قراءة في المشهد

أمريكا تتخبط في ليبيا . وهذا واضح من خلال الزيارات والأجتماعات التي تعقدها سفيرتها وجولاتها المكوكية والتي تحاول من خلالها ارسال رسالة تفيد بأنها تمسك أطراف اللعبة . وأيضا في محاولة لاختراق المناطق والقبائل والتيارات المختلفة .
أمريكا تتخبط في ليبيا . حيث سياساتها تحت ضغوط كبيرة دولية وأقليمية ومحلية تجعلها تعيش في هاجس الخوف من فقدان دورها في ليبيا كأخر منطقة مهمة في شمال أفريقيا وأخر محطات مؤامرة الربيع العربي .
..
الضغوط الخارجية :: تكمن في صعود القطب الروسي وتحقيقه لنجاحات كبيرة مما أعاد جسر الثقة بينه وبين شعوب المنطقة التي أصبحت محتقنة من التدخل الامريكي السافر في شئونها وفرض سياساته . وهذا قد يدفع المعسكر الشرقي للتعامل مع المشهد الليبي بأكثر أيجابية من خلال التواصل مع الأطراف التي تريد التغيير بعيدا عن عباءة الغرب .
..
الضغوط الاقليمية :: تكمن في الدولتين المحوريتين الجزائر ومصر . حيث صمود الجزائر وتجاوزها للأنتخابات الرئاسية بدون أي توتر في الشارع . ممايجعلها تتجه للأستقرار السياسي والأمنى الذي سيدفعها للنظر بجدية للخطر القادم من خارج حدودها وبالتحديد من ليبيا . ويجعلها تفكر في الحد منه بالتعاون مع القوي الاقليمية والدولية . وهذا سيشكل ضغط على أمريكا التي كانت تريد ألهاء الجزائر في مشاكل داخلية .
أيضا مصر تتجه نحو الأنتخابات الشبه محسومة للمشير السيسي المدعوم شعبيا . مما يؤكد أستقرارها سياسيا . ليكون بعدها تعاطيها مع مختلف القضايا بجرأة أكبر وفاعلية أكثر وخصوصا مصدر الخطر وهو ليبيا . وحتما سيتوج بتقارب مصري جزائري روسي سيشكل ضغط بدون شك على مستقبل الدور الأمريكي في ليبيا وفي المنطقة برمتها .
..
أما الضغوط المحلية :: ففشل أحتواء القاعدة الجماهيرية طيلة السنوات الماضية رغم محاولاتهم المتعددة والتي أخذت أساليب مختلفة منها المطاردة والترهيب والضغط الدولي والتشويه وأهمال وضع المهجرين المزري المتعمد من قبل كل المنظمات الأنسانية . وكذلك التغاضي على تداول أوضاع السجناء . والضغط على بعض الدول لتسليم بعض قيادات النظام الجماهيري .وأرتفاع معدل الجريمة . ودعم الأرهاب .
وأحيانا أخذت أسلوب الأغراء والترغيب بالدفع ببعض المبادرات والحوارات والمصالحات والتواصل مع بعض القيادات . والزيارات لمخيمات اللاجئين لأرسال رسالة مفادها أن الغرب قد يشرف على أعادتهم وحمايتهم شرط أن يكونوا تحت السلطة الفبرايرية .
..
ولكن الصمود الأسطوري لأنصار النظام الجماهيري ورفض الخضوع والتعاطي مع كل تلك الأساليبب جعل السياسة الغربية عامة والأمريكية خاصة تتخبط خوفا من أنفجار الداخل فجأة وتغيير المشهد مثل ماحصل في 30 يونيو بمصر . أو دخول قوة أخرى أقليمية أو دولية على الخط والتعامل مع القاعدة الجماهيرية الكبيرة لأحداث تغيير في المشهد .
لذلك عملت الأدارة الأمريكية على تقوية التنظيمات الأرهابية لتكون رادع لأي تحرك شعبي مفاجئ . ولتطيل الزمن الذي قد تستفيد منه الأدارة الأمريكية للسيطرة على الموقف . بالتلويح بالتدخل تارة . وتسريب أن ليبيا مازالت تحت الفصل السابع لأخافة أي طرف يفكر في التحرك . وأحداث بعض المشاكل بين بعض التنظيمات والمليشيات لأشغال الرأي العام بعيدا عن التفكير في التغيير الجذري للمشهد .
..
لكل ماسبق . فأن السياسة الغربية تتخبط وتتوجس من القادم في سباق مع الزمن . لأيجاد مخرج يحفظ ماء الوجه في أخر محطات مؤامرة الربيع العربي . والذي في نهايته سيجبر أمريكا على تغيير سياساتها . والأعتراف بالطرف الأقوي الذي حتما سيحسم المعركة قريبا وفق كل المعطيات والمؤشرات . وستضحي أمريكا بالعديد من بيادقها وعملائها لتكون مقبولة في المرحلة القادمة ... الفــــــــــــــارس

اللهم آمــــــــــين لهــــــذه التقديرات يا أخى الفارس ، وعندها سيكون الله تعالى قد أنصف الحق ونصر المظلومين بأن إستجاب لدعائهم ، ودحر الظلم والظالمين ليعتبر من أراد أن يعتبر ... وهنا أنصح المقاومين الشرفاء أن يتخذوا من هذه التوقعات مشعلا وتعدَ على ضوئه خارطة الطريق ، وحث الهمم للسرعة فى التنفيذ .

اظافة واقعية
امريكا واقعة بين خديعة الاخوان وارهاب القاعدة  فهي تقوم بتحيير الاخوان ولكنها تصطدم بالقاعدة ،ولم تستطع امريكا فهم ان القاعدة والاخوان هما وجهان لعملة واحدة ينبعان من مصرد فكري واحد هو فقه السجون من ابن تيمية الى المودودي الو ابن عبد الوهاب الى سيد قطب
ويوجد تناقض عقائدى داخل القاعدة فهي لا تستطيع الجهر بصداقة امريكا بينما هي ترغب فى الاعتاماد ععليها .
وغاب عن امريكا ان الليبيين محصصون ثقافيا ضد الفكر الاخواني والتكفيري الظلامي.
وتم خديعتها ايضا بسيطرة الاخوان والقاعدة على السلطة والسلاح في ليبيا, ولهذا فهما يسيطران بالخديعة الاخوانية والارهاب القاعدي
-----------------------
على المستوى الاستراتيجي لا يمكن التحالف الا مع شركاء المصالح والمصير
امريكا تحرص على استمرار ليبيا شوكة في خاصرة مصر وسبب اساسي لزعزعة امنها واستقرارها ، ولهذا لن تالو جهدا في تثبيت حكم الاخوان في ليبيا
من ناحية اخى :  لا يمكن اغفال ان السعودية وقطر والامارات والاردن والمغرب هي ضرائر لرجل واحد , وبالتالي لا تنخدعو بتوزيع الادوار لانه لا يستطيع احدهم اغضاب رجلهم امريكا
يبقى التحالف الحقيقي مع القطب الشرقي في روسيا والصين والهندوالقمقم الافريقي في الاتحاد الافريقي