بين انحطاط الاخلاق وتزوير الحقائق

من طرف الشابي الخميس 10 يوليو - 9:27

اسعد زهيو … يكتب
مـسـلـسـل دراجـنـوف
بين انحطاط الاخلاق وتزوير الحقائق

ثبت احدى الفضائيات الليبيية هذه الايام مسلسل اختارت له من الاسماء اسم بندقية القناصة الروسية الدراغنوف اشارة الى القتال والمعارك وسيل الدم الذي نزف من جبين الوطن في عام 2011 و في الحقيقة لم اكن متابع لهذا المسلسل ولا لغيره مما يداع على فضائيات ليبيا الجديدة وما اكثرهم، لعدم وجود مهنية اعلامية وخطاب عقلاني صادق ولكثرة الهرج والمرج في هذه الفضائيات الا انه كثر الحديث عن هذا العمل وما يحتويه من مغالطات تاريخية جسيمة في حق الوطن وشعبه ما دعاني لمتابعة كافة الحلقات من على شبكة المعلومات الدولية وقد استهليت المتابعة من الدعاية التي نشرت على هذا العمل في بعض الفضائيات واصفتاً إياه بالعمل الدرامي الكبير الذي ينافس الدراما السورية والمصرية !!!

في كل الاحوال تابعت هذا العمل الدرامي، وانا لست بناقد ادبي او فني او سينمائي ولكنني كمشاهد عادي تابعت هذا المسلسل وبطبيعة الحال تابعت غيره من الاعمال العربية وكذلك الليبيية الامر الذي يجعلني قادر على التمييز بين العمل الدرامي الجيد وبين مجرد المحاولة وما نحن بصدد الحديث عنه لا يعدوا كونه محاولة ومحاولة ضعيفة وركيكة جداً هذا من حيث التقييم الفني و هذا ليس جوهر الموضوع فكل ما قدمه الاعلام الليبي على مدى الثلاث سنوات الاخيرة هو صفر على الشمال فهذا العمل لم يكن استثناء .

ان ما دعاني لتسليط الضوء على هذا العمل هو انحطاط الاخلاق وضياع القييم وتصوير المجتمع الليبي بالمجتمع المنهار اخلاقيا والمتفكك اجتماعيا وتصوير الفتاة اليبيية على انها سلعة رخيصة في متناول الجميع وان الانحلال والضياع هي السمة الابرز في تكوينها، وان الليبيين قبل غيرهم يعرفون جيدا ان هذه مغالطة كبيرة وغير صحيحة وان السمة الابرز للفتاة الليبية كانت الحشمة والاحترام والالتزام بتعاليم الله عز وجل وان نسبة المحجبات في ليبيا تفوق كل البلدان في العالم الاسلامي وهذا ما لم يبرزه العمل الدرامي الكبير!!! واظهر كل فتياتنا بلا غطاء الرأس وهذا لا ينفي وجود حالات شادة في المجتمع الليبي، ولعل ما يؤكد هذا الحديث انهم لم يجدوا من تقوم بهذه الادوار من الليبييات حتى على سبيل التمثيل وان كل الفتيات الممثلات في هذا العمل هم من الشقيقة تونس وهذا لا يسيئ لتونس كبلد عربي اسلامي على اي حال .

الامر الاخر الذي وجب الحديث حوله هو الاساءة لمنظومة النظام الذي كان قائم في ليبيا وتصويره ايضاً بالنظام القمعي والمستبد والفاسد وهذا ليس بغريب على من سولت له نفسه استخدام شرف بناته وعرضهن وطالب بالتدخل الاجنبي لتدمير وطنه والنيل من مقدراته وثرواته كما هو حاصل الان، وان هذه الحيل الجبانة والرخيصة ليست بجديدة فبها استهل انصار فبراير كذبتهم وعلى اساسها عملت الميكنة الاعلامية الغربية الناطقة بالعربي كالجزيرة وغيرها لتحصد الخيبة و تجني المسبة وان هذه الاكاديب لم تعد تنطلي على الشعب الليبي الذي افاق من سباته ولا على الشعوب العربية التي كشفت خيوط المؤامره وزيفها وان الحق يعلو ولا يعلى عليه .

اسعد محسن زهيو – Asaad . M . ZAHIO

الحركة الوطنية الشعبية الليبية