في التقارب الأمريكي الإيراني والتحالفات الجديدة في المنطقة / مقال يهمنا دراستة لعلاقته بنا
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
في التقارب الأمريكي الإيراني والتحالفات الجديدة في المنطقة / مقال يهمنا دراستة لعلاقته بنا
في بداية العام الحالي، حدث ما بدا وكأنه إنقلاب في المواقف الدولية والإقليمية من «الإخوان المسلمين»، ويقوم هذا التحول على ضرورة التعامل مع التنظيمات الإخوانية واستيعابها في المشهد الإقليمي
بوصفها الوحيدة القادرة على التصدي للخطرين الأكبر على أنظمة المنطقة: التطرف الداعشي و»المارد» الإيراني وحلفائه(سوريا وحزب الله إضافة إلى الحوثيين في اليمن).
وتعزز هذا الإنطباع بُعيد وفاة الملك عبد الله وتولي الملك سلمان السلطة في السعودية حيث قام الأخير بعزل الفريق الملكي السابق المعروف بعدائه للإخوان وتعيين فريق آخر، ترجح بعض المصادر على أنه أكثر ميلا للتعامل مع التنظيمات الإخوانية عوض إقصائها. وقد كان لافتا غياب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس دولة الإمارات عن جنازة الملك الراحل، وكان لافتا أيضا حضور وفد من حركة النهضة التونسية يتقدمه راشد الغنوشي في ذات الجنازة..
ثم جاء دعم مجلس التعاون الخليجي لدويلة قطر المحتله في خلافها مع مصر(على خلفية حادثة ذبح الأقباط) لتتأكد شكوك كثير من المراقبين والمهتمين بشؤون المنطقة، خاصة مع دخول حركة النهضة الى الحكومة في تونس، حيث لقيت مشاركتها ترحيبا إقليميا ودوليا..
فالإخوان، بحسب عديد المحللين، «عائدون» بقوة في المنطقة، والتساؤل الذي بات يتبادر إلى أذهان البعض هو ذلك المتعلق بموعد نهاية النظام القائم في مصر، أو موعد تراجعه عن «الصرامة» في التعامل مع ملف الإخوان.
لكن مصر تبقى مصر ولا يمكن للسعودية أن تستغني عن القاهرة بأي حال من الأحوال، لذلك فإن ماهو متاح أمام المملكة في الوقت الراهن هو استيعاب نظام السيسي ومحاولة إجراء صلح تاريخي بينه وبين الإخوان.
ومن هنا،جاء الاستقبال الملكي الخاصّ والحارّ لعبد الفتاح السيسي، وربما حاول الملك الجديد أيضا إجراء مصالحة بين مصر وتركيا تمهيدا لقيام محورٍ جديد تركي مصري سعودي في مواجهة حلف إيران/ سوريا/ حزب الله /الحوثيين. لقد كان مبرمجا أن تتزامن زيارة السيسي الى السعودية مع زيارة أردوغان ولكن رئيس مصر غادر الرياض على عجل متفاديا بذلك لقاء السلطان العثماني،.. فالطبخة لم تستو بعد، والمطالب المصرية واضحة: وقف الدعم التركي للاخوان ولداعش..وهو ما ترفضه تركيا وتصرّ على دور ما للإخوان في مصر، ولو أنها قد لا تمانع طويلا
فهي تخسر أيضا في سوريا وتخسر في العراق وتخسر مع إيران، وهي أيضا محاصرة في محيطها الإقليمي، واقتصادها بدأ يدفع فاتورة سياسات أردوغان/أوغلو وقد لا تتحمل الدولة العميقة المزيد من الخسائر.
لقد حدث زلزال كبير في جنوب الجزيرة العربية غيّر جميع المعطيات، ألا وهو إستيلاء الحوثيين(حلفاء إيران) على عاصمة اليمن.. و إذا أضفنا إلى ذلك إنهيار جبهة القنيطرة في الجولان وجبهة درعا على الحدود الاردنية نتيجة هزيمة النصرة والجماعات التكفيرية الأخرى المدعومة إقليميا من بعض الأقطار الخليجية، يصبح الأمر أخطر مما يتصور على بلدان مجلس التعاون الخليجي، فالحلفاء يتساقطون، والمملكة نفسها أصبحت محاصرة في مجالها الحيوي (اليمن جنوبا،العراق شمالا ...) وداعش على الأبواب.....وليس ذلك بآخر المصائب.
السعودية اليوم مسكونة بهاجس التقارب الأمريكي الإيراني الذي سيصبح قريبا حقيقة واقعة من خلال الاتفاق النووي بين الجانبين، هذا التقارب يعني أن إيران إنتزعت إعترافا دوليا بدورها الإقليمي المتعاظم (العراق، سورية، لبنان، فلسطين، اليمن) وهو ما سيفقد السعودية الكثير من النفوذ في الاستراتdجية الامريكية، وبالتالي لن تصبح، بحسب البعض، تلك دولة المركزية ذات الأولوية أمريكيا.
لقد تابع العالم وكذا البلدان الخليجية ما سيسفر عنه خطاب نيتانياهو في الكونغرس الامريكي لتعطيل الاتفاق النووي...ولكن، ردود الافعال الأمريكية الرسمية والصحفية على الخطاب (أوباما،نانسي بيلوسي...) أظهرت أن أمريكا حسمت أمرها، وأن الإتفاق حاصل لا محالة، وأن زمن التأثير الإسرائيلي الحاسم سيكون إستثناء هذه المرة.
المنطقة مقبلة على انقلاب استراتيجي كبير: تراجع في الدور الاسرائيلي، إنحسار للدور السعودي،صعود للدور الايرانd، رجوع من بعيد للدولة السورية وإستفاقة للقومية المصرية....
يبقى فقط سؤال هام:أين ستتموقع تركيا؟ هل سيتمسك أردوغان بالإخوان؟ أم سيتفاوض على ثمن التخلي عنهم؟
د. الصحبي بن فرج
باحث تونسي
بوصفها الوحيدة القادرة على التصدي للخطرين الأكبر على أنظمة المنطقة: التطرف الداعشي و»المارد» الإيراني وحلفائه(سوريا وحزب الله إضافة إلى الحوثيين في اليمن).
وتعزز هذا الإنطباع بُعيد وفاة الملك عبد الله وتولي الملك سلمان السلطة في السعودية حيث قام الأخير بعزل الفريق الملكي السابق المعروف بعدائه للإخوان وتعيين فريق آخر، ترجح بعض المصادر على أنه أكثر ميلا للتعامل مع التنظيمات الإخوانية عوض إقصائها. وقد كان لافتا غياب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس دولة الإمارات عن جنازة الملك الراحل، وكان لافتا أيضا حضور وفد من حركة النهضة التونسية يتقدمه راشد الغنوشي في ذات الجنازة..
ثم جاء دعم مجلس التعاون الخليجي لدويلة قطر المحتله في خلافها مع مصر(على خلفية حادثة ذبح الأقباط) لتتأكد شكوك كثير من المراقبين والمهتمين بشؤون المنطقة، خاصة مع دخول حركة النهضة الى الحكومة في تونس، حيث لقيت مشاركتها ترحيبا إقليميا ودوليا..
فالإخوان، بحسب عديد المحللين، «عائدون» بقوة في المنطقة، والتساؤل الذي بات يتبادر إلى أذهان البعض هو ذلك المتعلق بموعد نهاية النظام القائم في مصر، أو موعد تراجعه عن «الصرامة» في التعامل مع ملف الإخوان.
لكن مصر تبقى مصر ولا يمكن للسعودية أن تستغني عن القاهرة بأي حال من الأحوال، لذلك فإن ماهو متاح أمام المملكة في الوقت الراهن هو استيعاب نظام السيسي ومحاولة إجراء صلح تاريخي بينه وبين الإخوان.
ومن هنا،جاء الاستقبال الملكي الخاصّ والحارّ لعبد الفتاح السيسي، وربما حاول الملك الجديد أيضا إجراء مصالحة بين مصر وتركيا تمهيدا لقيام محورٍ جديد تركي مصري سعودي في مواجهة حلف إيران/ سوريا/ حزب الله /الحوثيين. لقد كان مبرمجا أن تتزامن زيارة السيسي الى السعودية مع زيارة أردوغان ولكن رئيس مصر غادر الرياض على عجل متفاديا بذلك لقاء السلطان العثماني،.. فالطبخة لم تستو بعد، والمطالب المصرية واضحة: وقف الدعم التركي للاخوان ولداعش..وهو ما ترفضه تركيا وتصرّ على دور ما للإخوان في مصر، ولو أنها قد لا تمانع طويلا
فهي تخسر أيضا في سوريا وتخسر في العراق وتخسر مع إيران، وهي أيضا محاصرة في محيطها الإقليمي، واقتصادها بدأ يدفع فاتورة سياسات أردوغان/أوغلو وقد لا تتحمل الدولة العميقة المزيد من الخسائر.
لقد حدث زلزال كبير في جنوب الجزيرة العربية غيّر جميع المعطيات، ألا وهو إستيلاء الحوثيين(حلفاء إيران) على عاصمة اليمن.. و إذا أضفنا إلى ذلك إنهيار جبهة القنيطرة في الجولان وجبهة درعا على الحدود الاردنية نتيجة هزيمة النصرة والجماعات التكفيرية الأخرى المدعومة إقليميا من بعض الأقطار الخليجية، يصبح الأمر أخطر مما يتصور على بلدان مجلس التعاون الخليجي، فالحلفاء يتساقطون، والمملكة نفسها أصبحت محاصرة في مجالها الحيوي (اليمن جنوبا،العراق شمالا ...) وداعش على الأبواب.....وليس ذلك بآخر المصائب.
السعودية اليوم مسكونة بهاجس التقارب الأمريكي الإيراني الذي سيصبح قريبا حقيقة واقعة من خلال الاتفاق النووي بين الجانبين، هذا التقارب يعني أن إيران إنتزعت إعترافا دوليا بدورها الإقليمي المتعاظم (العراق، سورية، لبنان، فلسطين، اليمن) وهو ما سيفقد السعودية الكثير من النفوذ في الاستراتdجية الامريكية، وبالتالي لن تصبح، بحسب البعض، تلك دولة المركزية ذات الأولوية أمريكيا.
لقد تابع العالم وكذا البلدان الخليجية ما سيسفر عنه خطاب نيتانياهو في الكونغرس الامريكي لتعطيل الاتفاق النووي...ولكن، ردود الافعال الأمريكية الرسمية والصحفية على الخطاب (أوباما،نانسي بيلوسي...) أظهرت أن أمريكا حسمت أمرها، وأن الإتفاق حاصل لا محالة، وأن زمن التأثير الإسرائيلي الحاسم سيكون إستثناء هذه المرة.
المنطقة مقبلة على انقلاب استراتيجي كبير: تراجع في الدور الاسرائيلي، إنحسار للدور السعودي،صعود للدور الايرانd، رجوع من بعيد للدولة السورية وإستفاقة للقومية المصرية....
يبقى فقط سؤال هام:أين ستتموقع تركيا؟ هل سيتمسك أردوغان بالإخوان؟ أم سيتفاوض على ثمن التخلي عنهم؟
د. الصحبي بن فرج
باحث تونسي
د.محمد جبريل-
- الجنس :
عدد المساهمات : 872
نقاط : 8615
تاريخ التسجيل : 25/12/2014
. :
. :
رد: في التقارب الأمريكي الإيراني والتحالفات الجديدة في المنطقة / مقال يهمنا دراستة لعلاقته بنا
لايمكن ان ترضى امريكا باي اتفاق مع ايران لاترضى عنه اسرائيل، فهذا اراه ذر الرماد في العيون وان ايرن واسرائيل على اتفاق كبير ومنذ عقود، والضحيه الاولى هي السعوديه ومن تبعها من اقزام الخليج.
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
استمروا
gandopa-
- الجنس :
عدد المساهمات : 8744
نقاط : 23080
تاريخ التسجيل : 03/08/2011
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا:
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 4 مايو - 0:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحلاس الصّهينة
الأحد 7 يناير - 7:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» النفير المقدس
الخميس 4 يناير - 1:50 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى شيوخ ومثقفي الخليج
الأحد 31 ديسمبر - 17:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» .سجل حضورك ... بصورة تعز عليك ... للبطل الشهيد القائد معمر القذافي
الإثنين 25 ديسمبر - 17:43 من طرف chlih
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:07 من طرف علي عبد الله البسامي
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» عملاق الردى
الأحد 24 ديسمبر - 17:15 من طرف علي عبد الله البسامي
» إجرام الغرب
السبت 16 ديسمبر - 16:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» فضبدة الخذلان
الجمعة 8 ديسمبر - 9:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» شرف المقاومة
الأحد 3 ديسمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» زمرة العز في زمن الهوان
السبت 2 ديسمبر - 13:22 من طرف علي عبد الله البسامي
» دليل التّردِّي
الثلاثاء 28 نوفمبر - 0:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» الخذلان المذل
الأحد 26 نوفمبر - 11:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحرارُ الخَلَف
الخميس 23 نوفمبر - 17:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» وثبة الابطال في اليمن
الأربعاء 22 نوفمبر - 17:11 من طرف علي عبد الله البسامي
» هان العرب
الأربعاء 22 نوفمبر - 6:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:03 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:02 من طرف علي عبد الله البسامي
» شعب الاباء في غزة
السبت 18 نوفمبر - 0:42 من طرف علي عبد الله البسامي