جدد حياتك في رمضان
صفحة 1 من اصل 1
جدد حياتك في رمضان
ما اجمل ان يعيش العبد في هذه الدنيا
وهو يحصد الخيرات في مواسم الطاعات
فهذا شهر رمضان بإهلاله تفتح أبواب الجنة
وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين
وينبغي على المكلفين من الإنس والجن
المبادرة والمسابقة والمسارعة في فعل الطاعات
وترك المنكرات وهذا الموسم المبارك
فرصة عظيمة لتجديد الحياة بالإيمان والتماس
رضى الرحمن – جل جلاله – والتقرب إليه بالطاعات
ومن أعظمها بعد أداء الفرائض
الحرص التام على قراءة القرآن العظيم
بالتدبر وتحريك القلوب عند قراءته وسماعه
وكان الصحابة – رضي الله تعالى عنهم أجمعين -
إذا اجتمعوا وفيهم أبو موسى الأشعري
يقولون : (يا أبا موسى اقرأ علينا)
فيقرأ وهم يستمعون
وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله تعالى عنه -
قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(اقرأ عليَّ)
فقلت : يا رسول الله
أقرأ عليك وعليك أنزل ؟!
قال: (نعم , إني أحب أن أسمعه من غيري)
فقرأت عليه سورة النساء
حتى أتيت إلى هذه الآية: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا)
قال: (حسبك الآن)
فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان
والأفضل لمن أراد أن ينتفع بتلاوته
لكتاب الله – عز وجل -
أن يختار وقتا يجمع فيه قوة القلب والهمة
على التدبر والتفكر وفهم مراد الله
– تبارك وتعالى – بالآيات
ومن بعد ذلك يتعظ وينتفع
وتتغير مجريات الحياة للأفضل
وقد سطر العلامة ابن قيم الجوزية
- رحمه الله تعالى - كلاماً نفيسا
في كتابه الفوائد عندما
قال : (تأمل خطاب القرآن ؛ تجد ملكاً له الملك كله وله الحمد كله ، أزِمَّة الأمور كلها بيده ومصدرها منه ومرادها
إليه ، مستوياً على سرير ملكه ، لا تخفى عليه خافية في أقطار مملكته ،عالماً بما في نفوس عبيده ، مطلعاً على أسرارهم وعلانيتهم ، منفرداً بتدبير المملكة ، يسمع ويرى ، ويعطي ويمنع ، ويثيب ويعاقب ، ويكرم ويهين ، ويخلق ويرزق ، ويميت ويحيي ، ويقدر ويقضي ويدبر ، الأمور نازلة من عنده دقيقها وجليلها وصاعدة إليه ، لا تتحرك ذرة إلا بإذنه ، ولا تسقط ورقة إلا بعلمه ، فتأمل كيف تجده يثني على نفسه ، ويمجد نفسه ، ويحمد نفسه ، وينصح عباده ، ويدلهم على ما فيه سعادتهم وفلاحهم ، ويرغبهم فيه ، ويحذرهم مما فيه هلاكهم ، ويتعرف إليهم بأسمائه وصفاته ، ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه ؛ فيذكرهم بنعمه عليهم ، ويأمرهم بما يستوجبون به تمامها ، ويحذرهم من نقمه ، ويذكرهم بما أعد لهم من الكرامة إن أطاعوه ، وما أعد لهم من العقوبة إن عصوه ، ويخبرهم بصنعه في أوليائه وأعدائه ، وكيف كانت عاقبة هؤلاء وهؤلاء ، ويثني على أوليائه بصالح أعمالهم وأحسن أوصافهم ، ويذم أعداءه بسيئ أعمالهم وقبيح صفاتهم ، ويضرب الأمثال ، وينوع الأدلة والبراهين ، ويجيب عن شبه أعدائه أحسن الأجوبة ، ويصدق الصادق ، ويكذب الكاذب ، ويقول الحق ، ويهدي السبيل ، ويدعو إلى دار السلام ويذكر أوصافها وحسنها ونعيمها ، ويحذر من دار البوار ويذكر عذابها وقبحها وآلامها ، ويذكر عباده فقرهم إليه وشدة حاجتهم إليه من كل وجه ، وأنهم لا غنى لهم عنه طرفة عين ، ويذكر غناه عنهم وعن جميع الموجودات ، وأنه الغني بنفسه عن كل ما سواه ، وكل ما سواه فقير إليه بنفسه ، وأنه لا ينال أحد ذرة من الخير فما فوقها إلا بفضله ورحمته ، ولا ذرة من الشر فما فوقها إلا بعدله وحكمته، ويشهد من خطابه عتابه لأحبابه ألطف عتاب ، وأنه مع ذلك مقيل عثراتهم ، وغافر زلاتهم ، ومقيم أعذارهم ، ومصلح فاسدهم ، والدافع عنهم ، والمحامي عنهم ، والناصر لهم ، والكفيل بمصالحهم ، والمنجي لهم من كل كرب ، والموفي لهم بوعده ، وأنه وليهم الذي لا ولي لهم سواه ؛ فهو مولاهم الحق ، ونصيرهم على عدوهم ؛ فنعم المولى ونعم النصير ، فإذا شهدت القلوب من القرآن ملكاً عظيماً رحيماً جواداً جميلاً هذا شأنه ؛ فكيف لا تحبه ، وتنافس في القرب منه ، وتنفق أنفاسها في التودد إليه ، ويكون أحب إليها من كل ما سواه ، ورضاه آثر عندها من رضا كل ما سواه؟! وكيف لا تلهج بذكره ، ويصير حبه والشوق إليه والأنس به هو غذائها وقوتها ودواؤها ؛ بحيث إن فقدت ذلك ؛ فسدت وهلكت ولم تنتفع بحياتها؟! )
وهو يحصد الخيرات في مواسم الطاعات
فهذا شهر رمضان بإهلاله تفتح أبواب الجنة
وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين
وينبغي على المكلفين من الإنس والجن
المبادرة والمسابقة والمسارعة في فعل الطاعات
وترك المنكرات وهذا الموسم المبارك
فرصة عظيمة لتجديد الحياة بالإيمان والتماس
رضى الرحمن – جل جلاله – والتقرب إليه بالطاعات
ومن أعظمها بعد أداء الفرائض
الحرص التام على قراءة القرآن العظيم
بالتدبر وتحريك القلوب عند قراءته وسماعه
وكان الصحابة – رضي الله تعالى عنهم أجمعين -
إذا اجتمعوا وفيهم أبو موسى الأشعري
يقولون : (يا أبا موسى اقرأ علينا)
فيقرأ وهم يستمعون
وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله تعالى عنه -
قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(اقرأ عليَّ)
فقلت : يا رسول الله
أقرأ عليك وعليك أنزل ؟!
قال: (نعم , إني أحب أن أسمعه من غيري)
فقرأت عليه سورة النساء
حتى أتيت إلى هذه الآية: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا)
قال: (حسبك الآن)
فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان
والأفضل لمن أراد أن ينتفع بتلاوته
لكتاب الله – عز وجل -
أن يختار وقتا يجمع فيه قوة القلب والهمة
على التدبر والتفكر وفهم مراد الله
– تبارك وتعالى – بالآيات
ومن بعد ذلك يتعظ وينتفع
وتتغير مجريات الحياة للأفضل
وقد سطر العلامة ابن قيم الجوزية
- رحمه الله تعالى - كلاماً نفيسا
في كتابه الفوائد عندما
قال : (تأمل خطاب القرآن ؛ تجد ملكاً له الملك كله وله الحمد كله ، أزِمَّة الأمور كلها بيده ومصدرها منه ومرادها
إليه ، مستوياً على سرير ملكه ، لا تخفى عليه خافية في أقطار مملكته ،عالماً بما في نفوس عبيده ، مطلعاً على أسرارهم وعلانيتهم ، منفرداً بتدبير المملكة ، يسمع ويرى ، ويعطي ويمنع ، ويثيب ويعاقب ، ويكرم ويهين ، ويخلق ويرزق ، ويميت ويحيي ، ويقدر ويقضي ويدبر ، الأمور نازلة من عنده دقيقها وجليلها وصاعدة إليه ، لا تتحرك ذرة إلا بإذنه ، ولا تسقط ورقة إلا بعلمه ، فتأمل كيف تجده يثني على نفسه ، ويمجد نفسه ، ويحمد نفسه ، وينصح عباده ، ويدلهم على ما فيه سعادتهم وفلاحهم ، ويرغبهم فيه ، ويحذرهم مما فيه هلاكهم ، ويتعرف إليهم بأسمائه وصفاته ، ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه ؛ فيذكرهم بنعمه عليهم ، ويأمرهم بما يستوجبون به تمامها ، ويحذرهم من نقمه ، ويذكرهم بما أعد لهم من الكرامة إن أطاعوه ، وما أعد لهم من العقوبة إن عصوه ، ويخبرهم بصنعه في أوليائه وأعدائه ، وكيف كانت عاقبة هؤلاء وهؤلاء ، ويثني على أوليائه بصالح أعمالهم وأحسن أوصافهم ، ويذم أعداءه بسيئ أعمالهم وقبيح صفاتهم ، ويضرب الأمثال ، وينوع الأدلة والبراهين ، ويجيب عن شبه أعدائه أحسن الأجوبة ، ويصدق الصادق ، ويكذب الكاذب ، ويقول الحق ، ويهدي السبيل ، ويدعو إلى دار السلام ويذكر أوصافها وحسنها ونعيمها ، ويحذر من دار البوار ويذكر عذابها وقبحها وآلامها ، ويذكر عباده فقرهم إليه وشدة حاجتهم إليه من كل وجه ، وأنهم لا غنى لهم عنه طرفة عين ، ويذكر غناه عنهم وعن جميع الموجودات ، وأنه الغني بنفسه عن كل ما سواه ، وكل ما سواه فقير إليه بنفسه ، وأنه لا ينال أحد ذرة من الخير فما فوقها إلا بفضله ورحمته ، ولا ذرة من الشر فما فوقها إلا بعدله وحكمته، ويشهد من خطابه عتابه لأحبابه ألطف عتاب ، وأنه مع ذلك مقيل عثراتهم ، وغافر زلاتهم ، ومقيم أعذارهم ، ومصلح فاسدهم ، والدافع عنهم ، والمحامي عنهم ، والناصر لهم ، والكفيل بمصالحهم ، والمنجي لهم من كل كرب ، والموفي لهم بوعده ، وأنه وليهم الذي لا ولي لهم سواه ؛ فهو مولاهم الحق ، ونصيرهم على عدوهم ؛ فنعم المولى ونعم النصير ، فإذا شهدت القلوب من القرآن ملكاً عظيماً رحيماً جواداً جميلاً هذا شأنه ؛ فكيف لا تحبه ، وتنافس في القرب منه ، وتنفق أنفاسها في التودد إليه ، ويكون أحب إليها من كل ما سواه ، ورضاه آثر عندها من رضا كل ما سواه؟! وكيف لا تلهج بذكره ، ويصير حبه والشوق إليه والأنس به هو غذائها وقوتها ودواؤها ؛ بحيث إن فقدت ذلك ؛ فسدت وهلكت ولم تنتفع بحياتها؟! )
سفانة-
- الجنس :
عدد المساهمات : 7928
نقاط : 19406
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا:
مواضيع مماثلة
» دعاء يحول حياتك الي جنة
» اليوم 17 رمضان ذكرى الثالثا استشهاد عائلة رمضان ابوعميد الورشفاني
» سيطر على حياتك
» دعاء يحول حياتك الى جنة بإذن الله
» سيطر على حياتك
» اليوم 17 رمضان ذكرى الثالثا استشهاد عائلة رمضان ابوعميد الورشفاني
» سيطر على حياتك
» دعاء يحول حياتك الى جنة بإذن الله
» سيطر على حياتك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 0:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» غائط القرن
السبت 4 مايو - 0:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحلاس الصّهينة
الأحد 7 يناير - 7:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» النفير المقدس
الخميس 4 يناير - 1:50 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى شيوخ ومثقفي الخليج
الأحد 31 ديسمبر - 17:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» .سجل حضورك ... بصورة تعز عليك ... للبطل الشهيد القائد معمر القذافي
الإثنين 25 ديسمبر - 17:43 من طرف chlih
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:07 من طرف علي عبد الله البسامي
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» عملاق الردى
الأحد 24 ديسمبر - 17:15 من طرف علي عبد الله البسامي
» إجرام الغرب
السبت 16 ديسمبر - 16:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» فضبدة الخذلان
الجمعة 8 ديسمبر - 9:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» شرف المقاومة
الأحد 3 ديسمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» زمرة العز في زمن الهوان
السبت 2 ديسمبر - 13:22 من طرف علي عبد الله البسامي
» دليل التّردِّي
الثلاثاء 28 نوفمبر - 0:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» الخذلان المذل
الأحد 26 نوفمبر - 11:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحرارُ الخَلَف
الخميس 23 نوفمبر - 17:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» وثبة الابطال في اليمن
الأربعاء 22 نوفمبر - 17:11 من طرف علي عبد الله البسامي
» هان العرب
الأربعاء 22 نوفمبر - 6:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:03 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:02 من طرف علي عبد الله البسامي