الاهرام:احتجاجات وانشقاقات في ليبيا.. ردود فعل غاضبة على حوار محمد الزوي مع "بوابة الأهرام"

ثار حوار أدلى به محمد الزوي رئيس المؤتمر الشعبي العام (البرلمان) في لبيبا لـ"بوابة الأهرام" جدلًا كبيرًا في الشارع الليبي، وأدى لإعلان انشقاقات داخل جبهة سياسية كانت قيد الترتيب.

كان محمد الزوي قد حمل أبناء العقيد معمر القذافي - خلال حواره - مسئولية انهيار النظام الليبي، مما جعل مراقبين للشأن الليبي يشككون في نوايا الزوي في هذا التوقيت، الذي يحاول فيه أنصار سيف الإسلام القذافي (نجل العقيد) إعادته للمشهد السياسي باعتباره المخلص لليبيا من الانقسام الذي تعانيه.
وكان لتصريحات الزوي دور كبير في تمزيق الجبهة الوطنية لليبيا المزمع تشكيلها من جبهات وائتلافات سياسية مثل "جبهة النضال الشعبي، والجبهة الشعبية للنضال، والجبهة الشعبية لتحرير لبييا، وتحسب تلك الجبهات علي رموز النظام السابق، وكانت قد بدأت خطوات دمجها بالفعل حتي تم نشر الحوار، الذي أثار بلبلة داخل الجبهة وصلت لحد التخوين.
وحدثت مظاهرات واحتجاجات في بعض المدن الموالية لنظام الفاتح تطالب الزوي بترك العمل السياسي واتهامه بأنه طامع في الحكم ولذلك حاول تشويه صورة أبناء القذافي من أجل مصالح شخصية، وهذا ما يعد خيانة، على حسب قولهم.
كان الزوي قد ذكر في حواره مع "بوابة الاهرام" أن أبناء القذافي أفشلوا صفقة السلاح مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وكان ذلك سببا في انقلاب فرنسا على النظام، بينما يؤكد مقربون من أسرة القذافي أن أولاد العقيد هم من دفعوا لإتمام الصفقة بينما أوقفها وقتها أبو بكر يونس جابر رئيس اللجنة العليا المؤقتة للدفاع (وزيرالدفاع)، وعبد الرحمن الصيد الكاتب العام للجنة، لصالح علاقتهما بروسيا.
وكان لشهادة الزوي حول أحمد قذاف الدم -ابن عم العقيد ومنسق العلاقات المصرية الليبية- دور في إثارة جدل حاد، حيث قال الزوي إنه سأل القذافي شخصيًا عن خروج أحمد من النظام بهذه الطريقة، وكان الرد وقتها من قبل القذافي إن ما حدث تم بأوامر شخصية منه.
وأثار هذا الرد استغرابا لأنه إذا كان تعقيب القذافي صحيحًا، فهل كان من ضمن الاتفاق أن يخرج ويهاجم القذافي علي شاشات الفضائيات بل ويطالب الشباب بالخروج للشارع ومناصرة الثورة؟!
وفي إطار ردود الأفعال قال عمر أبو شريدة رئيس اتحاد طلاب شباب المغرب العربي السابق لـ"بوابة الأهرام"- إن تاريخ محمد الزوي أكبر من أن يقيمه أحد فهو رفيق القائد معمر القذافي ولكن في حواره مع "بوابة الأهرام" جانبه الصواب في بعض النقاط، فيما يتعلق بتحميل أولاد القذافي مسئولية سقوط النظام.
وأكمل أبو شريدة: "لايوجد نظام مثالي منذ عصرالخلافة الإسلامية الراشدة، حتي سيدنا عثمان خرج عليه من يثور واتهمه بالفساد الموجود حتى في دول كبرى، ولم نر خروج الشعب لتدمير البلاد بحجة قضايا فساد".
وأضاف: "النظام الليبي كان فيه فاسدون، ولكن لم يكن النظام الجماهيري فاسدًا، والفساد كان من بعض الرموز المعروفين".
وعن ردود أفعال مواقع التواصل الاجتماعي ما نشر على صفحة "المقاومة الليبية الباسلة وفضح جرائم الناتو" حيث نشرت بعنوان "السحب من رصيد الزوي"، وقالت: لا أحد ينكر أن محمد الزوي لديه رصيد كبير جدًا من المواقف الوطنية المشرفة كافي لتغطية أخطاءه مهما كانت كبيرة، لكن ثمة فرق بين الأخطاء والخطوط الحمراء.
بينما قال عمر الحمدي علي صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" محمد الزوي سياسي يحاور فيناور، ردوا عليه وصححوا فذلك شأن العقلاء.
ومن جانبه تساءل إبراهيم معتيق علي صفحته"فيسبوك": ما الذي يدعو أقطاب سبتمبر والذي كان يعول عليهم نظام القذافي أن يدلوا بتصريحات تبدو للعوام أنها انهزامية أو تخاذل عن موقفهم، أتحدث عن السجناء.. فما الذي دعا الزوي وقبله قذاف الدم أن يقولا ما قالاه؟
وأكمل: هل هي ظروف السجن والمعاملة، أم طرق التعذيب البدني والنفسي؟
بينما تمنت صفحة القيصر المقريحي أن تكون تصريحات الزوي ناتجة عن زهايمر وليس خيانة.
ووجهت صفحة صلاح أجنف رسالة للزوي مفادها "التاريخ أطول من العار يا زوي".
وقال محمد سيف المجد "مهما قلت في القائد معمر القذافي والنظام الجماهيري، لا يزيدنا إلا تمسكًا بهم ورفضًا لك ولأتباعك المنبطحين".
يذكر أن العديد من وسائل الإعلام الليبية تناقلت حوار "بوابة الأهرام" مع محمد الزوي، وكان أبرزها موقع ليبيا الرسمية، ووكالة ليبيا الرقمية، وجريدةالوسط، والموقع المصري الجورنال.