ياسمين الشيباني:ليبيا وشبح التقسيم

لم يعد خافيا علي أحد أن أطرافاً معينة تعمل لهذا الامر ومصلحتها في أن تشجع على إعادة تقسيم ليبيا الي دويلات و أن ما حدث ولا زال يحدث من أقتتال ينصب ضمن أجندة مايسمي بثورة فبراير وماهذه الفوضي الا لعبة قذرة تقوم بها ميليشيات مسلحة لبسط سيطرتها علي مراكز القوة وتثبيت موقعه علي الارض في سياق التسابق علي من يحكم الاخر ويوجهه حيث يريد. يشهد العالم او ما تعارف علي تسميته ب”المجتمع الدولي” وعلي رأسه الأمم المتحدة بكل المنظمات الانسانية والحقوقية المنضوية تحتها علي هذا التقسيم الذي تسير اليه دولة مهمة جغرافيا واقتصاديا كليبيا دون أن يحرك ساكنا متجاهلين كل التبعات الوخيمة لاستمرار هذا الوضع المأساوي ليس علي ليبيا فقط بل وعلي كل الدول المجاورة لها سواء في افريقيا او حوض البحر الأبيض المتوسط. وفي المقابل نجد دولة بقوة المملكة المتحدة بمقاطعاتها الأربعة تواجه اليوم مصير التقسيم بانفصال إسكتلندا عن التاج ترتعش حكومتها وملكتها رعباً وخوفا من احتمال الاستقلال عنها بحسب الاستفتاء الذي سيفر نتيجته قريبا ويطلقون المناشطات والدعوات المطالبه بعدم الانفصال عنهم .. ليسخر القدر بتقلباته العجيبة بدولة كان لحكومتها دورا مهم وكبير في ماحدث في ليبيا منذ فبراير 2011 وكان لهم طورا في التلاعب بخريطة العالم من خلال استعمارهم لدوله بالتقسيم وبث الفتن والنزاعات.

ووسط الوضع الذي يعصف بليبيا يأتي الرد العربي ضعيفا مهزوزا بحضور خجول لبعض وزراء لدول العربية الي ليبيا لمناقشة الحالة الليبية امام مخاوف من تفاقم الوضع الذي يحتمل الانفجار لوضع أسوأ ليس علي ليبيا فقط بل علي دولهم في محاولة بائسة بتأكيدهم للدعم العربي لليبيا. اجتمع هؤلاء مع من ما أسموه برئيس مجلس النواب الليبي (البرلمان) الذي هو في الأصل فاقد للسيطرة علي العاصمة وفاقد لزمام الامر وعلي راي المثل الليبي ( مو عارف كوعه من بوعه ) و مع هذا يتجرأ ويستبعد التقسيم لبلاد هو فاقد لنصف مدنها ومناطقها و يدعي أن البلاد ستعود قوية وستبقى مُوحَّدة بفضل الدعم العربي و الغربي من أصدقاء وقفوا معهم منذ فبراير 2011 مدعين انهم الأقدر علي قيادة البلاد و أنه لا مكان للكيانات في ليبيا لأنها غير شرعية المتمثلة في المليشيات المسلحة معتبرا أنه الممثل الشرعي وانه البرلمان المنتخب بإرادة الشعب الليبي . ليطرح تساؤل منطقي عن كون هذا البرلمان تم انتخابه وفقا لإرادة الشعب الليبي في حين ان هناك مايزيد عن اكثر من مليوني ليبي خارج ليبيا. يدعي هذا البرلمان انه قادر على تجاوز الأزمة التي تعيشها البلاد والحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا. عجيب ذلك البرلمان ليمتلك كل هذة القدرة علي تجاهل الواقع وهو يطلق مثل هذه التصريحات اتعتقد لوهلة انه يقصد بلاد اخري وانك تعيش في ارض غير ذات الارض. اعذروني ياعرب ويأيها الوزراء الذين تتقاطرون علي طبرق المقر الحالي المنفي والمطرود من عاصمة دولة يدعي انه يمثلها امام العالم لقد كان حريا بكم التصدي لكل ما يحدث الان في ليبيا جارتكم لو كانت قرأتكم لحرب الناتو ضد الراحل القذافي عامة2011 مختلفة … فأنتم بمساندتكم لحرب الناتو وفرضه لفبراير إسهمتم فيما آلِ اليه حال ليبيا وشعبها اليوم . يا عرب منكم من وقف يتفرج ودولة عربية تقصف ويدمر جيشها وبنيتها التحتية لأكثر من ثمانية أشهر ومنكم من دعم عملاء الناتو في العلن ومنكم من دعمهم في الخفاء رغم تنبيه ومناشدة القيادة الليبية لكم في حينها من مغبة ذلك و من مغبة مانحن فيه الان .. فدول الجوار اليوم كثر فيها السلاح والمخدرات ودواعش العصر الذين دخلوا إليكم عن طريق ليبيا وقتلوا ابنائكم العاملين في ليبيا مرات ومرات وبثواالفوضي في كل مناطق الجوار ..فتقسيم وطني ستقسم معه أرواح كانت متألفة بسبب أطماع حفنة في السلطة وتقسيم ليبيا. ستقسم معه سنوات من الجهد والعمل لتبقي ليبيا دولة ذات سيادة وثقل علي الصعيدين العربي والإفريقي والدولي. التقسيم قصة شيطانية اتبعها الغرب لرسم خارطة شرقه الأوسط الجديد، وماانتم أيها العرب الا مجرد شريحة من الشطرنج يلعبون عليها كيف ماشاءوا. هاهم ممن تبقوا من مرتزقة الربيع العربي وكانوا بالأمس القريب في نظركم ثوارا يحاربون الطغيان هاهم يرتدون العمامة الداعشي وتصفونهم بالإرهابيين الذين يقتلون ويفجرون أينما حلو فمن يزرع الأشواك يحصد الدماء والجراح …

فاعذروني تأخرتم كثيرا وماحدث الان في أرض ليبيا من صنعكم ولعنة أرواح زهقت تلاحقكم