ما هي السيناريوهات المقدمة لإطلاق سراح سيف الإسلام القدافى ..؟

هل تعتقدون أن المحاولة الأخيرة لإطلاق إشاعة مقتل الأسير سيف الإسلام القدافى ، الخبر الذى تم تكذيبه بسرعة من طرف عائلة الأسير ، هل تعتقدون أنها محاولة جاءت من العدم ..؟ أو أنها ببساطة هي إشاعة كان الهدف من وراء نشرها جس النبض أو خلط الأوراق أو إلقاء حجر فى الماء العكر .. ؟ المحاولة الجدية الوحيدة التى تعرفنا عليها لحد اليوم بخصوص إمكانية إطلاق سراح سيف الإسلام هي المحاولة التى قام بها المجلس الإجتماعى بنى وليد فى حوار جمعه ذات يوم بالزنتان و لم يتسرب منه إلا الشيء القليل من المعلومات التى تقول أن الخلاف الجوهرى كان يدور حول المفهوم و المعنى الحقيقى لكلمة الشهيد ، كان الخلاف و لايزال حول المبدأ و الزنتان حاولت جاهدة جلب ورفلة إليها مقابل ورقة سيف الإسلام لكن ورفلة كان ولاؤها فى النهاية للوطن و بعدها فشل الحوار ، لتبقى ورفلة تتحمل المسؤولية الأخلاقية و المعنوية إتجاه حالة الأسير سيف الإسلام. المحاولة التالية كانت محاولة إستعراضية من قبل مجلس طبرق غداة الإعلان عن طريق مشروع العفو العام الذى يشمل سيف الإسلام ردا عن محاكمات مؤتمر طرابلس الغريم السياسى لمجلس خليفة حفتر ، هذا الأخير لو كان فعلا يملك نية حقيقية قصد إيجاد حل يرضى أنصار القائد لبادر بالذهاب إلى الزنتان بدل عواصم بعض الدول العربية و الإسلامية طالبا منهم ضرورة إطلاق سراح سيف السلام كمبادرة حسن نية قد تنتهى بإتفاق مبدئى حول أسس بناء المرحلة القادمة ، لكن اليوم لا أحد من أنصار القائد يثق فى نوايا خليفة حفتر ، فالرجل غير مستقل و لا يملك القوة و لذيه سوابق تاريخية . كل الإستخبارات الأجنبية تعلم بمكان إحتجاز سيف الإسلام القدافى و لو أرادت إغتياله أو التخلص منه لفعلت ذلك بكل يسر و سهولة لكن هذا السيناريو مستبعد حاليا لما له من أثار دولية و داخلية قد تصل حد إنطلاق حرب أهلية لا تبقى و لا تدر ، و بالتالى دول عصابة حلف النيتو تريد إبقاء الوضع على حاله بخصوص موضوع سيف الإسلام بحيث يكون موضوعا معلقا مادام الوضع يناسبها إلى حين توفر ظروف و مستجدات طارئة لم تُحسب لها حساب و حينها ستخرج لنا ورقة الأسير سيف الإسلام كفزاعة لأتباعهم أو كمنقد لأنصاره. الشخص الذى يعلم أكثر من اللازم لا يجب أن يكون له مكان وفق الترتيبات القادمة التى تُحضر لليبيا و سيف الإسلام شخص يعلم الكثير و الكثير جدا و يملك من المؤهلات و القدرات و الكاريزما ما يكفى و يزيد و هذا أمر يقلق حكومات و استخبارات دول عصابة حلف النيتو لذلك نجد مثل هذه المحاولات الإعلامية قصد التكهن بالقادم الخطير . هناك محاولة أخرى تُحضر على نار هادئة قصد تشويه صورة سيف الإسلام لذى أنصاره الملتفين حوله اليوم أكثر من أي يوم أخر ، بدؤها بطريقة غير مباشرة عندما سربوا شريط الساعدى القدافى تحت التعديب فإلى جانب الأهداف الأخرى التى سبق و أن ذكرناها حول الهدف الحقيقى من تسريب ذلك الشريط كان هنالك هدف إعلانى و إعلامى خفي لتشويه صورة الساعدى بتصويره لذى أنصاره الذين نصبوه على رأس المقاومة - قبل أن تقايضه حكومة النيجر - و تصويره على أنه ذلك الرجل الضعيف الذى لا حول له و لا قوة الذى يستجدى سجانيه و يستعطفهم بعد الصورة الشامخة التى قدمها شقيقه الأصغر المقرب إليه جيفارا العرب الشهيد المعتصم بالله القدافى . فإذا لم تنجح عملية تشويه صورة سيف الإسلام القدافى لذيهم خيار أخر يتمثل فى تجاوز ورقة سيف الإسلام و جعلها من الماضى بفرض سياسة الأمر الواقع على الجميع بمن فيهم أنصار الفاتح ، و إلا تجربة طريقة أخرى نجهلها قد تخدم مصالحهم ليبقى ملف الأسير سيف الإسلام ملف شائك دو أبعاد دولية تتقادفها مصالح و صراعات الدول. لكن ما يهمنا اليوم هو كيف يمكن لأنصار القائد أن يفرضوا مجموع حلول و من شروط التى تتناسب و مطالبهم و التى يجب أن تستند إلى قوة فعلية على الأرض عوض إنتظار مجرد ردات الفعل على أفعال و مخططات الطرف الأخر . أنصار القائد يشكلون اليوم قوة لا يستهان بها لكنها قوة بلا عضلات و لا مخالب و لا حتى أسنان و ليتهم يثقون فى أنفسهم و فى قوتهم و يبادرون لترك السلبية التى تركبهم و الجبن الذى يتبعهم حتى يصنعون من حمض الليمون شراب حلو المداق .