خط " الموصل ـ الرقة ـ سرت "

بقدرة قادر خُلق الدواعش و فجأة شاهدناهم يتمددون في أصقاع المعمورة حتى خُيل للناس أن ياجوج و ماجوج قد بعثوا ثانيتا فمن أين أت هؤلاء الدواعش ؟
فلا هم نزلوا من السماء و لا هم خرجوا من الأرض ، حيث صار الجميع يدرك اليوم أن كل إستخبارت جهنم تقف من خلفهم لقتل المسلمين و تدمير البلدان و تقسيم الشعوب و تشويه صورة الإسلام و لحاجات أخرى فى نفس يعقوب.
ما يهمنا اليوم معرفة نوايا و أهداف المُحركين لهذا التنظيم حتى نعرف كيف نتصرف معهم .
لمادا قرروا الإنتهاء و الخلاص من هذه الكلاب التي أُصيبت بالسعار منذ فترة لمادا اليوم وليس غد ؟
لماذا فتحوا جبهات عسكرية من الموصل بدايتا من مدينة الفلوجة " المسكينة " مروار بمدينة الرقة المحافظة و وصولا إلي مدينة سرت المجاهدة ؟
ما الذي يريدونه هؤلاء " الأوغاد المجرمون " بعد خراب مالطا ؟
التسريبات الإستخبارتية تقول أننا أمام منحى تاريخى هام يعترف فيه المحور الصهيو ـ غربي بإنتصار المحور الآخر في سوريا إعترافا ضمنيا ، و أننا أمام توافقات دولية مصيرية و على كل طرف تصفية أوراقه الضاغطة و داعش واحدة من هذه الأوراق التي إنتهت مدة صلاحياتها بعد أفول تنظيم القاعدة في إنتظار سيناريو آخر ؟
عندما تتصارع الفيلة يكون الحشيش هو الضحية و عندما يتقاسم الكبار الأرباح يتقاسم الصغار الخسائر ، و نحن اليوم أمام توجه أمريكي نحو الإستغناء التدريجي عن الحلفاء " الخليجيين و الأتراك " لتعويضهم بحلفاء جدد و كما يتم اليوم التضحية بداعش سيتم التضحية ب " أوردوغان " و " آل سعود " قريبا سواء أتغيرت الإدارة الأمريكية أو لم تتغير فهناك تحكمهم الإستراتيجية و ليس مثلما هنا تحكمنا الأهواء و العاطفة .
كم دفعت مدينة الفلوجة سابقا علي يد القوات الأمريكية المحتلة حتى تدفعه اليوم علي يد أعوان و نتائج الغزو الأمريكي للعراق و كم دفع العراقيون من دم و دموع حتى يدفعونه اليوم ؟ كم دفع آهالي مدينة الرقة و كل المدن السورية الخاضعة لمختلف التنظيمات و الجماعات الإرهابية حتى يواصلون اليوم دفع مزيد من ضريبة الدم و الدموع بعد إحتلال مدنهم و قبل تطهيرها ظاهريا اليوم علي يد محركي وممولي و مسلحي تلكم التنظيمات ؟ و كم دفع آهالي سرت المجاهدة أثناء و بعد عدوان النيتو من قتل و سجن و تشريد و دمار حتى يدفعونه اليوم لقاء تسليم المدينة في يد دواعش البغدادى و تطهيرها منهم ؟
" الله لا تربحهم عاملين مثل المنشار طالعين واكلين نازلين واكلين "
بمعنى أخر جرت الأمور في بلداننا العربية مؤخرا و كنتيجة لنقص الوعي الشعبي أن تدفع البلدان و الشعوب العربية ضريبة المؤامرة عدا و نقدا فى إنتظار مجىء ذلك اليوم الذي ننتظره لنرد لهم الصاع صاعين و ندفعهم الثمن غاليا .
في إنتظار ذلك لك الله يا مدينة الموصل .. الرقة .. سرت .