ﺭﺣﻞ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ..

ﺑﻘﻠﻢ ﻋﻤﺎﺭ_ﺍﻷﺷﻮﻝ , ﺍﻟﻴﻤﻦ .
-------------------------------

ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻣﻲ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ، ﺍﻟﻤﻠﻲء ﺑﺼﺎﻻﺕ ﺍﻹﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻔﺨﻤﺔ، ﻭﺍﻟﺴﺮﺍﺩﻳﺐ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ، ﻭﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ، ﻭﺍﻟﻘﺼﻮﺭ، ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻡ، ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻘﺮ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺮﻣﺰ ﻟﻠﺘﺤﺪﻱ ﻭﺍﻟﺸﻤﻮﺥ ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎء، ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﻛﺴﺮﻩ ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ ﺍﻝ ﺇﻑ ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﻭﺻﻮﺍﺭﻳﺦ ﺍﻟﺘﻮﻣﺎ ﻫﻮﻙ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻄﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻋﺮﻭﺱ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ؛ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺁﺛﺮ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ .

ﻟﻢ ﺗﻐﺮﻳﻪ ﺳﹹﻠﻄﺔ ﺃﻭ ﺟﺎﻩ ﺃﻭ ﻣﺎﻝ، ﻟﻢ ﺗﻬﻤﻪ ﺍﻟﻨﻮﻕﹺ ﻭﻏﺰﺍﺭﺓ ﺣﻠﻴﺒﻬﺎ، ﻭﻟﻢ ﺗﺜﻨﻴﻪ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﺮﻑ ﻋﻦ ﺧﻮﺽ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﺮﻑ، ﻟﻘﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻭﺳﻠﻜﻬﺎ ﺑﻘﺪﻣﻴﻪ، ﺩﻭﻥ ﺗﺮﺩﺩ ﺃﻭ ﺧﻮﻑ ﺃﻭ ﺣﻴﺮﺓ، ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻣﺔ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺍﻟﻤﺄﻭﻳﺔ، ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺑﹽﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺵ ﻋﺎﺟﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺮﺑﻊ ﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻭﻧﻈﺮﺍﺋﻬﻢ، ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺑﻰ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺑﺸﻤﻮﺥ ﻭﺗﻌﻴﺶ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺑﻌﺰ ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ .

ﻓﺎﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﺟﺐ ﻣﻘﺪﹼﺱ، ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺗﻪ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻪ، ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺨﻀﻊ ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻨﻜﺴﺮ ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻬﻮﻥ، ﻭﻛﻤﺎ ﻋﺎﺵ ﺣﺮ؛ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﺣﺮ .

ﻫﻜﺬﺍ ﻫﻢ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎء ﺩﻭﻣﺎ .. ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﺮﻏﻴﺪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﻬﻴﺎﻧﺔ، ﻻ ﻳﺤﺒﹽﺬﻭﻥ ﺍﻟﺴﹹﻠﻄﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺔ، ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺑﺎﻷﻭﺍﻣﺮ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻭﻛﻴﻔﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ .

ﺃﺑﺎ ﺍﻟﺴﻴﻔﺎﻥ .. ﻟﻘﺪ ﺭﺣﻠﺖ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ؛ ﻟﻜﻨﻚ ﻳﺎﺳﻴﺪﻱ ﺣﻲﹼﹸ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻫﻨﻴﺌﺎ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ، ﻭﻫﻨﻴﺌﺎ ﻟﻨﺎ؛ ﻷﻧﻚ ﻧﺒﺾ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ .

ﻋﻤﺎﺭ ﺍﻷﺷﻮﻝ , 13 / 7 / 2014ﻡ