريد أن نجعل منها دليل لمسار من
نود أن يرافقونا في هذا الدرب الذي ما من شك في صعوبة الأنطلاق فيه نحو ما
نريده من عودة إلى وئام النفوس الليبية وإفراغها من الغضب والحقد والكراهية
وحب الأنتقام . هذا الفجور الذي لم تشهده ليبيا طوال ما مضى من تاريخها .

ــ فالسبب : لما نحن فيه هو سببٌ
لقوى أجنبية بالدرجة الأولى , وعدم الوعي والحذرمن جانب بعضنا بالدرجة
الثانية واللجوء إلى القوى الخارجية . فأسباب القوى الأجنبية ولسان حالها : ليبيا
مساحة مأهولة ونقطة إستراتيجية مهمة في شمال أفريقيا , ودولة غنية بمصادر
الطاقة فيها إلى جانب مواد أولية لم يكتمل البحث عنها ! وليبيا أيضًا شعب
متخلف ينتج إرهابيين وأصبح الممسك بإدارة الأمور فيه من يهددنا بفتح باب
الهجرة غير الشرعية من أفريقيا . لذلك يجب وضعه تحت الوصاية مثله مثل بقية
بلدان العالم . فليحكم هذا البلد من يبدي رغبته في حكمه بشرط أن يخضع لنا
وينفذ ما نريده منه . قاعدة , إخوان مسلمين , ليبراليين , سنوسيين ,
قذافيين , أسماء كلها لا تعني شيء بالنسبة لنا نحن الغرب كما يشير إلينا
هؤلاء المتخلفون . أي حكم يختارونه ديموقراطي , دكتاتوري , ليبيرالي ,
زعيطي , معيطي ,غير مهم لدينا على أية حال فغالبيتهم لا يعون ما تعنيه هذه
التعريفات لأنهم مازالوا لم ينضجوا بعد , فهم ناس :

« يولدون في العبث , ويعيشون في الفوضى , ويموتون في المأساة »

وما دام البعض منهم علمناهم
وخبرنا خفايا نفوسهم ومآربهم ونزعاتهم الفردية والجماعية , وما داموا
طموحين هم أيضًا في أهدافهم السلطوية والمكتسبات المادية وطيّعين لنا
سنمنحهم الوسيلة ونعززهم باساطيلنا من سفن وغواصات وحاملات طائرات وجميع
الوسائط الصحفية والفضائيات والأنترنت , ونحتل لهم الدولة الليبية ونسلمها
لهم ليحرسوا لنا مصالحنا في هذا البلد وليمرحوا ويشطحوا فيما جعلناهم
يرددون من عبارة ثورة وربيع عربي , وليتنازعوا كما يحلو لهم فنحن من يعين
لهم من يكون لنا عليهم أيًا كان منصبه فهو لن يزيد عن كونه خادمٌ
لأستراتيجيتنا . هذه هي رؤيتي من جانب القوى الخارجية وأسبابها .

ــ والنتيجة : دمار بالبنية
التحتية في غرب ليبيا وجنوبها , وقتل عشرات آلاف الأرواح , وعشرات الآلاف
من ألأرامل , وعشرات الآلاف من اليتامى , وعشرات الآلاف من الجرحى غصت بهم
المستشفيات المحلية ومستشفيات العالم , وأخيوعشرات الآلاف من المعاقين
إعاقات دائمة , وعشرات الآلاف من عمليات الأجهاض , وعشرات الآلاف من
المصابين بالخلل النفسي , القرصنة على سيادة الدولة الليبية وممتلكاتها من
نفط وغاز , والسطو على ممتلكات الشعب الليبي من حسابات مصرفية وأسهم
إستثمارية , وأخيرًا بث العداء بين أبناء المجتمع الواحد . فهل نسمي هذه
الحرب غير المعلنة التي شنتها علينا في غرب وطننا وجنوبه القارة الأمريكية
الشمالية والقارة الأوربية بأساطيلها البحرية والجوية وغواصاتها وقواتها
الخاصة , بأنه ثورة ! ألا تستحون يا من تدونون هذه الكلمة بصحفكم وتتشدقون
بها في محطاتكم تافهة الفكر والمسئولية في وصف حرب دمار بأنها ثورة ؟

أتحسبوننا غافلين عن المخطط الذي رُسم وتم الأتفاق عليه في مؤتمر الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .الذي إنعقد يوم 2005/06/26
م في لندن , أنتم يا من بعتم وطنكم بثروته وأرضه وسمائه ومياهه من أجل
إرضاء حقدكم وبغضكم وحسدكم وطموحاتكم المادية الرخيصة , وتصفقون وترحبون
بقتلة أبناء وبنات ليبيا من مدنيين وعسكريين . أي جريمة يمكن أن تفوق قتلكم
بأياديكم وقنابل وصواريخ الفرانكوأنجلوسكسونيين وخبرائهم لأبناء الوطن !
منذا الذي سيصالحكم على هذا من دون إسترداد لسلطة عموم الناس وسيادة الدولة
؟ . فحتى الشباب الذين حمّلتموهم السلاح وقدمتموهم كالعميان ليحاربوا ضد
أمان مستقبلهم وطموحاتهم في عيش أكثر رخاءًا ورحابة وإزدهارًا لن تطول
غفلتهم وسينتفضون ضدكم يا قتلة الأسرى والممارسين لأبشع أنواع التمثيل
بالأبدان البشرية . بالتأكيد لن تطول غفلتهم ولن يسلموا سلاحهم لباعة وطنهم
, بل سيوجهون أسلحتهم ضد لصوص الثروة النفطية والغازية وذهب مصرف ليبيا
المركزي , وأرصدة المجتمع الليبي في المحافظ المصرفية لدى دول إنقضّت عليها
وصادرتها لتتكرم على أصحابها الشرعيين بجزء يسير منها بالكاد يبقي عليهم
أحياء .

يا أبناء ليبيا وبناتها من الأجيال
الشابة , باعوكم وباعوا طموحاتكم وإنقضوا على سيادة وطنكم , وسلبوا
ثرواتكم وأموالكم وإستثماراتكم , ولا سبيل لأستردادكم لما سلبوه إلاّ
بالثورة ضد من خرّبوا غرب وجنوب وطنكم وفصلوا شرقه ودفعوا بكم إلى الأقتتال
من أجل أن يتعافى إقتصاد الدول التي قامت بهذه الجريمة ضد الأنسانية .
فثوروا ضد من يقودونكم في هذه المأساة ويأتمرون بأوامر الأستخبارات
الأمريكية والبريطانية والفرنسية . تصالحوا فيما بينكم وحرروا إخوتكم
وأخواتكم من سجون القوى المجرمة في حقهم وحقكم وحق الوطن . ثوروا ضد من
جعلوكم تتقاتلون فيما مضى . أفيقوا يا أبناء وبنات ليبيا قبل أن يطبق عليكم
أعداء مستقبلكم وأمنكم وطموحاتكم بدكتاتورية ما عاصرتم مثيلاً لها ولا
غُصّت السجون بحشود كالتي بها الآن وستكون بها مستقبلاً , وإسئلوا أنفسكم
لماذا هذا المصاب إقتصر على غرب الوطن وجنوبه ؟ ألا يكون الهدف هو إستئثار
حفنة على الآبار والموانيء النفطية وجميع ممتلكات المؤسسة الوطنية للنفط
ومصرف ليبيا المسكزي ؟ ألا تعرفون بأن بدائل هذه المؤسسات أصبحت مسجلة خارج
الوطن وتم نقل الملكية من دون العودة لكم كاصحاب الحق في هذه الممتلكات
وصيرورتها ؟ .

رمضان الجبو ـ أورليان فرنسا

10 ديسمبر 2011 م

=======================

المصدر ليبيا تتحدث

. فليحكم هذا البلد من يبدي رغبته في حكمه بشرط أن يخضع لنا
وينفذ ما نريده منه . قاعدة , إخوان مسلمين , ليبراليين , سنوسيين ,
قذافيين , أسماء كلها لا تعني شيء بالنسبة لنا نحن الغرب كما يشير إلينا
هؤلاء المتخلفون . أي حكم يختارونه ديموقراطي , دكتاتوري , ليبيرالي ,
زعيطي , معيطي ,غير مهم لدينا على أية حال فغالبيتهم لا يعون ما تعنيه هذه
التعريفات لأنهم مازالوا لم ينضجوا بعد , فهم ناس :

« يولدون في العبث , ويعيشون في الفوضى , ويموتون في المأساة »

السبب والنتيجة عندما تهدد النتيجة سلامة السفينة يرفض السبب /مقال عمره قرابة لكنه مازال يعبر عن واقع ليبيا

السبب والنتيجة عندما تهدد النتيجة سلامة السفينة يرفض السبب /مقال عمره قرابة لكنه مازال يعبر عن واقع ليبيا

رد: السبب والنتيجة عندما تهدد النتيجة سلامة السفينة يرفض السبب /مقال عمره قرابة لكنه مازال يعبر عن واقع ليبيا