إدانة دولية واسعة ودعوات لفرض عقوبات عليها كوريا الشمالية تجري تجربتها النووية الثالثة وتهدد بـ "أقوى"

أجرت كوريا الشمالية أمس تجربة نووية ثالثة أشد قوة من التجربتين السابقتين واستخدمت فيها على حد قولها قنبلة مصغرة، في تحد للأسرة الدولية أثار تنديداً واسعاً، وحذرت كوريا الشمالية من ان تجربتها “ليست سوى مرحلة أولى”، وأنها ستقوم بأعمال “أقوى” إذا تم فرض عقوبات عليها .

وأعلنت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية انه “تم إجراء تجربة نووية ثالثة بنجاح” موضحة أن “هذه التجربة النووية العالية المستوى اتسمت خلافاً للتجربتين الماضيتين بقوة تفجير أكبر واستخدمت قنبلة مصغرة اقل وزناً” . وقالت وزارة الدفاع الكورية الشمالية في بيان إن “التجربة الأخيرة لم تكن سوى التحرك الأول الذي قمنا به بأكبر قدر من ضبط النفس” . وأضافت الوزارة “إذا قامت الولايات المتحدة بتعقيد الوضع عبر عدائيتها المستمرة، فلن يكون امامنا من خيار سوى القيام بعمل ثان أو حتى ثالث أو سلسلة أعمال” . وذكرت الوزارة أن بيونغ يانغ أبلغت بكين وواشنطن مسبقاً بالتجربة النووية .

ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كين مون التجربة النووية معتبرا انها “مزعزعة للاستقرار بشكل كبير” وتشكل “انتهاكاً واضحاً وخطراً لقرارات مجلس الأمن”، بحسب ما نقل عنه المتحدث باسمه مارتن نسيركي . وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن التجربة النووية “عمل استفزازي، لا يجعل كوريا الشمالية أكثر أماناً” داعياً إلى تحرك دولي “سريع” و”ذي صدقية” رداً عليها .

وطالبت لندن ب”رد شديد” من مجلس الأمن، كما أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن “فرنسا ستدعم تحركاً صارماً في مجلس الأمن الدولي” . كذلك انتقد البلدان المجاوران لكوريا الشمالية، اليابان وكوريا الجنوبية، التجربة التي دانتها روسيا أيضاً معتبرة أنها تشكل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي .

وأعربت الصين عن “معارضتها الشديدة” للتجربة وأعلنت وزارة الخارجية في بيان أن “جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية قامت بتجربة نووية جديدة رغم معارضة كامل المجتمع الدولي” من دون استعمال كلمة “إدانة” . لكن الخارجة الصينية استدعت السفير الكوري الشمالي لدى بكين وسلمته “رسالة قوية” أعربت فيها عن “عدم رضائها القوي” إزاء التجرية النووية . ودعت روسيا، كوريا الشمالية الى وقف “أنشطتها غير المشروعة” . كما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان التجربة النووية التي قامت بها كوريا الشمالية الثلاثاء يجب ان تحظى ب”رد مناسب” من قبل مجلس الأمن الدولي .

من جهته، أعلن رئيس وزراء اليابان شينزو ابي أن التجربة النووية تشكل “خطرا كبيرا على سلامة بلادنا وتحديا كبيرا” لتدابير نزع الأسلحة النووية ومنع انتشارها مؤكداً أنه “لا يمكن السماح بها” وأنها “مؤسفة جداً” . ودان حلف شمال الأطلسي “عملاً غير مسؤول” ويشكل “تحدياً لمجلس الأمن الدولي والمجموعة الدولية” . وتوعد الاتحاد الأوروبي “برد حازم” على “التحدي الواضح” الكوري الشمالي .

ودعا وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله إلى عقوبات جديدة . أما إيران فانتقدت التجربة وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست “علينا أن نصل إلى نقطة لا تملك فيها أي دولة السلاح الذري وتدمر فيها كل الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، وأن يكون في الوقت نفسه لكل البلدان الحق في استعمال الطاقة النووية سلمياً” .

ورأت منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية التي تتخذ مقراً لها في فيينا أن التجربة النووية تشكل “تهديداً فاضحاً للسلام والأمن الدوليين” . واعتبرت الوكالة ان التجربة “مؤسفة جداً” وانها “انتهاك فاضح لقرارات مجلس الأمن” .

واستخدام قنبلة مصغرة يثير مخاوف القوى الكبرى لأنه يشير إلى أن بيونغ يانغ باتت تمتلك التكنولوجيا المتطورة التي تسمح لها بصنع قنبلة صغيرة الحجم بحيث يمكن تثبيتها على رأس صاروخ . وفي حال كانت بيونغ يانغ توصلت فعلياً إلى صنع قنبلة مصغرة، فهذا سيحدث تغييراً جذرياً في الوضع

اللهم سلط كوريا الشمالية على امريكا واذنابها