فطور على ضوء الشمعة

هكذا سيقضى الليبيين شهر رمضان في الظلمة و سيتناولون فطورهم و سحورهم علي ضوء الشمعة ، لن يكون مشهد رومانسي و لكنه سيكون مشهد دراماتيكى كغيره من مشاهد المآساة الليبية ، و هل هنالك مشهد أشد ظلمة من ظلم الإستعمار ؟
هناك عدة حلول مُمكنة التطبيق بخصوص مشكلة الكهرباء في ليبيا ، فليبيا بلد غني و لذيه إحتياطى مالى كبير يُمكنه أن يصنع طريق في البحر ـ كما يُقال ـ  و لكن الحكومات المعاقبة فشلت في إيجاد حل سريع و فعال لهذا المشكل بسبب أنها تبقى حكومات بلا قرار مستقل و لا سيادة وطنية .
لبنان البلد العربي غير النفطى وجد حلا لمشكلة الكهرباء في الصيف الماضى بإستراده لسفينة تركية  تحوى على عداد كهربائي ضخم ، و طبعا مصراتة بحكم علاقتها الوطيدة بتركيا لن تُعدم مثل هذه الوسيلة لكن باقى المدن الليبية هي من تعانى من هكذا مشكل يومى يمس الحياة اليومية للمواطن الليبي .
كعادتهم سيجدون مبررات لفشلهم  و كلنا يتدكر أن الدولة الليبية في عز العدوان  إستطاعت توفير الكهرباء للجميع و الخلل في الكهرباء ظهر متعمدا بسبب إقتراب موعد الهجوم على طرابلس .
هذا يعنى أن المشكلة التقنية التى يتحدثون عنها و يرجعونها للحرب الدائرة في ليبيا هي في الأساس مشكلة سياسية و لن يحلها سوى قرار سياسى مستقل  فمن هو الشخص الذي يملك قراره السياسي في ليبيا .
إنهم يحاولون إدخالكم  و حصركم في زاوية المشاكل اليومية المتعلقة بالغداء و الوقود و الدواء و الكهرباء ... حتى تنسون المشكل الرئيسى ..؟
المشكل الرئيسى هو نتائج عدوان النيتو .. عندما نتخلص منه ينفتح باب الحلول الفعلية و الحقيقية ؟