وهطل المطر

وهطل المطر

كم انتظر وانتظر حتى بعد ان صلى لله صلاة الاستسقاء مَن عليه الرحيمُ بخيره ماء المطر
حمد الله وسبح واستغفر من يأسه الذي بدأ بقرارة نفسه يتخلل, لم يكن لديه سوى بضع دراهمٍ اشترى بها بقول القمحِ حتى يعتاش بحلاله الذي اوجد للبشرية اجمع

هذا رزقي لكم يا حياةُ يا بشر لا تيأسوا من رحمتي ,كافر من يأس ولا استغفر ولا لله دعى
وهو المجيب السميعُ
يا اللهُ كم انت رحيمٌ بالعبادِ عبادك المساكينُ الفقراء إليك

الحمدُ لله قالها المسكينُ على نعمة المطر
وعاد مبتسماً ضاحكاً لعائلته وأول داره مادخل حمد الله امام عائلته وكبر وقال لزوجته الله من بالمطر, واصبري معي ولي مسعى إلى ان ينبتَ بقلُ القمح ويينع ويُثمر, سأسعى لجمع الحطب وبيعه مما ترك لي ابي رحمه الله وصباحاً بعد صلاة الفجر سأكون بإذن الله في حقل الشجر

وأصبح الفجرُ وصلى لله وحمد وسبح وكبر
وتوجه ممتطياً حصانه لحقل الشجر
وما وطأة قدماه الحقلَ حتى كاد ان يُغمى عليه من هول ما رأى في حقله ,فهناك من قام بقطع الشجر وسرقته وجمعه ولم يُبقي له أي شجرةٍ من الشجر
حتى تمالك نفسه وعاد أدراجه وهو في غاية الغضب والحيرة ويسال نفسه كيف سأعتاش حتى يُثمر القمح وأبيعه فما كان لدي سوى ان ابيع الحطب , حتى عاد ادراجه خائباً وأفصح لزوجته عن الخبر مما ادى لذهولها ودعائها لله على من قام بمثل هذا العمل
واصبحوا بعد أيام لا دجاج لديهم ..

وأصبح يفكر وإياها كيفية التصرف والعمل من اجل المعاش واقترحت عليه وهي في غاية الحزنِ أن يغزل الحبال ويبيعها ولديها بضع دراهم يشتري بها من ثمن بيع الدجاج الذي كان لديهم... ما يلزم لصنع الحبال للعامة في البلدة التي يقطنون بها وذلك بعد ان تقدموا بشكوى للشرطة التي تابعت موضوع السرقة من حقله الشجر

وبعد مضي اكثر من اسبوع حضر لطرفه احد افراد الشرطة واعلمه انهم قد تمكنوا من إلقاء القبض على اللصوص الذين قاموا بسرقة الحطب خاصته وقاموا بإعطائه المال الذي تبقى معهم من بيع الحطب وتم سجنهم على ما اقترفت ايديهم القذرة التي تعتاش على حساب المساكين الفقراء إليه وهذا بدل السعي للرزق الحلال إلا أمثالهم
السرقة والسجن لاسواه لهم لا مفر....
ولو بعد حينٍ لا مفر

وكم ضرب بالصبر والتحمل في بلدته المثل
ومضت الايام حتى اينع القمح وأثمر وحان موعد حصاده وبالفعل بتيسير الله له هذا المسكينُ قضى حاجته وعائلته مما يلزم لمعاشهم وباعوا القمح وكسبوا المال الذي به زرعوا مجدداً اشتال الشجر الذي على ايدي اللصوص ما بقي له فيه حقله أي شجرة من الشجر

فلا تيأس من رحمة الله واصبر إن الله مع الصابرين و منه التسيير وما بالنا فوق هذه الارض وتحت هذه السماء مصطفين من الله لنا منه المفاز لا مفر لامفر.

منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــول

شكرا لمرورك اخي فهد الخالدي