"ليس عندك انتماء ولا كفاءة؟ لا تقلق، بوسعك أن تصبح رجلا سياسيا في ليبيا"

نشر أحد أعضاء موقع مدونات ليبية، وهو مشروع مشترك بين فرانس 24 وإذاعة فرنسا الدولية، دليلا ساخرا لتوضيح كيفية إنشاء حزب سياسي وإجراء حملة انتخابية في ليبيا بعد ثورة 2011.

إذا كنت تريد خوض غمار السياسة في ليبيا، عليك اتباع دليل كريم نباتة.
المساهمون

كريم نباته

"انتماءاتك لا تهم كل ما يهم هو أن تتعلم تغييرها بسرعة حسب الظروف"


عزيزي المحتال،

بعد نجاحك في مرحلة "تغيير الجلد"، حان الوقت لكي تجد لك مكانا تحت الأضواء. وسنساعدك في الاستفادة من هذه المنظومة على النحو الأفضل...

هل عندك طموحات سياسية لكنك لا تعرف كيف تنشئ حزبا وتصبح زعيما؟
هل أخفقت في تحقيق أحلامك ولم تحصل إلا على شهادة مصفف شعر أو مصلح تلفزيونات واليوم تريد أن تخوض غمار السياسة؟

ما من مشكلة... كل ما عليك هو أن تتبع التعليمات لكي تصبح سياسيا حقيقيا.

اتبع الدليل...

بداية اعلم أن السياسة الليبية معقدة جدا.

قناعاتك لا تهم، كل ما يهم هو أن تتعلم تغييرها بسرعة حسب الظروف. لذا أنصحك بترك كل مشاريعك الانتخابية وبالتريث لأن الرأي العام الليبي يتغير كل خمس دقائق.

لكن دعنا نبدأ من البداية.

هل تريد إنشاء حزب سياسي دون أن تتوفر لديك إمكانيات؟ هل تحتاج إلى أموال طائلة وإلى من يمنحك إياها؟ لا تبحث بعيدا فعندك الخيار بين حلين:

إما أن تكون لييبراليا وأن تطلب مساعدة رجال الأعمال الليبيين الراغبين في غسيل أموالهم بعد التغير الجذري في البلد.
وفي هذه الحالة، يجب اغتنام الفرصة وإدخال هؤلاء الناس في حزبك، وطبعا مع وعود بتوفير تغطية وواجهة للأنشطة المشبوهة ووعدهم أيضا بمواصلة هذه الأنشطة. لكن ينبغي ألا تنسى أبدا أن هؤلاء هم أساسا رأسماليون وأن هذا سيرسم الخطوط العريضة لحملتك الانتخابية. المشكلة هي أنك إذا ملت إلى هذا الخيار فستنعت بالعلماني.

ولتجنب هذا الفخ، استخدم في خطابك السياسي أقصى قدر من الآيات القرآنية والأحاديث حتى إن لم تكن في محلها.

وإما، وهو الحل الثاني، أن تكون إسلاميا ويستحسن ألا تكون سلفيا وليس صوفيا. والأفضل أن تكون من الإخوان المسلمين فهذه آخر "موضة". وهذا أيضا أجدى من الناحية المادية. لكن بخلاف الليبرالية، عليك أن تتحرك للحصول على الأموال. وأفضل وجهة لذلك هي قطر. فحالما تصل إلى هناك ما عليك إلا أن تعلن أنك من الإخوان المسلمين الأقحاح وأنك كنت دائما مناضلا من أجل هذه القضية. ولا تشغل بالك بما يمكن أن يحصل فيما بعد فهم يطلبون هذا النوع من الناس وستحصل على الأموال اللازمة لحملتك.

نصيحة: انتبه.. عليك التحلي بمظهر يليق بهذا الخيار من لباس وإطلالة وأكسسوارات. وحاول الظهور غالبا بلباس تقليدي (يستحسن الجلابية). لكن إذا كنت من محبي البدلات، فعليك الذهاب إلى خياط لتقصير بناطيلك (يستحسن فوق الكاحل). أمر آخر: لا تضع أبدا ربطة عنق. واختر ألوانا داكنة وحذار من أن تلبس اللون الأخضر. كما عليك أن تطلق لحيتك وأن تحف شاربك. ولا تتطيب أبدا بالعطور الفاخرة، بل اكتف بالعطور العادية التي تباع أمام الجوامع. وينبغي أن تكون المسبحة هي دائما الأكسسوار الذي لا يفارقك.

وحالما تنجح في هذه المرحلة، يصبح بقية المشوار من أبسط ما يكون.

الحملة الانتخابية:

مهما كانت انتماءاتك الجديدة (ليبرالي أو إسلامي)، فيما يلي توصيات لا يمكنك إهمالها في حملتك الانتخابية :

- ينبغي أن تكون سيرتك الذاتية حافلة، احصل على درجة دكتوراه (الأمر بسيط في السوق المحلية أو في بلدان أوروبا الشرقية) واختر تخصصا مبهرا مثل إدارة الأزمات الاقتصادية (اطلع على: محمود جبريل).

- اختر أعضاء لحزبك من بين العائلات المرموقة والقبائل العريقة، فهذا سيمكنك أصلا من الحصول على أحد المقومات الأساسية للعب دور في الانتخابات.

- لا تنسى أن تدرج بعض الوجوه النسائية على ملصقات الحملة.

مع كل تمنياتي بالتوفيق و...

صدقت فيما قلت المهم الديكور و المظهر الخارجي يعني الدزلين اللى انت لابسه مش مهم ان تكون سياسي لا اي حرفة و لكن الاساس يجب ان تكون عميل و بأمتياز و لك باع طويل فى الخيانة و حبذا لو ان لااسلفك تاريخ غير مشرف مثل تعاونهم مع الايطالين او الاتراك فى السابق .

لك الله يا ليبيا

شكلهم صدقتوا ان فيه ديمقراطيه_دور الشارع انتهى من زمان جوكم ليبيين اوروبا وخذوا الحكم قدام اعيونكم

هذه لعبة الديمقراطية المزيفة التي علق عليها الشهيد في الكتاب الاخضر.