ذكرى استشهاد شيخ الشهداء .. المجاهد البطل عمر المختار

بسم الله الرحمن الرحيم
" من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ......"
خيرت فاخترت المبيت على الطوى ،، لم تبغ جاها او تلم ثراء
ان البطولة ان تموت من الظمأ ،، ليس البطولة ان تعب الماء
تمر علينا اليوم ذكرى استشهاد شيخ الشهداء .. المجاهد البطل عمر المختار
ففي مثل هذا اليوم من شهر سبتمبر عام 1931 طلعت روحه الطاهرة الى بارئها بعد ان نفذ فيه جلادوه المستعمرون الايطاليون حكم الاعدام شنقا بمدينة سلوق امام حشد كبير من الرجال والنساء والاطفال ..
لم يخف ولم يرتعش .. لم يخضع ولم يخنع ولم يهادن .. كان صنديدا في حياته وعملاقا في موته .. سار الى الشهادة باسم الثغر مرتفع الهامة بكل شموخ الرجال وايمان الابطال ..
لم يكن يتطلع الا الى مرضاة ربه والذود عن حياض وطنه .. لم يغير ولم يبدل .. لم يعط الدنية لا في دينه ولا في وطنه .. اتته الدنيا وعرض عليه المستعمرون المناصب والأموال ووعدوه بالجاه ؛ ولكنه ركلها بقدمه ورفض كل عروضهم واغراءاتهم .. قاتلهم بكل عنفوان الشباب رغم بلوغه من العمر عتيا .. لم تكن له الا معركة واحدة .. وقضية واحدة .. حرية الوطن .. مقررا انه لايمكننا ان نقبل الا نعيش احرارا فوق ارضنا او ان نستشهد .. وكان شعاره النصر او الشهادة ... اعطى المستعمرين دروسا في الأخلاق ولقنهم دروسا في فنون القتال ...
رحم الله شيخ الشهداء .. لقد وهب حياته رخيصة من أجل ان يعيش الوطن كريما .. اختار الوطن فأصبح خالدا بهذا الاختيار ... روحه الخالدة لازالت ترفرف على ربوع الجبل الأشم .. فليتنا نستذكر جهاده ورفاقه .. اجدادنا واباءنا الذين ضحوا بالغالي والنفيس ليتركوا لنا وطنا عزيزا شامخا .. وهانحن فرطنا في هذا الوطن واستنفذنا كلما تركوه لنا من رصيد ..
استمطر شآبيب الرحمة على روح شيخ الشهداء وعلى ارواح فرسان الجهاد من كافة مناطق الوطن الحبيب في هذا اليوم الذي اخترناه ليكون يوما للشهيد .. وارجو ان تكون هذه الذكرى بداية لاسترجاع الوعي والصحوة لانقاذ هذا الوطن الجريح ..
المجد والخلود للشهداء الابرار الذين رووا بدمائهم الزكية تراب هذا الوطن
والخزي والعار للخونة والعملاء واذناب الاستعمار
بقلم / جرير اليعرباوي