مادا نفهم من كل هذه الأحداث الأخيرة في ليبيا..؟

من الغباء ومن السداجة أن نصدق أن الخير سيأت إلى ليبيا من قبل عملاء النيتو سواء أكانوا سياسيين أم مسلحين .
نفاق الغرب و الأعراب في التعامل مع الأزمة الليبية اليوم التي كانوا هم  السبب الرئيسي في وقوعها و توسعها لا يجب أن ينطلى على أحد منا ، لأن الغرب الدي سمح للمسلحين الإرهابيين في سوريا بتصدير النفط خارج الشرعية و الدولة الرسمية هو نفسه الغرب الدى يتخدموقفا معاكسا بخصوص تصدير النفط من قبل ميلشيات برقة خارج الدولة.
المعايير الإزدواجية للغرب ليست جديدة علينا ، لكن الغريب هو أن نبقى نتبع الخبر دون تحليله من جميع جوانبه الخفية ، و دون العودة إلى أصل الحدث بعيدا عن تداعياته  و نتائجه الكارثية .
الصراع على النفط كان هو السبب الرئيسي لعدوان النيتو و الصراع على السلطة اليوم إنعكاس للصراع الأول و كل يغنى على ليلاه ، بمعنى أخر الهدف الرئيسي للعدوان علي ليبيا كان هدفا إقتصاديا و سياسيا بدأ بتجميد الأموال الليبية ( حوالي 160 مليار دولار لم نسمع عنها شيئا ) و إنتهى بهذا الصراع على تقاسم الثروة و المغانم بين الميلشيات المتناحرة في ما بينها و التابعة كل منها إلى دول بعينها .
لنعود في الأخير إلى أصل الحكاية التي حدثنا عنها دات يوم الدكتور سيف الإسلام القدافي ـ أطلق الله سراحه ـ في بداية الأحداث و من دون حتى أن نغرق في التفاصيل لأن الشيطان يسكن في التفاصيل .
أما التراشق الكلامي بين السياسيين والتقادف المدفعي بين الميلشيات المسلحة فهو مجرد تحصيل حاصل .. و الباقي هو الدي يهمنا .
الدي يهمنا هو كيف يفكر و يخطط الأسياد ..؟
ثوار النيتو المنتمين لما يسمى بدرع ليبيا تابعين لدويلة مصراتة و دويلة مصراتة تابعة لدويلة قطر و دويلة قطر تابعة للو م أ و هي قاعدة أمريكية في الفصل دون الأصل و هي اليوم في أمس الحاجة لهذا السيد في وجه تهديدات السعودية ، المؤتمر اللاوطني منقسم بين التبعية لقطر و التبعية لفرنسا ، علي زيدان صنيعة ألمانية و برنار ليفي مخرج صهيوني .. دويلة الزنتان خارج التغطية أما الشرق فينتظر في هبوب عاصفة هوجاء قادمة من الغرب .. أما باقي الميلشيات المسلحة المسيطرة علي مناطقها بقوة الحديد و النار كل يغرد خارج سرب ليبيا الوطن .. فما الدي تنتظرونه من هكذا أشكال و أفعال ..؟
يجب أن نفهم أن ليبيا موضوعة تحت الإشراف الدولي و هذا ما تم التأكيد عليه مؤخرا المؤتمر الدي عقد بروما بخصوص ليبيا ، ليبيا اليوم بلد مستباح بلا سيادة و لا حرية و لا عدالة و لا تقدم و لا نمو و لا هم يحزنون .
قطر في حاجة إلى دور لها في ليبيا و أرض تدرب عليها مجموعاتها الإرهابية قبل إرسالها إلى سوريا ، فرنسا بحاجة لنفس الأرض التي تطل على البحر المتوسط بقصد تأصيل تمددها في الساحل الإفريقي  للحفاظ علي مصالحها أمام المد الإمريكي و الصيني ، تركيا يهمها السوق الليبي لتعويض ضررها الإقتصادي نتيجة الحرب في سوريا ، باقي دول عصابة حلف النيتو في صراع مستمر للإستحواد على حصتهم من كعكة النفط الليبي ، أما حكام ليبيا الجدد فأخر همهم مصلحة الشعب الليبي .
و عليه  بات مؤكدا أن كل ما يحصل اليوم في ليبيا مُخطط له ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد في ظل حكم الفوضى الخلاقة و أن الأسياد قرروا أن يمددوا هذه الفوضى سنتين إضافيتين .
لكم الله يا شرفاء الجماهيرية .