مابعد داعش ... سايكس بيكو جديدة.

داعش صناعة أمريكية . هذه لاتحتاج أدلة أكثر من تصريحات قادة السياسة والأمن في أمريكا . واليوم أصبحت خطر حقيقي . وتعجز المكونات العسكرية والأمنية الوطنية عن مواجهته . بعد تفتيت المنظومات العسكرية والأمنية قبل الغزو والتدخل الغربي .
بدأت حملة مكافحة الإرهاب . وإن كانت بداية مموهة وغير جدية في ظل سيطرة القطب الواحد . لكنها اليوم تأخذ طابع الجدية لدخول أقطاب جديدة بأساطيلها ومخابراتها ومراكز معلوماتها .
لكن يطفو على السطح سؤال مهم . ماهو البديل ؟ . هل سترضى الدوائر الغربية بعودة الحال كما كان عليه من إستقرار وسيادة ووحدة وطنية . وهي التي عملت كل ذلك الجهد لزعزعة هذه القواعد ؟
من سوريا إلى العراق واليمن وليبيا . تدخل كل المخرجات لحلبة المفاوضات بشروط غربية صرفة . لأن مخرجات التدخل الغربي أو مابعد الربيع حتى وإن وجد فيها عنصر وطني وهذا ضعيف الإحتمال فهي تدخل واهنة وضعيفة ومشتتة وفاقدة الدعم الشعبي وفي وضع إقتصادي منهار وإنقسام يهدد بالإنفجار في أي لحظة . ومابقى من أنظمة مثل سوريا فهي تحت تأثير القوى العظمى سواء المعادية كأوروبا وأمريكا أو الداعمة مثل روسيا .
لنتعرف على المخطط الامريكي مابعد داعش وحسب تسريبات الصحافة الغربية .
* سوريا نحو التقسيم والذي قد يبدو في ظاهره فيدرالي لأقاليم حيث إن الحل الذي يطرحه الغرب في الغرف المغلقة مع الروس هو أن يكون إتحاد سوري ينضوى تحته أقاليم شبه مستقلة تشمل أقليم الأكراد في الشمال وأقليم العلويين في الساحل وأقليم الدروز في جبال الدروز وأقليم السنة الذي يشمل باقي المحافظات السورية .
* في العراق تطالعنا الصحافة بتسريبات عن إشتراط الأمريكان لمحاربة داعش هو القبول بوجود ثلاث أقاليم تخضع لحكم فيدرالي ببغداد . وتتمتع الاقاليم بصلاحية شبه مطلقة خاصة في الاقتصاد والاستثمار الخارجي والشؤون المحلیة . واکدت ذات المصادر أن واشنطن تعهدت أن تتولى حمایة الحکم الفیدرالي الجدید فی العراق بتأیید من مجلس الأمن مع العمل على مساندة حیدر العبادي کرئیس لحکومة فیدرالیة تمثل العراق . وقد جرى ابلاغ عدد من العواصم العربیة بصیغة العراق الجدید ما بعد داعش . وأن جسرا جویا سيبدأ لدعم الاقلیم السني من أجل النهوض به کون مدنه محطمة وبنیته التحتیة مسحوقة بفعل الحرب . وإن خطة تحرير الموصل جاهزة حال الإتفاق على هذا المخطط .
* في ليبيا حكومة توافقية بقرار من الأمم المتحدة . ستعطي الإذن بتدخل غربي لمكافحة الإرهاب الذي بدأ يوسع نطاق سيطرته وقريبا سيعلن إماراته في مناطق بالوسط والجبل الغربي والجنوب . والتسريبات أيضا تؤكد أن إشتراط التدخل بتنفيذ ذات المخطط العراقي وهو ثلاث أقاليم تحت حكم فيدرالي بالعاصمة . وستتعهد واشنطن بحماية هذا الحكم والمساهمة في إعادة الإعمار وتدريب الجيش وتقديم المساعدات وعودة الشركات النفطية للعمل .
* اليمن نحو عاصمتين في صنعاء وعدن وخمس أقاليم الأحقاف وزنجبار وتعز وصنعاء وعمران وهي بصلاحيات شبه كاملة وأطلعت بعض العواصم على المخطط الذي سيعرض على طاولة المفاوضات بعد إنهاك الجميع بحرب خليجية تديرها واشنطن .
* القوميون نائمون في العسل . والإسلاميين يطبلون لإنهيار سايكس بيكو القديمة بحلم الخلافة . والليبيراليين متمترسين تحت شعارات واهنة كالأردن أولا ومصر أولا . والمياه تجري من تحت أقدام الجميع نحو سايكس بيكو جديدة .
يقول الإسرائيلي اودد ينيون في عام 1982 ( يجب لبننة العالم الإسلامي " أي على طريقة لبنان " بأن يكون لكل طائفة دولة لكي تبقى إسرائيل اليهودية )
ويقول البريطاني من أصل يهودي برنارد لويس في عام 1992 ( يجب إشعال 9 حروب في المنطقة العربية وإماتة مشاعر التضامن العربي تدريجيا تم إنقراض القومية العربية . وأن يطبق في المنطقة نموذج الأمبراطورية الرومانية بحكم ذاتي لدويلات ضعيفة يقودها عدد من العجزة من جلدة الشعوب . يفعلوا مايحلو لهم مادام المال يصل لروما بإنتظام )
ويقول مدير الاستخبارات الفرنسية برنار باجوليه العام الماضي (أن الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة وأن دولا مثل العراق أو سوريا لن تستعيد أبدا حدودها السابقة ) وأضاف (المنطقة ستستقر مجددا في المستقبل ولكن ستكون مختلفة عن تلك التي أقيمت بعد الحرب العالمية الثانية )
أما جون برينان رئيس المخابرات الأمريكية قال (إن الأوضاع في دول مثل سوريا والعراق وليبيا تطرح أسئلة حقيقية عن الحلول الممكنة في ظل استحالة سيطرة أي حكومة مركزية على الأوضاع فيها خلال وقت قريب ) .
المؤامرة أكبر من شعارات ديمقراطية . والمخطط أكبر من خديعة الحرية . والأهداف أكبر من عقول قطعان الإعلام المأجورة . ولا حل إلا الصحوة قبل فوات الأوان ..
جلال بن زيان
الدائرة العلامية طلائع الجزائريين