هيج ينتقد طريقة التعامل مع الأزمة الليبية بعد القذافي

انتقد وزير الخارجية البريطاني السابق، وليام هيج، أمس الثلاثاء طريقة تعامل الأمم المتحدة مع الأزمة في ليبيا بعد سقوط نظام القذافي، مطالبا الدول التي تدخلت في ليبيا بتولي مسؤولية إعادة الإعمار فيها، وفق ما نشرته اليوم وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وخلال الإدلاء بشهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية حول تدخل بريطانيا في ليبيا، قال اللورد هيج إن قيادة الأمم المتحدة لعملية إعادة الإعمار يمنح لها "الشرعية"، إلا أن المنظمة الدولية فشلت في أن تكون قوية بما يكفي لتنفيذ خطط لإعادة إعمار البلاد.

واقترح زعيم حزب المحافظين السابق أيضا أنه كان يجب الابقاء على السياسيين الذين خدموا في نظام القذافي في الحكومة لأنهم كانوا الأشخاص الوحيدين الأكثر خبرة بالبلاد.

جاءت تصريحات هيج أمام لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية حول قرار التدخل عسكريا في ليبيا في مارس عام 2011، وهي الفترة التي كان فيها هيج وزيرا للخارجية.

وقال وليام هيج "إنه من الواضح إن محاولة جعل العالم كله يعمل معا في إطار عملية للأمم المتحدة لها حسناتها، الجمع بين القيادة المنتخبة ديمقراطيا في ليبيا، وبرنامج دعم تقوده الأمم المتحدة له شرعية".

وأشار إلى أن "تحالف ارادة" يعمل على اعادة استقرار وإعادة البناء في ليبيا قد يكون أكثر فعالية من عملية تقودها الأمم المتحدة.

وقال اللورد هيج إنه بينما كانت المساعدة التي قدمتها الأمم المتحدة "قوية جدا" في بعض المجالات، مثل تنظيم الانتخابات، إلا أنها كانت ضعيفة في مجالات أخرى مثل حفظ النظام، وهو ما اتضح أنه عنصر حاسم.

وقال "كان هناك الكثير من التخطيط ولكن الأمم المتحدة لم تشعر أو لم يكن لديها القدرة لتكون قوية بما يكفي لتنفيذ تلك الخطط."

وأكد على أن أحد الدروس الأساسية من عملية التدخل عسكريا في ليبيا هو ضرورة عدم التسرع في عملية التحول نحو حكومة ديمقراطية مستقرة.

وقال هيج، في إشارة إلى النجاح غير متوقع لمرشحين أكثر تطرفا في الانتخابات التي جرت في ليبيا بعد أقل من عام بعد سقوط القذافي، إنه ينبغي تبني "عملية أبطأ" في المستقبل.

وأرجع وزير الخارجية السابق عدم الاستقرار في ليبيا حاليا، إلى الفشل الذريع للحكومة على "مدى أربعة عقود".

كما دعا الوزراء للتفكير في تدخلات مماثلة في المستقبل، قائلا "في مواجهة هذا الوضع مرة أخرى، وتقريبا على حدود أوروبا، يجب علينا اتخاذ هذا القرار مرة أخرى لحماية أرواح المدنيين، وأود أن أتساءل عن المعيار الأخلاقي في العالم الغربي إذا لم نتخذ مثل هذه القرارات".