الفارس الليبي :طرابلس على صفيح ساخن

المدهوني يحشد الإرهابيين في عين زارة بمافيهم العائدين مؤخرا من سوريا عبر مطار معيتيقة . وبادي يبحث عن المليارات المنهوبة من رفاقه ويتوعدهم بجلبها ليكمل تجهيزات مليشياته التي بدأت تتململ . وبلحاج يؤمن حماية لخروج القطريين سرا من قرقارش للمغادرة من معيتيقة . وغنيوة تأتيه الأوامر برفع درجة الإستعداد عند غلمانه وتجهيز أسلحته . والتاجوري يكثف إتصالاته مع فريق المخابرات السعودي حول منظومة التصنت . وخالد الشريف كالثور الهائج بعد وصول إشارات بأنه سيكون الضحية بإتهامه بنهب الأموال وورود إسمه في قضية دعم أخوان مصر . وكاره مرعوب لايعرف النوم إلا بالمهدئات لابلاغه أنه على قائمة الإغتيالات . والحلبوص والمحجوب في وضع الصامت يمارسون بدهاء لعبة الإختراق والإحتواء بأعين مفتوحة على إقتناص الفريسة لحظة نومها . وبوسهمين روميو زمانه يقيم سهراته ليلا ويفتتح يومه بتعظيم سلام لبادي .
الجميع يسابق الزمن . وسط شكوك وإتهامات وصلت حد التخوين .
وإجتماعات ثنائية وثلاثية تستعرض إنقلاب الوضع الدولي وتغير بعض الأطراف وتهديد أقليمي من دول الجوار ودخول روسيا بقوة علي المنطقة تخلق رعب لايخفيه الكثير .
وقيادات الصف الثاني بعضهم غادر إلى غير رجعة وبعضهم ينتظر قادم الأيام وبعضهم الأخر مغيب عن الحقيقة ويعتقدها معركة عابرة ككل المناوشات السابقة .
والأخبار الواردة مخيفة من إحتقان الشارع والمجاهرة بالغضب لما آلت إليه البلاد وتفتت كتلة فبراير وخروج الكثير من المناطق عن السيطرة ودخول داعش بقوة للعاصمة دون التنسيق مع كل المليشيات الموجودة . مما جعل بعضهم يؤكد أن فبراير تلفظ أنفاسها الأخيرة .
بينما بادي وبالتنسيق مع السويحلي يجري إتصالات مكثفة مع بعض المليشيات في جنزور والزاوية وزوارة وغريان للتجهيز لإقتحام ورشفانة إعتقادا أن إقتحامها سيرجح الكفة ويعيد ثقة الخارج ويؤمن السيطرة المفقودة .
والأدهى من ذلك أن القطريين قبل خروجهم رتبوا مع بعض المجموعات لتصفية بعض القيادات في العاصمة لإغلاق بعض الملفات . كما أن داعش هي الأخرى تخطط لعمليات نوعية وتفجيرات لبعض المواقع وإغتيال بعض ( المرتدين ) على حد قولهم .
طرابلس على صفيح ساخن وطبول الحرب تقرع . والجميع يسابق الزمن بعضهم يخطط لمعركة قبل تصفية رفاق الأمس والبعض الأخر يرى أن التصفية تسبق المعركة أو في أحسن الأحوال أثنائها للتخلص ممن تحوم حولهم شكوك الخيانة أو نوايا الهروب . ولكن الحقيقة الوحيدة التي يتفق عليها الجميع أنهم يستشعرون إقتراب النهاية ... الفارس الليبي