الفرق بين ثورة الفاتح 1969 و 17 فبراير 2011

الفرق بين ثورة الفاتح 1969 و 17 فبراير 2011

هذا الكلام ليس من باب الأقرار بأن 17 فبراير ثورة بالمفهوم السياسي للثورة ، لكن يندرج تحت أطار وضع الحقائق التاريخية بين أيادي من يجهلها أو عطل عنده منطلق العقل للسبب ما لعله يعود إلى جادة الصواب
.
كل من عرف معمر القذافي في مراحل الدارسة المختلفة يقر إن هذا الشخص يتمتع بسمات القيادة ، و أتذكر أحد رفاقه من مدينة مصراتة قال لي بالحرف الواحد إن معمر القذافي كان أيام الدراسة يطالع الكتب بأستمرار حتى في السفر ، و لا يحب اللعب الورق ( الكارطه ) وكان دائما يتابع راديوا صوت العرب من القاهرة، و خطب الزعيم الراحل جمال عبدالناصر التي شكلت جزء مهم من وعي معمر القذافي القومي . و رغم كل الأعجاب و التقدير الذي يحظى به شخص جمال لدى الشهيد الصائم ، إلا إن القائد رحمه الله برحمته الواسعه، عندما شرع في التخطيط لأنقاذ ليبيا من براثن القواعد الأجنبية و الجالية الأيطالية ، و حالة الفقر، و التخلف ، لم يتصل بالقيادة المصرية ، بل أعتماد على الله و سواعد رفاقه الأحرار من شباب ليبيا، و هو ليس بغافل عن دلالات الأعتماد على الذات سياسا و تاريخيا ، كما إراد إن يقول للعالم إن الليبيين الذين قاتلوا أربعة عشر أحتلال على مر التاريخ ، ليسوا عاجزين عن تصويب مسار بلدهم الذي كبل بالقواعد، و الأمتيازات للجالية الأيطالية، و الشركات الأجنبية.
و حالما أنتصرت ثورتهم (الضباط الوحدويين الأحرار) أصدروا بيان عبر عن رفض الذل، و الأستعمار و دعى إلى التعاون، و التعاضد بلغة عربية رصينة تدلل على حرص قادة الثورة على العروبة قولا و فعلا ، و ما إن أرست الثورة قواعدها على الأرض حتى شرعت في تحقيق أهدافها التي نادت بها و في مقدمتها تخليص البلاد من سيطرة القواعد الأجنبية، و استرداد الأراضي الزراعية في مصراتة ( مزرعة السويحلي الحالية التي تبلغ مساحتها 30 الف هكتار كانت تملكها عجوز إيطالية- و مشروع طمينه الزراعي كان ملك للايطاليين ) وطرابلس و غيرهما من المناطق و تم توزيع تلك المزارع على الليبين الذين كانوا يعملون لدى أسيادهم إيطاليين، كما شرعت في بناء المساكن، و الطرق، و المدارس في مختلف البلاد.
فتحولت الأكواخ إلى عمارات و الاوديه إلي مزارع ، وتخلص الليبيين من الأمراض المستوطنه مثل ( الحصبة الألمانية ) و شهدت البلاد قفزه كبيرة في مجال التعليم . هذه بأيجاز الخطوات الأولى للثورة الفاتح 1969م .

أما 17 فبراير 2011 م . فمن لحظتها الأولى أعتمدت على التدخل الأجنبي المسيحي الذي طرد من ليبيا في 1969م . ( فرنسا، أمريكا، بريطانيا ) وأنتهجت مبدأ القتل، و التخريب، و التدمير النهب ، و تزوير الحقائق على الأرض، و مشروعها أتضح في ما أعتبر بيان أنتصارها و هو السماح للرجال بالزواج بدون قيود وتنظيم إداري ، كما أدى إندلاع 17 فبراير إلى توقف جميع المشاريع المتعاقد عليها قبل 17 – 2 – 2011 م . و التي تبلغ قيمتها حوالي 130 مليار دولار . حيث تحولت إلى شاهد تاريخي على النهج الذي كانت تسلكه ثورة الفاتح 1969م . و الأنحراف الذي حدث بعد 17 فبراير . كما إن السابع عشر من فبراير فتح الأبواب على مصرعية للتدخل الأجنبي في ليبيا دون أستثناء بما في ذلك دويلات قزميه مثل قطر و الإمارات، و أنتشر الحقد و البغض بين الليبيين و صاروا في حالة نفير دائم و فوضى دائمة و قتل و قتال مستمر . كما بددت الأمول الليبيية و أصول الدولة بشكل لم يشهده التاريخ الليبي من قبل ، و زاد عدد البطالة المقنعة بين الليبيين، و خسرت البلاد العديد من الشباب ، و ساهمت 17 فبراير في تدمير مدن مثل سرت و بني وليد ، وأفراغ مدن أخرى مثل ( تاورغاء، و العوينة، و القواليش ) من سكانها حيث صاروا يعيشون في المخيمات و الأكواخ في مستوى صحي و معيشي غير لائق ، وتسببت في تهجير مليون النصف للخارج ، و سجن أكثر من 12 ألف ليبي و هذا الرقم يتجاوز عدد الفلسطنيين في السجون الأسرائيلية التي تجاوز عمرها في قتل الشعب الفلسطيني 65 سنة .
هذه المقارنة نريد من خلالها وضع الناس أمام منطق الأرقام و الوقائع ، حتى يكون حكمهم على الأمور ينطلق من أسس سليمة و منطقية .

و الله من وراء القصد
ولد الزناتية
15-11 -2012 م

الفرق بين ثورة الفاتح 1969 و 17 فبراير 2011 396642_177759535695070_1180495847_n

لايوجد وجه مقارنة إبداً
فاما بني علي باطل فهو باطل ولا يصح الا الصحيح

الفرق بين ثورة الفاتح 1969 و 17 فبراير 2011

الفرق بين ثورة الفاتح 1969 و 17 فبراير 2011

رد: الفرق بين ثورة الفاتح 1969 و 17 فبراير 2011