موسم الجلامة .. وما يتميز به

يبدأ موسم جز صوف الغنم "الجلامة" مع بداية فصل الصيف (اواخر شهر الطير الى بداية شهر الماء) -وذلك استعداداً لموسم الصيف لتخفيف شدة الحر على الاغنام-
للجلامة طقوس تراثية خاصة تتوارثها الأجيال من الآباء ومازال يحرص عليها (البوادي) رغم المتغيرات والتطورات التى نالت من كثير من الموروثات.

ومن هذه الطقوس "الضيافة" وهى ذبح عدد من الخراف فى الصباح الباكر لإطعام المشاركين فى عملية جز الصوف من "الجَلاّمة" وهم الأشخاص المتخصصون فى عملية الجز والمعاونون لهم من الرعاة وأصحاب الغنم والجيران والأقارب الذين يساعدون فى هذه العملية، وهناك أهازيج "قذاذير" وهى أغانٍ بدوية يتم ترديدها طوال اليوم، ومنها أهازيج بدء العمل وأخرى أثناء العمل طوال اليوم، وهناك "قذاذير" نهاية العمل، حيث يبدأ العمل عقب وجبة الإفطار فى الصباح الباكر، ثم يتوقف المشاركون لتناول وجبة "الضحى" وتكون وقت الضحى، أما تناول الشاى فهو متكرر على مدار الساعة.
ومن الموروثات والطقوس "القذاذير" الافتتاح وهى غناوى جَزّ الصوف الأولى، وتبدأ بالتفاؤل كمدح الجَلاّمة أو سِيْد الضان أو الضأن نفسها مثل:
"يَرْعاهم الله يا ضان ،، أَسْيادِك وفَزّاعتِك الكِل"
"الضان والْجلَم والبَيْت ،، نهارة ملاقاهِن طرَب"
"الضّان كلّ يَوْم تْزِيْد ،، عَ الرّاعى غَلا مَو لَوّلِى"
والشخص الذى يأتى مُتأخِّراً عن الجلامة يقول عند وصوله بصوت مرتفع (النُّور يا جَلاّمة النُّور) فيردُّون عليه: (النُّور ولا ظلام القبُور).
وقد تطول عملية الجلامة كلما كان قطيع الأغنام كبيرا، فيحتاج "الْجَلاّمة" إلى إراحة أيديهم واحيانا يكون ذلك "بالشتّاوة".
ويتم تقديم وجبة المثرودة وقتُ الضحَى "الضحى"، وقد يُبادِر "الجَلاّمة" بطَلَبِها إذا تأخرت، وذلك من خلال "الترجِيْز":
"يا رَحّام نريد طعام .. يا رَحّام نريد طعام"
وتتكون "الْمثروده" من الخبز "الفطاطيح" أى بدون خَمِيْرة والذى يُفَتّت قِطَعاً صغيرة ويُضاف إليه الزبدة والتمر والبيض المسلوق، كما يقدم اللبن مع المفروكة.
وهناك وجبة أخرى بعد (الْمَثرودة) وهى كبد وكلاوى الضأن المقلية (القلايا)، وتُقَدَّم بعد ذبْح الشاة وقد تَذْبَح أكثر من شاة حسب عدد الضيوف.
ووجبة الغداء هى "الرز" ولحم الضأن، أمّا الشاى فهو يُقَدَّم بشكل متكرر وتكون عِدّة الشاى (العدالة) قريبة من بيت الجلامة أو داخله.
ويردد المشاركون "قذاذِيْر" أهازيج الخِتام مع قرب الانتهاء من الجلامة بالتفاؤل كما بدأ بالقول:
"انْجوك يا الضان جدِيْد ،، نَلْقَوك بالْحَوالَى زايْدة".
وعند خِتام الجلامة عند "جَلْم" جز آخر الغنم لا يُقال انتهت الضأن أو كملت أو أيّة لفظة تدل على الانتهاء ولكن يُقال (بَيّضَت) من البَياض.