سرت ثانية و ثالثة و عاشرة ...

بعد سيطرة الدواعش على مدينة سرت المجاهدة في صفقة مع ميليشيات مصراتة خرج علينا بعض الناس ليقولوا " جهنم داعش و لا جهنم المزاريط " برغم أن كلاهما وجهان لعملة واحدة و كلاهما لا و لن يكونوا راحمين بأهالي المدينة المجاهدة ، حينها قلناها لكم الشر الذي نعرفه أفضل من الشر الذي نجهله و هي نفس المقاربة التي قيلت على لسان البعض عندما رقصنا جميعنا طربا للمحاولة الإنقلابية التي حدثت في تركيا ضد عدونا اللدود المجرم " أردوغان " و التي إتضحت بعض من معالمها السياسية مؤخرا كون الو م أ كانت علي علم مسبق بها و حاولت حسب تلكم المقاربة تعويض الشر الذي نعرفه بشر آخر نجهله .
عموما .. حرب سرت تم إتخاد قرار شنها منذ هجومات " باريس " الأولى و تم التخطيط لها من قبل الأسياد منذ أن بدأ الدواعش يهددون في منطقة الهلال النفطي و ذلك بأن هيؤا الأجواء لعودة " المزاريط " إلي المدينة عن طريق حكومة " فايز السراج " و التي ستنتهى مهمتها بمجرد مغادرة الدواعش لمدينة سرت تحت طائلة جملة من الإتهامات المُعدة مسبقا و التي تخص الشأن الإقتصادي و الإجتماعي بالدرجة الأولى .
قلناها لكم سابقا إنهم يستهدفون المدينة في قيمتها المعنوية و يسعون لدمارها حتى لا يتركوا أثر من إنجازات القائد الشهيد معمر القدافي و ها قد رأيتم أين تركز الدواعش داخل المدينة و هم بذلك يستدعون الطائرات و الصواريخ في المناطق عينها التي لم يدمرها عدوان النيتو ذات يوم ، و هم يستهدفون بالدرجة الأولى و الأخيرة ذلك الوفاء الذي مازال عليه آهالي المدينة .
فمن سيدفع مصاريف الحرب المكلفة ؟
ستنتهى الحرب في سرت قريبا و لن تشاهدوا سوى بعض الجثت لقتلى الدواعش في إستعراض إعلامي هزيل الإخراج ، أما الباقي من الدواعش فهناك مناطق أخرى في حاجة إلي تواجدهم داخل و خارج ليبيا من قبل مُستخدميهم و كما صرنا نعلم هناك إرهابيون خيرون و أخرون من الأشرار ، الدواعش التي أصابها السعار و بدأت تعض في يد مُستخدميها سيتخلصون منها داخل أسوار مدينة سرت أما الأغلبية المتبقية فسيتم نقلها و توظيفها فى مناطق أخرى .
الحل بسيط في نظرى .. مصراتة فقدت الكثير من أبنائها في هذه المعركة و هي غير مستعدة للتضحية بالباقي داخل المدينة و عليه يجب على آهالي سرت العودة الفورية بعد تحرير المدينة و التمسك بالأرض مهما كلف الأمر من مزيد من التضحيات و محاولة عدم ترك المجال " للمزاريط " و لعملائهم بالعودة ثانيتا إلي المدينة علي طريقة " بني وليذ " التي صفت كل جردانها و وضعت المجلس الإجتماعي للمدينة كواقع مفروض علي الأرض .
و إلا فلننتظر المهدى المنتظر .