الليبيون يطالبون بدور روسي أسوة بسوريا

برنامج ما وراء الحدث؟ على راديو سبوتنيك
عداد وتقديم نواف إبراهيم
ضيف الحلقة: الناشطة الحقوقية ورئيسة التجمع العالمي من أجل ليبيا موحدة وديمقراطية، ومندوبة التجمع لدى مجلس القبائل الليبية فاطمة أبو النيران.
تدل مجريات الأحداث في ليبيا أن الوضع يتجه إلى أسوأ مما كانت عليه منذ بداية أزمة ما يسمى بالربيع العربي، وما يدل على ذلك، التصريح الذي جاء على لسان الأدميرال مارك فيرغيوسن قائد قوات حلف الناتو في نابولي، والقوات البحرية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا. يدل هذا التصريح على أن الولايات المتحدة الأمريكية وصلت إلى متاهة في كيفية السيطرة على الوضع في ليبيا، حيث أكد الأدميرال أن ما يسمى بالدولة الإسلامية في ليبيا باتت تسيطر على 200 كم من الشواطىء الليبية. وهنا الحديث عن المناطق التي خرجت بالكامل عن سيطرة الدولة الليبية ككيان سياسي، ولا يجب أن يغيب عن علمنا بأنه يتواجد على هذه الشواطىء العديد من المراكز والإدارات الحيوية كالموانىء النفطية والتجارية والقواعد العسكرية وغيرها من المواقع الاستراتيجية، عدا عن الطائرات التي تأتي ليبيا عبر تركيا وقطر محملة بالسلاح والمقاتلين، والحديث هنا يطول عما آلت إليه الأوضاع في ليبيا.
لكن المسؤولية لا تقع هنا فقط على المعتدين وعلى المجموعات الإرهابية المسلحة، وإنما على القوى السياسية  الليبية بكافة أشكالها، فهي لم تستطع حتى الآن أن تصل إلى تفاهم وسطي وطني من شأنه على الأقل إنقاذ ليبيا. ولكن للأسف الشديد باتت هذه القوى أسيرة التبعية أو التصديق لهذا الطرف أو ذاك، وأنه جاهز لتقديم الدعم سواء من دول الجوار أو الدول الأفريقية،  كون ليبيا تعتبر دولة في إطار الاتحاد الأفريقي، إذا ما تناسينا الدول الغربية التي دعمت الديمقراطية  في ليبيا وغيرها من دول ما يسمى بالربيع العربي. وهنا مع عودة روسيا إلى الساحة الدولية بقوة وبشكل فعال بعدما تعاملت بهدوء كبير وحذر مع كل ملفات المنطقة ولم تتدخل بشكل مباشر، عدا عن التركيز بشكل مباشر على سورية الحليف القديم الجديد لروسيا في المنطقة في مواجهة الإرهاب. نرى أن القيادات بكافة أشكالها باتت تطالب وبالصوت العالي بأن تعامل روسيا ليبيا والشعب الليبي بنفس المعاملة أسوة بسورية، ألا وهو تقديم الدعم اللازم لمواجهة  ما يسمى بالدولة الاسلامية ومن يقف وراءها من هذه الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ومن غطرستها واستبدادها. ولكن بما أن الدولة الليبية تعيش حالة انقسام اجتماعي وسياسي وميداني صعب جداً لم يعط الفرص لحل الملف الليبيي بشكل سلمي، تظهر أسئلة كثيرة تبحث لنفسها عن أجوبة وأولها: من الجهة التي يجب أن تتوجه إلى روسيا لطلب الدعم؟ وماهي الطريقة والصيغة المطلوبة من الجهات الليبية؟ وأصلا على أي أساس في ظل غياب الدولة ومؤسساتها ووجود حكومتين في البلاد؟  وماهو المطلوب فعله لإنقاذ ليبيا من براثن الإرهاب؟