الدكتور رمضان البحباح:يوم ليس كمثله شيء في التاريخ

يوم ليس كمثله شيء في التاريخ :::: في مثل هذا اليوم الثاني من مارس من عام 1977م بمدينة الشرارة الاولى سبها .. أعلن عن قيام سلطة الشعب في ليبيا وتم تدشين أول نظام جماهيري في العالم .. فبواسطته تحول الشعب الليبي من شعب محكوم إلى حاكم .. وفق نظام بديع وحل جذري لمشكلة أداة الحكم .. التي مازال العالم يعاني منها بفعل الادوات السلطوية المتحكمة في مصيره .. هذا النظام الذي يجتمع فيه كل الشعب الليبي في مؤتمرات وتجمعات لمناقشة مصيره بنفسه دون وجود أي أداة نائبة عنه .. يقرر فيه حاضره ومستقبله السياسي والاقتصادي والاجتماعي .. ومن هذه المؤتمرات تنبثق لجان تنفيذية للقرارات المتخذة من خلال اجتماعاته .. تعمل لتحويل قراراته إلى أفعال تنعكس إيجابا على حريته ومن تم سعادته .. ومن خلال مؤتمراته يناقش كافة السياسات الداخلية والخارجية التي تحدد التعامل بين كوادره كل حسب تخصصه .. وكذلك تحدد التعامل مع الشعوب الاخرى بما يضمن مصالحه .. وبهذا النظام أصبح الشعب الليبي حر ينال احترامه وتقديره من كافة الشعوب المتطلعة للحرية .. وبفضله أصبحت ليبيا منارة للشعوب ورائدة بين الدول .. فدعمت كافة حركات التحرر في العالم وقادت دول وحكومات على مستوى قاري .. وأرست دعائم المساواة وبشرت الجميع بالانعتاق .. وأصبح قرارها يهابه الجميع وتحولت إلى حاضنة للعديد من القمم القارية والدولية .. وتسابق على رضاها ورضى قيادتها جل حكام وحكومات العالم الغربي .. فبعضهم قدم اعتذاره على تصرف دولته في زمن غابر وأبرم المعاهدات والاتفاقيات الدالة على ذلك .. والبعض الاخر توسل لدعمه ماديا ومعنويا كي يصل إلى السلطة ويقدم فيما بعد كل خدماته لإرضاء الشعب الليبي .. وغيرهم كثر توسلوا وتوددوا بالسماح لشركاتهم بالاستثمار في ليبيا وأفريقيا .. بعدما أدركوا أن الوصول والعبور إلى إفريقيا لن يتم إلا من خلال البوابة الليبية .. كل هذه المكاسب المادية والمعنوية ألقت بظلالها على الحياة المعيشية للمواطن الليبي .. فشهدت ليبيا في الاونة الاخيرة نهضة تنموية جبارة على مختلف الصعد .. ورصد لتلك الخطط مئات المليارات من الدولارات لتحول البلاد إلى دولة عصرية تفوق معظم دول المنطقة .. وبواسطتها ستتحول ليبيا إلى سوق عالمي تحتكر السلع والخدمات .. لكن ذلك لم يرق للبعض فعملوا على نسج دسائسهم ومؤامراتهم حقدا وحسدا لهذا الشعب الحاكم .. الذي سيتفوق على كافة الشعوب المحكومة من قبل القلة الحاكمة .. فدبرت له جريمة ونكبة ومؤامرة فبراير اللعينة من عام 2011 .. التي دمرت كل تطلعاته وإمكانياته ومقوماته التي كان يترصد لها العدو .. وتحول الشعب الليبي السيد فوق أرضه إلى شعب محكوم من عصابات إجرامية وعناصر عميلة مستغربة تعبث به وبمقدراته .. فاعتقلت وعذبت وقتلت كوادره وهجرت أحراره الذين رفضوا العيش في حياة ذليلة وحقيرة .. وعادت ليبيا إلى الوراء عقود من السنوات دولة محتلة فاقدة للسيادة وشعبها فقير يتوسل في دول الجوار .. ولكن هذا الوضع البائس سوف لن يستمر وذلك بتظافر الجهود وحشد الامكانات والقدرات من أجل إرجاع الامور إلى نصابها كما كانت .. وهذا يتطلب التضحية من كافة أحراره وشرفائه لتعود ليبيا جماهيرية حرة ترفرف عليها إن شاء الله راية العزة والكرامة