ليبيا .. من التضليل الإعلامي إلى التعتيم الإعلامي

و الأن ... لمادا لا يتحدثون عن ليبيا و عما يجرى فيها من إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان و من غياب كلي لأبسط مباديء الحرية و العدالة والديمقراطية بعدما صدعوا رؤوسنا و لأشهر طويلة حول أكاديب و أباطيل ألصقوها ظلما و زورا بنظام الشهيد معمر القدافي ؟
لمادا تتفق اليوم كل وسائل الإعلام الدولية و العربية المرئية و المسموعة و المكتوبة دون إستثناء على عملية الصمت المطبق أمام المشاهد الدرامية التي تأتينا تباعا م
ن ليبيا جراء الفوضى الخلاقة التى إنتشرت فيها بشكل عمودى و أفقي بهدف تقسيم المقسم و توزيع كعكة السم على دول دراكولا العصر الحديث التى لم تشبع و لن تشبع ..؟
لمادا سكتوا عن جرائم ثوار النيتو في سرت و تورغاء و بنى وليد وباقي المناطق الليبية و الإبادة الجماعية و التهجير القصرى لمادا سكتوا عن سجونهم و ممارستهم للتعديب اليومي و للظلم و الإضطهاد ..؟
و الأن ... هل تتدكرون مشاهد الحريق المجهول المكان الدى شاهدناه عبر كل الفضائيات الإخبارية و الدى قيل لنا أنداك أنه ناتج عن قصف الطائرات الليبية للأحياء الشعبية داخل طرابلس و اتضح للجميع في ثاني يوم بشهادة العائدين أن لا قصف حدث بعدها فضلت تلكم الفضائيات التكتم على الأمر وعدم تقديم أي إعتدار لمشاهديها ؟ و هل تدكرون أول المشاهد التي إنتشرت في كل الفضائيات غداة فوضى 17 فبراير.. مشهد القتلي في مستشفي قيل أنه مستشفى بنغازى و اتضح لنا في ما بعد أنها صور من حرب لبنان في مشفي لبناني .. وهل تدكرون أول الصور الملتقطة من داخل الثكنة العسكرية في بنغازى التى أعدم فيها جنود أسرى كانوا مكبلين قيل لنا أن القدافي من أعدمهم و أتضح لنا اليوم أنهم قتلوا غدرا من قبل ثوار برنار ليفي لأنهم كانوا في سباق مع الساعة لسرقة الأسلحة داخل تلكم الثكنات العسكرية بهدف الزحف المسلح على طرابلس من خلال عرض مشاهد الرالي المسلح إعلاميا للتخويف و الدى تم توقيفه في ما بعد في مدينة الزاوية ، في محاولة صارت لنا مكشوفة الأهداف ألا وهي تسليح المنطقة و إدخالها إلى مرحلة متقدمة من طلب التدخل العسكرى من خلال تكالب دول العصابة الدولية المسماة النيتو لضرب ليبيا دولتا و شعبا و نظاما ، حاضرا و مستقبلا بهدف إعادة ترسيم الخارطة العربية في إطار ما سمي بمشروع الشرق الأوسط الجديد .. و هل تدكرون كدبة طابور ال 60 كلم حول مدينة بنغازى و التى إتضح لنا أنها كدبة الفرصة السانحة بهدف التعجيل بالتدخل العسكرى وأن كل مدافع القوات الليبية إدا ما أصطفت وراء بعضها البعض بمسافة قصيرة لن تزيد على طول ال 5 كلم .. و لقد إعترفت المنظمات الأممية أخيرا أن عدد الضحايا في الأحداث الدامية التي شهدتها بنغازى أنداك لم يتجاوز ال 18 شخص معظمهم من القوات النظامية قتلوا على يد ثوار النيتو .. و المشاهد و الأمثلة تبقي كثيرة و ما علينا سوى البحث في الأرشيف ليظهر لنا العكس .
اللعبة اليوم صارت مكشوفة لدرجة أن أغبى الأغبياء يستطيع حل طلاسمها بكل سهولة و يسر لأن كل المعطيات صارت بيده و يستطيع هذا الغبي أن يدرك لمادا إختفت ال 150 مليار دولار مؤخرا من خزينة الأموال الليبية المجمدة بالخارج .. و لمادا توزع كعكة النفط الليبية على فرنسا بنسبة 30 في المئة و على بريطانيا بنسبة 20 في المئة و الباقي تعصيب .. يمكن لهذا الغبي أن يطرح أسئلته على أهل الإختصاص و الفكر لمادا ليبيا تحديدا من أدخلوها في أتون الحرب المدمرة إجتماعيا و إقتصاديا و التى لم تنتهى و لمادا دويلة مثل قطر أصبحت تتحكم في كل صغيرة و كبيرة داخل الجماهيرية العظمى ؟
و الأهم من ذلك على هذا الغبي أن يطرح السؤال التالي : لمادا إنتقلنا من مرحلة التضليل الإعلامي إلى التعتيم الإعلامي ؟
مما تخجل تلكم الفضائيات الإخبارية عن إخبارنا به اليوم بخصوص ليبيا ما بعد عدوان النيتو (المستمر ).. ؟ مما تخجل هذه الفضائيات التى كانت تصنع الحدث بدل نقل الحدث و تصنع الحروب عن طريق الكدب الممنهج و التضليل المفبرك لدرجة الندالة.. الحقيقة التى يجب أن ندركها أنه لو يتم الكشف اليوم عن حقائق التضليل الإعلامي في ليبيا سيؤثر ذلك سلبا عن حقائق التضليل الإعلامي في سوريا و الحرب كما نعلم ماتزال مستعرة في تلكم الدولة اللمانعة ( حفظ الله شعبها و أرضها و نظامها ) .
للأسف الشديد هنالك عدد كبير من الأغبياء الدين يعيشون بين أظهرنا و لقد تبين لنا أن خطر غباء المشاهد العربي أكثر ضرر من خطر التضليل الإعلامي نفسه ( لا تضليل إعلامي من دون أغبياء ) و عليه يجب أن نسعى لتحفيز هؤلائي الأغبياء لطرح الأسئلة و البحث عن الأجوبة بأنفسهم .. أما الدين أخدتهم العزة بالإثم و لا يريدون أن يعرفوا الحقيقية لأنها لا تخدم مصالحهم فأمرهم مختلف عن الأغبياء الدين نقصدهم .
علينا أن نغرد دائما خارج سرب الإعلام العربي و الغربي المضلل الموجه و المتواطؤ و العميل لأن الحرب اليوم هي في الأساس حرب إعلامية قبل أن تتحول إلى حرب عسكرية .. علينا أن نعود للصفحات الأولي من الأحداث .. علينا أن نعود دائما لمسرح الجريمة لكشف خباياها و أسراراها لأن المجرم يعود إليها دائما صامتا أما دورنا فهو أن نعود لها صارخين بأعلى الصوت : لا لسياسة التعتيم الإعلامي بعد اليوم بعدما نجحت سياسة التضليل الإعلامي .
نجاحنا يبدأ من فشلهم و أول خطوات النجاح يبدأ من تتبع كل تضليل إعلامي و كشفه و فضح كل من كان ورائه .
و الأن ... هل فهمتم ماهو دوركم في هذا المنتدى و خارجه ؟

ليبيا .. من التضليل الإعلامي إلى التعتيم الإعلامي 2480365830