ليلة استشهاد خميس معمر القذافي

لا ألوم من يضنه حي.. كان خبر استشهاده جد غامض نظرا لإنقطاع الإتصالات يومها من جهة و نظرا لحصار بني وليد الكامل من جهة اخرى ....
بعد سقوط طرابلس بأيام توجهنا الي بني وليد صخرة الصمود الثانية حتى يلتحق رجالنا بمعركة الدفاع رفقة الأشاوس .....
كان راديو بني وليد المحلي وسيلة الربط الثانية بين الرفاق داخل المدينة ووسيلة تناقل الأخبار ايضا , اجلس جانبه بالساعات استمع لملاحم الفخر و الجهاد ملحمة إعلان استشهاد شهيد تلو الأخر ....
تم امهال بني وليد 48 ساعة من قبل الناتو واعوانه للإستسلام ام الاقتحام ..اُعلن أثرة عن اجتماع طارئ لمشائخ القبائل و كبار المدينة ..
كانت بني وليد تعيش اصعب لحظاتها التاريخية لكونها الجبهة رقم 2 بعد طرابلس ولكونها احتضنت اشراف الرجال القادمين لها مع الثبات و الاصرار الشديد على الصمود و الإستمرار في القتال الي اخر لحظة .ملحمة من الوفاء و البطولة
و في تلك الليلة ... ليلة 26 من شهر رمضان 2011 .
تكلم المذيع على الراديو بنبرة كلها حزن وصراخ قائلا حرفيا:
(( نوضي يا بني وليد نوضوا يا ورفلة خميس معمر القذافي استشهد .... ولد القائد جايكم فازع ليكم ))
لم يتمالك اعصابه و توقف البث لدقائق تزامننا مع بدأ اطلاق الرصاص بشكل كثيف تقديسا لأرواحهم الطاهرة التي غادرتنا .....كان الموقف مشحون حد الإنفجار .
عاد البث بعد عودة الرفاق من الخطوط الامامية و توضحت الصورة اكثر ....
عندما علم القائد بخبر حصار بني وليد و الضغوط المفروضة عليهم ارسل ابنه خميس رفقة ابن خالته محمد عبد الله السنوسي للإنضام و القتال بصفوفهم رفعا من معنويات الأحرار و لمؤازرتهم في معركة الرجولة و الشهامة و الشرف .
وفي الطريق ما بين بني وليد وترهونة ما نامت اعين الخونة و العملاء .. قصف الحلف الباغي سيارتهم قصفا غادرا و مدروس...
فور انتشار الخبر توجهت مجموعة من الاحرار للموقع تزامنا مع توجه صعاليك الناتو اليه لم يبقى من اجسادهم الطاهرة شيئا...من قوة الغارة التحم هيكل السيارة في بعضه البعض و كادت ان تختفي ايضا .. كان من المستحيل العثور على الجثامين او حتى على رماد ..
من تلقى المعلومات بقدوم المجاهد خميس قلة قليلة بعضهم لازال حي و بعضهم اما استشهد يومها او التحق بالأسرى ..
ولهذه الأسباب كان ولازال خبر استشهاد البطل خميس محض نقاش و شك و ريبة ...
وكل ذلك يرجع للأوضاع الغير طبيعية التي لازمتنا بعد طرابلس و بعد تبعثر شملنا في تلك الحرب ...حتى سقوط الوطن في ايدي الساقطين .
معركة الشرف و الصمود حرب افقدتنا اعز رفاقنا كل نال الشهادة بطريقته ......
نقلت لكم ما شهدت وقوعه هناك و احداث سمعتها يومها فما كان لي الا شرف توديعه في يوم تلك الفاجعة ..
موقف لن انساه ما حييت سلام على ارواحهم الطاهرة .....
البطل خميس معمر القاذفي رفقة البطل محمد عبدالله السنوسي
وكل التحية لبني وليد الأبية و رجال بني وليد الشجعان الأوفياء ..

نعم خسرت الامه اعظم رجالاتها من الشيب والشباب، وهذا هو الشعب الليبي البطل.

ما فات قد فات ومن استشهد فقد نال شرف الجهاد في سبيل الله.

لابد ان يتحمل الجميع مسؤلياته والابطال هم الذين يصنعون التاريخ.

اما التناحر عبر الاثير وعبر الفضاءات فلن ينتج عنه الا فقدان الوطن ومزيد من الذل والمهانه.

لابد ان يستوعب الجميع الاخر، فنحن اليوم في وضع لا نحسد عليه، لم يبقى الا الترصد والشب والشتام وكاننا لم نكن نتمي لوطن يقود قائد فد له فكره ومبادئه، فقدناه ففقدنا كل شيء.

استعادة الوطن هي المهمه التي لابد ان يلتقي عليها الجميع وبعدها فليحاسب من كان سببا في كل ما حدث.

يبقى الاسلوب الذي ننتهجه في تحقيق الهذف المنشود، فهذا يحتاج الى جهد صادق ونيه حسنه وفهم ووعي لواقعنا اليوم، الذي اصبح متشابكا.