اسعد محسن زهيو:الوطن وسيادته ضحايا فبراير ..

تتناقل وسائل الاعلام أنباء عن توجيه ضربات جوية غربية لمواقع يعتقد انها أوكار للتنظيمات المتطرفة، وبالرغم من وجود حكومتين في وطن مشتت الا ان إحداهم رحبت والآخرة لا يعنيها الامر، و الحديث عن انتهاك السيادة الوطنية يجرنا لحادته اختطاف ابو أنس الليبي حيث نزلت القوات الامريكية في عملية نوعية لاختطاف مواطن من وسط بيته قيل بعد ذلك انه قتل في ضروف غامضة، واذكر هنا ظهوري في ذلك اليوم على شاشة فرنسا24 للحديث حول هذا الامر وكان في الطرف المقابل عضو المؤتمر الوطني هاجر القايد !! التي حاولت بكل الطرق تبرير هذا الموقف واعتبار الحادثة طبيعية في إطار العلاقات الدولية، وهنا ما قلته آنذاك ينطبق على هذه الحالة تماماً ..
اننا نتحدث عن السيادة الوطنية المنتهكة براً وبحراً وجواً بتواطئ أنصار مشروع فبراير التخريبي وان ليبيا اليوم باتت رقعة مستعمرة يُعبث بها وبمقدراتها و أمنها وان كل المبررات هي محض أكاذيب نسجت بعناية تامة للنيل من بلد كانت تمثل لهم شوكة حلق في العالم العربي وإفريقيا بل في العالم ككل ومحاولة لتركيع هذا البلد الذي حاول قائد يحمل مشروع تحرري ان ينهض به من تحت الركام ليصبح لاعب رئيس في عالم الفضاءات والتكثلات الكبرى والبعث برسالة واضحة المعالم لكل من يريد العيش بكرامة وحرية وانفة وعزة، وان الأسباب التي يتذرع بها العالم اليوم لضرب ليبيا هي تلك التي صنعها لهذا الغرض في عام 2011 فلم يكن ابوانس يجرؤ لدخول ليبيا ولم يكن للمختار بن مختار ان يتجول بحرية لصناعة الإرهاب ولا لهذا الإرهاب المتنامي اليوم ليكون في ضل النظام الذي كان محافظ على ليبيا قبل ان تسقطه الصهيونية العالمية .
ان منطلق رفضنا للتدخل الأجنبي عام 2011 هو منطلق وطني مرتكز على وعي بكارثية التدخلات الخارجية التي تنتج مزيد من الفوضى والعبث وما تعيشه بلدنا اليوم الا نتاج لتلك التدخلات غير الحكيمة واليوم نكرر رفضنا التام لمثل هذه الانتهاكات بصرف النظر على من يحكم ليبيا اليوم، فاننا مثقلون بالمحافظة على تركة ثقيلة من كفاح الآباء والأجداد في مواجهة الاستعمار عبر التاريخ وعلينا حماية ذاك المجد الذي شيده رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..