بعد وصوله إلى درنة … تنظيم الدولة الإسلامية يتوسع في ليبيا

ذكر وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا في تصريح له مؤخرا أن الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية – داعش – سوف تستغرق 30 عاما، مضيفا أن داعش سوف يمتد إلى دول الصومال – اليمن –

نيجيريا وليبيا مستغلا حالة الفوضى وغياب الدولة أحيانا مثلما هو حاصل في تلك الدول .
و كانت تقارير سابقة أشارت إلى ان حوالي 500 عنصر من داعش يتمركزون في درنة شمال شرق ليبيا ، حيث يقيمون معسكرات تدريب وقد طالب خطباء المساجد خلال خطب الجمعة الفارطة بإقامة الخلافة بليبيا. الخطباء كانوا من جنسيات غير ليبية و تزامنت تلك الدعوات مع تسرب أنباء عن اعتزام تنظيم الدولة الإسلامية إعلان درنة إمارة إسلامية وهو بصدد التمهيد لتلك الخطوة.
«داعش» يحكم قبضته على طرابلس
كما سبق لإحدى قيادات التيار السلفي ويدعى اشرف الميار أن اكد في تصريح اعلامي أن المهدي الحارتي مؤسس لواء الأمة بسوريا و بعد عودته إلى ليبيا قد جرى تنصيبه عميدا لمدينة طرابلس وأضاف الميار أن الذين يقاتلون ضمن عملية فجر ليبيا وقاموا بحرق وتدمير المطار من ضمنهم عناصر الدولة الإسلامية، مثلما سبق للجيش الليبي وجيش قبائل ورشفانة أن أكدا قبضهما على عناصر من داعش من جنسيات غير ليبية.

تأكيدات وجود داعش على الأراضي الليبية عززتها تقارير استخباراتية جزائرية سواء قرب حدود مع ليبيا أو بمناطق أخرى مثل اوباري نقلا عن شهود عيان أين تم رصد تحركات للمدعو مختار بلمختار الملقب بالأعور وهو قيادي جهادي بارز. وبالعودة إلى تصريح القيادي السلفي الذي وصف تنظيم الدولة الإسلامية بالخوارج الذين يكفرون على المعاصي فقد أوضح القيادي السلفي اشرف الميار أن المهدي الحارتي ستطاع استقطاب المئات من الشباب لصفوف تنظيم الدولة الإسلامية من طرابلس ومدن أخرى ومن دول مغاربية مجاورة ، مؤكدا أن ظاهرة قطع الرقاب والرؤوس والذبح والحرق هي من صفات داعش.

تحالفات و خلافات
أما شرق البلاد فان مدينة درنة تكاد تكون تحت قبضة التنظيم و يتواجد مقاتلوه بمناطق أخرى مثل اجدابيا وسرت و اوباري وتقوم هذه المدن بإرسال المساعدات المختلفة لمجلس شورى ثوار بنغازي في حربه ضد قوات اللواء حفتر التي دخلت شهرها السادس دون تحقيق الحسم لصالح هذا الطرف أو ذاك.

وكانت مصادر كشفت أن تنظيم الدولة الإسلامية كان يخطط لتسمية مجلس شورى بنغازي بتنظيم الدولة الإسلامية أو الإمارة الإسلامية لكن خوفه من ردة فعل ثوار بنغازي هو الذي جعله يضيف عبارة ثوار بنغازي لمجلس شورى المدينة، سيما مع تزايد إمكانيّات وحجم قوة الدرع الأول الذي يتزعمه.

على الرغم من غياب أي أرقام حول تعداد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا بصفة دقيقة أو ترسانته العسكرية ومدى قدرته اللوجستية الراهنة وتمويلاته فإنّه استطاع استقطاب الآلاف من الشباب من الليبيين وغير الليبيين إضافة إلى انجازه لتحالفات مع تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي وتنظيم الإخوان المسلمين مجسدة في قوات الدروع الوسطى والغربية بما يرفع عدد الداعشيين إلى أكثر من 150 ألف مقاتل .

مصادر التمويل
يعود جزء من ذلك التمويل إلى خزينة الدولة الليبيّة من خلال دفع الرواتب للثوار بما فيهم قوات الدروع والمجموعات المسلّحة. فقد سبق لخزينة الدولة أن صرفت حوالي مليار دينار ليبي دفعة واحدة لقوات الدروع، جزء ثان يأتي من خلال دفع الفدية التي بلغت أرقاما قياسية في ليبيا . إضافة إلى تلك المصادر يرجح مراقبون أن تنظيم الدولة الإسلامية قام باستغلال الموانئ البحرية الخارجة عن سيطرة الدولة مثل ميناء مصراته وبنغازي ودرنة واستغل أيضا الحدود المفتوحة مع اغلب دول الجوار . فخلال حرب شمال مالي التي شنتها فرنسا ضد المتطرفين هرب العشرات من الإرهابيين في اتجاه ليبيا

الرصيفة الاخبارية