الدكتور مصطفى الزائدي:حكايات ليبيات !!عن الوطن الجريح !! والمواطن المحفوف بالمخاطر اينما حل !!

ما ان يجلس ليبييان ،الا ويدور الحديث حول غرائب ما حل بالبلاد واصاب العباد !! ولا تتردد على الالسن الا الحكايات التي تبدو للوهلة الاولى انها من نسج الخيال !!
بالامس جمعني لقاء مع صديق عزيز !! من زمن مدرسة باب بنغشير الثانوية في نهاية الستينات ، لكن الحديث لم يدور حول ذكريات الماضي ، وشقاوة الطلاب ، وعنف المدير الراحل الفاضل عمرو الباروني الملقب وقتها بهتلر !!
بل استغرقنا ساعات في تبادل الحكايات عن عجائب الايام !!
اشياء لا يتصورها عقل انسان ، ويصعب تصديقها مع انها واقع اليم !!
طبيب اسنان !! معروف يخطف ويعتقل في صندوق السيارة الخلفي لمدّة اسبوعين !!
واسرة مخطوف تلجأ لطلب العون من احد المعارف الذي تربطه علاقة قربي بخاطفين !! بعد ان طلبو ا فدية ليس بمقدور المساكين تدبيرها !! فيعرض على كتيبة الخاطفين خمسون الفا من الدنانير !! لكن الرجل صعق بالاجابة !! "" والله ما تخلص ياحاج "" !!
فالخطف صار تجارة حيت يباع المخطوف بالباطن !!
وعن رجلا مسنا ، باع اغراضا لشخص ما ،واستلم مبلغ عشرون الف دينار ، وفي طريق عودته استوقفته سياراتان بها مجموعة من الشباب ، طلبو منه نفقودا ، فانكر ان بحوزته المال ، رد احدهم عيب يا حاج شائب كبير وتكذب ، انت قبضت قبل قليل عشرين الفا ، وامام فوهات البنادق دفع المال مرغما لا راضيا ، شاب اخر قال له اعطنا السيارة ، حاول الرفض لكنه عندما لاحظ اصبع الخاطف على الزناد ،سلم المفاتيح وهم بالمغادرة !! صرخ الثالث " معقولة ناخذوا الفلوس والسيارة ولا نطلق رصاصة ، ضروري نرمي الحاج بالرصاص ، والتفت الي المسكين ،ياحاج وين تبي الطلقة" !! لحظات سقط الحاج على الارض برصاصة في القدم !! كانت الحادثة امام اعين الناس الذين لم يبالوا بالمسكين الا بعد ان انطلق الخاطفون بعيدا !!
وعن رجل في الاربعينات ذاهب في زيارة اجتماعية مع زوجته ، استوقفته بوابة لمليشيات طلبوا منه النزول وتسليم مفتاح السيارة ، راكب ثلاثة من المجرمين وانطلقوا بالسيارة بمن فيها وبقي صاحبنا مرمي على قارعة الطريق !!
المهم !!
اعلم انكم تعلمون من القصص ما هو اشد غرابة وقسوة ، !! من قبيل قصة دورية الدواعش التي استوقفت سيارة يقودها رجل مسن ،سأله احد من كان بالدورية ،ان كان لديه سجائر ، فانكر صاحبنا ان يكون من المدخنين ، فرد عليه الداعشي " عيب حاج مصباح تكذب ، انت تدخن رياضي ، "وكشف عن وجهه فإذ به الراعي لديه وقد صار اميرا داعشيا !!
مع قصص اخرى عن طوابير الخبز !! وغرائب الانتظار امام المصارف !! وحكايات انقطاع الكهرباء !! والمولدات !! وما ادراك ما المولدات !! وصفقات المولدات ، وسرقة المولدات !!
وطن مليء بحكايات الحزن التي غطت على جرائم الدواعش ، بذبح الرجال ، وانتهاك الحرمات ، ونهب الارزاق !!
وطن مليء بمشاكل المخدرات !! وعصابات الحرابة !! منظمات الجريمة المنظمة الدولية !!
وطن فيه المواطن محفوف بالخوف اينما حل !!
اللهم ندعوك ان عجل لنا بالفرج !!
لكن دُعاؤنا لن تستجاب ما لم نشبك الايادي ونتسامى عن الاوجاع الشخصية ، لنضمد معا جراح الوطن .
المجد للوطن
مصطفى الزائدي
١٣.٥.٢٠١٦