إلى متى الانتظار بقلم : الدكتور رمضان البحباح

الذي يدمر ثروة الشعب الليبي اليوم في الموانئ النفطية .. هو نفسه الذي دمر المؤسسات الامنية والشرطية ومعسكرات الشعب المسلح .. وهو الذي دمر كافة مؤسسات الليبيين منذ فبراير 2011 .. الفرق فقط في التسمية .. ففي فبراير 2011 وحتى إسقاط طرابلس وتدمير سرت كانوا يسمون (بالثوار) .. وفي فترة حكومات فبراير المتعاقبة سموهم (بالدروع) .. وسموهم (بفجرليبيا) .. وعديد التسميات التي ماأنزل الله بها من سلطان .. واليوم جزء من تلك المسميات يسمون (بداعش) .. كل التسميات وحّدَها الاستعمار الذي أنشأها لتدمير الشعب الليبي ومقدراته .. السيناريو الذي يجري هو التخلص من هذه المكونات بطريقة مبتكرة .. مدمِّرا معه ماتبقى من الشعب ومؤسساته التي بناها طيلة الاربع عقود من ثورة الفاتح .. ويفتح أبواب الدولة على مصرعيها أمام التدخل الاجنبي لاحتلال البلاد .. هذا هو المشهد وهذا هو المخطط الشيطاني الذي تم إعداده ويجري تنفيذه .. لامجال لايقاف هذا العبث وهذا الوضع المأساوي إلا بالوحدة الوطنية ومقاومة هذا العدوان بالقوة المسلحة .. هذا هو العمل المُلِحّ والضروري الذي لايقبل الانتظار .. أما محاولات تشكيل الحكومات هو ذر الرماد في العيون وتضييع الوقت وتمييع المعركة الواجبة .. أيها الليبيون الوطن ضاع وضيعته ثقافة الانانية والقبلية والجهوية والتربص الاستعماري .. الذي يتحين هذه الفرصة الذهبية التي منحناها له .. يامن تتصارعون وتتظاهرون ببطولات خادعة .. الوقت قد لايسعف الجميع في استرداد ماتبقى من الوطن .. سوف لن تجدوا مكان فوق الارض وتحت الشمس يستوعبكم .. الجميع سيلفظكم وسيطردكم لانكم فرطتم في وطنكم وسيادتكم .. قلبي على شعبي المسكين .. على أطفاله ونسائه وشيوخه الذين لاحول لهم ولا قوة .. وأسفي على شبابنا ورجالنا الذي ينتظرون في أوهام لن تأت .. فالميل يبدأ بخطوة والمجد لايتحقق إلا بالتضحية .