آخر ما سمِّيَ عربيا كان ربيعا و لم يكن وطننا

آخر ما سمِّيَ عربيا كان ربيعا و لم يكن وطننا
لازلنا نقول أننا عرب، حتى الرّبيع قالوا عنه عربيا، وبرغم الرّبيع والعروبة المضافة إلية... أو قل عليه تعالت أصوات في جغرافية الرّبيع المضاف علينا تنكر عنها العروبة ، ففي عِزبة العرب أنبت الربيع بذور ما تحت التّربة إذ اهتزت وربت و غطّت شعاع الشمس فما عاد لنا من ضوء نفعّله في العتمة ، فاصفرّت وجوهنا وطالت لحانا، نحن من نزعم أنّنا عرب، فانتفضنا على أنفسنا، ليس كالكلاب درء البلل أو الدّرن ولكنّنا سعرنا فأكل بعضنا بعضا ، ليس من جوع ولكن من شدّة المرض ،ففي نفوسنا المرض أين تلاقت المتناقضات في انسجام تام ، أخوّة ما لها من نظير من محبّة و كراهية لأمّة العرب ، حبّ هداّم أثاره ربيعهم فينا و من فرط حبِّنا للحياة قتلنا أنفسنا و هدمنا دورنا و استعصمنا بالآخر أن يعيننا إن جبُنّا فلبّى ، و في نفوسنا اعتملت مشاعر عن الدين إذ دعانا إلى الجهاد فجاهدنا متدينون مثلنا هم أهلنا وعشيرتنا و بني قومنا عسانا ندخل الجنة سباحة في لجج من دماء قتلانا، هم أنفسنا و أهلينا ، هكذا قلنا و الوطن لا يعنينا فالأرض كوكب تابع للشمس و نحن إذ نبيعه أو نتصدق به نكون قد صدقنا لبلفور وعدا فالموعودون أبناء عمِّنا مقامهم كإخوتنا و نحن زاهدون في الأرض الفانية ذاهبون إلى الجنة فما نفع وطن، وسيشهد التاريخ أن آخر ما سمِّيَ بالعربي كان ربيعا و لم يكن وطننا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حموده العربي