الجمود العسكري في ليبيا يقلق النواب الفرنسيين

تزداد العملية تعقيدا يوما بعد يوم بالنسبة للتحالف

فبعد أن أعلنت نرويج انسحابها يوم 10 يونيو، ها هي عودة حاملة الطائرات الفرنسية الوحيدة ،" شار ل ديغول"، إلى ميناء مدينة " تولون" لقضاء عدة أشهر للفحص الفني والصيانة . ويضاف إلى ذلك التوتر الناشئ داخل المتمردين ومجلس العار في أعقاب اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس.

عدة تساؤلات حول مجلس الانتقامي

بعد أن أعلن الغرب مرارا وتكراراً عن رحيل القذافي، إلا أنه ما زال قويا حيث أعلن عن طريق نجله يوم الخميس بأن بعض الإسلاميين المقربين من المتمردين وافقوا على دعم موقفه. وقد أشار السيد برنار كازاناف، النائب في الحزب الاشتراكي وكاتب لجنة شؤون الدفاع بالجمعية الوطنية الفرنسية، يوم 12 يوليو الماضي، إلى نقاط ضعف في الأسلوب الذي تتخذه فرنسا في هذا التدخل العسكري. وفي رد على سؤال الصحفية، أشار النائب إلى "الخطأ" الذي شكله اعتراف فرنسا بمجلس الانتقامي دون مشاورة الدول الأوربية الأخرى.

ويطالب النائب " برنار كازاناف" باسم كتلة الحزب الاشتراكي في الجمعية الوطنية الفرنسية بفتح نقاش في سبتمبر المقبل للوقوف على النتائج الفعلية للتدخل العسكري في ليبيا. ويصر على إيضاح كيفية التوصل إلى حل مع القذافي. وهو حل يتطلب إلى تكثيف الحوار مع كافة الأطراف المعنية بما فيها جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي.


ويرى السيد " أزيل بونياتوسكي Axel Poniatowski "، نائب عن الحزب الحاكم ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية، أن الصورة التي برز بها مجلس الانتقامي منذ عدة أيام هي من المعطيات المقلقة. وأضاف قائلا: " هناك حاجة ملحة للحصول على توضيحات حول حقيقة القاسم المشترك بين المتمردين الليبيين".


النواب الشيوعيون يطالبون بتكوين لجنة التحقيق

أوضح النائب الشيوعي، جان جاك كانديليي Jean-Jacques Candelier ، كاتب أيضا بلجنة شؤون الدفاع بالجمعية الوطنية الفرنسية ، بأنه طالب يوم الجمعة بتكوين لجنة التحقيق حول العملية العسكرية في ليبيا. معتبرا بأن حماية المدنيين ما هي إلا "ذريعة" وبأن الدولة لم تقل للفرنسيين حتى الآن الهدف الحقيقي من العملية العسكرية في ليبيا. وهو بذلك يدعم المقولة الشهيرة للمفكر العسكري النمساوي، كارل فان كلوفيتز Carl Von Clausewitz : " الحرب ما هي إلا استمرار للسياسية بوسائل أخرى" ويعتبر هذا اتهام لنيكولا ساركوزي في تدخله العسكري باتباع " سياسة ساخرة خدمة لقوى الأثرياء (الممولة للحرب).


وتزعج مبادرة الشيوعيين السيد أزيل بونياتوسكي Axel Poniatowski النائب عن الحزب الحاكم ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية حيث قال : " الشيوعيون صوتوا ضد التدخل العسكري في ليبيا ولا يعرفون كيف يتخلون عن هذا الموقف. ويتساءل النائب قائلا: هل موقفهم ذات صلة بقضايا حقوق الإنسان أو يدعمون القذافي بصورة غير مباشرة"؟.


(نشر المقال بصحيفة اسبريس الفرنسية بتاريخ 05/8/2011م بقلم جينو ديلماس Gino Delmas )
8/8/2011