ماذا وراء إثارة قضية لوكربي مجدداً
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ماذا وراء إثارة قضية لوكربي مجدداً
إعادة حادثة إسقاط طائرة شركة "بان أميركان"، فوق بلدة لوكيربي، إلى الواجهة مرة أخرى، بعد أن تمت تسويتها مع النظام الليبي السابق، ربما يكون تمهيداً لتوظيف في سياق تدخل غربي في ليبيا لخلط الأوراق.
إعلان النيابة العامة في اسكتلندا عن فتح باب التحقيق مجدداً في العمل الإرهابي التي استهدف طائرة شركة "بان أميركان"، قبل سبعة وعشرين عاماً وأدى إلى سقوط الطائرة فوق بلدة لوكيربي الاسكتلندية، شكِّل مفاجأة غير متوقعة ولا يعرف حتى الآن ما هو المقصود من ورائها بالضبط، فالقضية وجهت أصابع الاتهام فيها لليبيا، وتم تسويتها باتفاق بين النظام الليبي السابق وأهالي الضحايا عام 2003، دفعت بموجبه الحكومة الليبية لهم تعويضات مالية كبيرة، بموافقة الحكومتين البريطانية والأميركية، وبلغت قيمة ما دفعته ليبيا 2.7 مليار دولار أميركي، مقابل طي الملف ورفع العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على ليبيا حينها على خلفية الاتهام.
وفي تأكيد على الاتفاق، قامت الحكومة البريطانية والإدارة الأميركية حينذاك بتوجيه رسالتين منفصلتين إلى مجلس الأمن الدولي طلبتا فيهما من المجلس رفع اسم ليبيا من "القائمة السوداء"، وفق صيغة نصت حينها على أن تتحمل ليبيا المسؤولية عن الحادث، لجهة تورط شخصيين ليبيين في التفجير، وليس لكون الحكومة متورطة مباشرة في هذا العمل الإرهابي، بالإضافة إلى اعتبار أن توقيع ليبيا على الاتفاق مع أهالي الضحايا يعني وفاءها بالالتزامات المطلوبة منها. ويشار إلى أن الحادثة وقعت في شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 1988، وراح ضحيتها 270 شخصاً، كما يذكر أن الشخصين الgذين اتهما بالوقوف وراء العمل هما عبد الباسط المقراحي، الذي أفرجت عنه السلطات البريطانية وتوفي بعدها بسبب مرض السرطان، وزميله خليفة فحيمي، وكلاهما كانا يعملان في المخابرات الليبية.
وفقاً للمذكرة التي أصدرتها النيابة العامة الاسكتلندية، ونشرتها على موقعها الالكتروني، وافق كبير المحامين في اسكتلندا والنائب العام الأميركي على فتح ملف القضية مرَّة أخرى على أساس وجود ليبيين اثنين، غير المقراحي وفحمة، تدور حولهما شبهات في التورط بعملية تفجير الطائرة، رغم أن القضية أغلقت منذ اثني عشر عاماً، وهو ما يثير علامات استفهام بخصوص قانونية ما أقدمت عليه النيابة العامة الاسكتلندية، وما هو المقصود من وراء ذلك؟! لاسيما أنه يأتي بالتزامن مع الأوضاع التي تمر بها ليبيا، والجهود المضنية التي يقوم بها المبعوث الدولي الخاص، برناردينو ليون، لإقرار الاتفاق السياسي بين الأطراف المتصارعة، وتشكيل حكومة ائتلاف وطني تقود عملية انتقالية، تنهي الصراع وتعمل على معالجة آثاره وبناء مؤسسات الدولة الليبية، وصولاً تحقيق الأمن والاستقرار في ظل بناء نظام ديمقراطي تعددي.
في تقدير مباشر ربما يكون الهدف من وراء إعادة فتح الملف ابتزاز ليبيا مالياً، أو ممارسة ضغوط الأطراف السياسية الليبية المختلفة، لكن لا يمكن استبعاد أن يكون هناك سعي أوروبي غربي وأميركي لتوظيف ذلك سياسياً، ولا تستبعد بعض التقديرات أن يكون إحياء هذا الملف جزءاً من إيجاد ذرائع لتحرك عسكري غربي ضد ليبيا، في حال لم تأت التسوية السياسية المفترضة كما تريد الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا الغربية، وقد يبدو التقدير الأخير مبالغاً فيه، لكن تاريخ الولايات المتحدة يعطينا العديد من الأمثلة على شن حروب عللت أسبابها بملفات مختلقة، مثالها الأبرز ادعاء وزير الخارجية الأسبق كولن باول بأن العراق كان يمتلك أسلحة دمار شامل، كانت وراء الحرب عليه واحتلاله، واتضح لاحقاً بان إدارة بوش الابن لفقت الاتهام، حيث ثبت بأن العراق لم يكن لديه مثل هكذا أسلحة.
وحتى لو وضعنا جانباً التقدير الأخير، إن استخدام هذا الملف لابتزاز ليبيا مالياً أو سياسياً، من قبل الحكومة البريطانية والولايات المتحدة، يخالف كل القوانين والأعراق الدولية، ويشكِّل خرقاً واضحاً للاتفاق بين أهالي الضحايا والحكومة الليبية الذي قضى بتسوية القضية، والأسابيع القليلة القادمة ستكشف عن حقيقة النوايا البريطانية والأميركية.
http://arabic.sputniknews.com/opinion/20151017/1015994977.html
إعلان النيابة العامة في اسكتلندا عن فتح باب التحقيق مجدداً في العمل الإرهابي التي استهدف طائرة شركة "بان أميركان"، قبل سبعة وعشرين عاماً وأدى إلى سقوط الطائرة فوق بلدة لوكيربي الاسكتلندية، شكِّل مفاجأة غير متوقعة ولا يعرف حتى الآن ما هو المقصود من ورائها بالضبط، فالقضية وجهت أصابع الاتهام فيها لليبيا، وتم تسويتها باتفاق بين النظام الليبي السابق وأهالي الضحايا عام 2003، دفعت بموجبه الحكومة الليبية لهم تعويضات مالية كبيرة، بموافقة الحكومتين البريطانية والأميركية، وبلغت قيمة ما دفعته ليبيا 2.7 مليار دولار أميركي، مقابل طي الملف ورفع العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على ليبيا حينها على خلفية الاتهام.
وفي تأكيد على الاتفاق، قامت الحكومة البريطانية والإدارة الأميركية حينذاك بتوجيه رسالتين منفصلتين إلى مجلس الأمن الدولي طلبتا فيهما من المجلس رفع اسم ليبيا من "القائمة السوداء"، وفق صيغة نصت حينها على أن تتحمل ليبيا المسؤولية عن الحادث، لجهة تورط شخصيين ليبيين في التفجير، وليس لكون الحكومة متورطة مباشرة في هذا العمل الإرهابي، بالإضافة إلى اعتبار أن توقيع ليبيا على الاتفاق مع أهالي الضحايا يعني وفاءها بالالتزامات المطلوبة منها. ويشار إلى أن الحادثة وقعت في شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 1988، وراح ضحيتها 270 شخصاً، كما يذكر أن الشخصين الgذين اتهما بالوقوف وراء العمل هما عبد الباسط المقراحي، الذي أفرجت عنه السلطات البريطانية وتوفي بعدها بسبب مرض السرطان، وزميله خليفة فحيمي، وكلاهما كانا يعملان في المخابرات الليبية.
وفقاً للمذكرة التي أصدرتها النيابة العامة الاسكتلندية، ونشرتها على موقعها الالكتروني، وافق كبير المحامين في اسكتلندا والنائب العام الأميركي على فتح ملف القضية مرَّة أخرى على أساس وجود ليبيين اثنين، غير المقراحي وفحمة، تدور حولهما شبهات في التورط بعملية تفجير الطائرة، رغم أن القضية أغلقت منذ اثني عشر عاماً، وهو ما يثير علامات استفهام بخصوص قانونية ما أقدمت عليه النيابة العامة الاسكتلندية، وما هو المقصود من وراء ذلك؟! لاسيما أنه يأتي بالتزامن مع الأوضاع التي تمر بها ليبيا، والجهود المضنية التي يقوم بها المبعوث الدولي الخاص، برناردينو ليون، لإقرار الاتفاق السياسي بين الأطراف المتصارعة، وتشكيل حكومة ائتلاف وطني تقود عملية انتقالية، تنهي الصراع وتعمل على معالجة آثاره وبناء مؤسسات الدولة الليبية، وصولاً تحقيق الأمن والاستقرار في ظل بناء نظام ديمقراطي تعددي.
في تقدير مباشر ربما يكون الهدف من وراء إعادة فتح الملف ابتزاز ليبيا مالياً، أو ممارسة ضغوط الأطراف السياسية الليبية المختلفة، لكن لا يمكن استبعاد أن يكون هناك سعي أوروبي غربي وأميركي لتوظيف ذلك سياسياً، ولا تستبعد بعض التقديرات أن يكون إحياء هذا الملف جزءاً من إيجاد ذرائع لتحرك عسكري غربي ضد ليبيا، في حال لم تأت التسوية السياسية المفترضة كما تريد الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا الغربية، وقد يبدو التقدير الأخير مبالغاً فيه، لكن تاريخ الولايات المتحدة يعطينا العديد من الأمثلة على شن حروب عللت أسبابها بملفات مختلقة، مثالها الأبرز ادعاء وزير الخارجية الأسبق كولن باول بأن العراق كان يمتلك أسلحة دمار شامل، كانت وراء الحرب عليه واحتلاله، واتضح لاحقاً بان إدارة بوش الابن لفقت الاتهام، حيث ثبت بأن العراق لم يكن لديه مثل هكذا أسلحة.
وحتى لو وضعنا جانباً التقدير الأخير، إن استخدام هذا الملف لابتزاز ليبيا مالياً أو سياسياً، من قبل الحكومة البريطانية والولايات المتحدة، يخالف كل القوانين والأعراق الدولية، ويشكِّل خرقاً واضحاً للاتفاق بين أهالي الضحايا والحكومة الليبية الذي قضى بتسوية القضية، والأسابيع القليلة القادمة ستكشف عن حقيقة النوايا البريطانية والأميركية.
http://arabic.sputniknews.com/opinion/20151017/1015994977.html
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34397
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
رد: ماذا وراء إثارة قضية لوكربي مجدداً
غرب حقير لايشبع ابدا وهذا هو اسلوبه في الابتزاز والاستفزاز
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
استمروا
gandopa-
- الجنس :
عدد المساهمات : 8744
نقاط : 23072
تاريخ التسجيل : 03/08/2011
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا:
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 4 مايو - 0:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحلاس الصّهينة
الأحد 7 يناير - 7:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» النفير المقدس
الخميس 4 يناير - 1:50 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى شيوخ ومثقفي الخليج
الأحد 31 ديسمبر - 17:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» .سجل حضورك ... بصورة تعز عليك ... للبطل الشهيد القائد معمر القذافي
الإثنين 25 ديسمبر - 17:43 من طرف chlih
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:07 من طرف علي عبد الله البسامي
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» عملاق الردى
الأحد 24 ديسمبر - 17:15 من طرف علي عبد الله البسامي
» إجرام الغرب
السبت 16 ديسمبر - 16:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» فضبدة الخذلان
الجمعة 8 ديسمبر - 9:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» شرف المقاومة
الأحد 3 ديسمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» زمرة العز في زمن الهوان
السبت 2 ديسمبر - 13:22 من طرف علي عبد الله البسامي
» دليل التّردِّي
الثلاثاء 28 نوفمبر - 0:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» الخذلان المذل
الأحد 26 نوفمبر - 11:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحرارُ الخَلَف
الخميس 23 نوفمبر - 17:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» وثبة الابطال في اليمن
الأربعاء 22 نوفمبر - 17:11 من طرف علي عبد الله البسامي
» هان العرب
الأربعاء 22 نوفمبر - 6:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:03 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:02 من طرف علي عبد الله البسامي
» شعب الاباء في غزة
السبت 18 نوفمبر - 0:42 من طرف علي عبد الله البسامي