بيان المجتمعين عند قبيلة العواقير من أعيان ومشايخ و فوار المنطقة الشرقية

بيان المجتمعين عند قبيلة العواقير من أعيان ومشايخ وفوار المنطقة الشرقية


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

لقد أسفرت أحداث يوم الجمعة ( انقذوا بنغازي ) عن أزمة حقيقية تستدعي منا
الوقوف عندها وفهم نتائجها جيدا والعمل بجد بناء على ذلك .
كنا نتمنى أن يكون بعض الثوار أحسن تصرفا وأعقل مما ظهر إلينا فليس من المهم عدم الاستمرار في
السيطرة على موقع كتيبة ، بل الأكثر أهمية هو الاستمرار في الاحتفاظ بالرصيد السابق .
إنه من المقلق جدا أن ينجلي صباح اليوم التالي على ستة جثث ملقاه في طرف
المدينة وقد تم اعدامها بالرصاص في الرأس بطريقة ترسم أمامنا علامات
استفهام كثيرة خصوصا إذا علمنا أن منهم من كان فاعلا في هذه الثورة منذ
الأيام الأولى .
إن الغموض مازال يلف كثيرا من ملابسات ما حدث ذلك
اليوم وصبيحة غده ، بل إن بعض تصريحات المسؤولين زادتنا حيرة وزادت الصورة
ضبابية والمشهد ارتباكا .
إننا نرفض وبشدة وجود كتائب مؤدلجة وذات
انتماءات سياسية مهما زادت عملية شرعنتها من قبل بعض المسؤولين ومهما
استمرت رعايتها من قبل احزاب سياسية .
إننا نرفض وبشدة السعي إلى زج
المدينة في صراع دائم يبعد كونها عاصمة الاقتصاد الليبي ويجعلها بعيدة عن استحقاق يكفل
لها الرقي والنهضة .
إن أزمة ( بناء الجيش والشرطة ) أزمة تقع على كاهل
الحكومة وأجهزتها التابعة لها فلا ينبغي إلقاء هذا الإشكال إلى الشارع
المثقل بكل هموم الفورة والغارق في ازماته.
إننا ننتظر
من الحكومة طرحا شاملا وافيا مكتمل المراحل يجيب على أسئلة الفورة وينبثق
منها ليضع حلا لأزمة انتشار السلاح ليكفل حرية الفرد في المجتمع ويحقق الأمن والانضباط .
إنه لمن
العجيب ونحن على اعتاب اصدار قوانين تتعلق بالحد من تحرك السلاح ، أن يظهر
علينا بعض المسؤولين بقرارات تحل جميع كتائب الثوار وتحصر الشرعية منها في
ثلاث كتائب فقط هي كتيبة (راف الله السحاتي) وكتيبة (شهداء 17 فبراير)
وكتيبة (درع ليبيا) في توجه نحو شخصنة الفورة والإعراض عن إرادة جماهير
مدينة بنغازي التي زحفت على تلك الكتائب ولم تستثني أياً من تلك الكتائب
متمسكة بالجيش الوطني فحسب . فإن كان هناك توجه من السلطات الانتقالية
لإعادة انتاج كتائب الثوار فليس لهم الحق اطلاقا في انتقاء من وافقهم في
توجهاتهم و أفكارهم ونبذ مخالفيهم في الرأي والفكر .
إننا نرفض تصدير
المشاكل والأزمات إلى مدينة الثورة بنغازي والتي على رأسها ملف النازحين
الذين يثقلون كاهل المدينة أمنيا واقتصاديا و ديموغرافيا لذلك لابد من وضع
سقف زمني لإعادتهم لأماكنهم التي نزحوا منها وذلك يقع على عاتق الحكومة
مباشرة .
إذا كانت هذه الكتائب شرعية و مسؤوليها يحملون صفة اعتبارية
فعليهم أن يتحملوا مسؤولية ما حدث قانونيا واجتماعيا وشرعيا ويجب أن يخضعوا
للمسائلة القانونية .
كما أننا نطالب بإعادة النظر في المسؤول الموكل
له رئاسة أركان الجيش الليبي فالمهمة تريد نزاهة أكبر و كفائة ومصداقية
وبعد كل ذلك معاونين له في كل المناطق .
إننا أمام مرحلة مصيرية تعيد
إنتاج كثير من المشهد السابق فالحكومة قريب الاعلان عنها والصراع على أشده
بين التيارات السياسية أما الشرعية فإنها تترنح هنا وهناك في مهب
الريح .
إننا من أعيان ومشايخ وفوار ومؤسسات مجتمع ، سنظل مراقبين
للمشهد ولن نتخلى عن تضحيات شهدائنا بين أعيننا ، وثوارنا البواسل
بين أيدينا ومعنا للسير جميعا نحو مستقبلنا الواعد .
رعى الله ليبيا وأهلها من كل مكروه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المجتمعون عند قبيلة العواقير من مشايخ وأعيان وفوار المنطقة
بنغازي - مساء الاحد2012/9/23