ﻃﺮﺩ ﻭﺇﺟﻼﺀ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻮﻃﻦ

ﻃﺮﺩ ﻭﺇﺟﻼﺀ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻮﻃﻦ
28 - ﻣﺎﺭﺱ - ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ / 1970 ﻑ
ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ " ﻣﺎﺭﺱ " ﺍﻟﺬﻛــﺮﻯ ﺍﻟـ "48" ﻟﻄﺮﺩ ﻭﺇﺟﻼﺀ
ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺎﺿﻞ ﻣﻦ ﺍﺟﻠﻪ
ﺍﻵﺑﺎﺀ
ﻭﺍﻷﺟﺪﺍﺩ ﻭﻗﺪﻣﻮﺍ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺣﻤﺎﻳﺘﻪ ﻭﺗﻄﻬﻴﺮ ﺃﺭﺿﻪ ﻣﻦ ﺟﺤﺎﻓﻞ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ
ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻴﻦ ﻗﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻼﺣﻘﺔ ﻋﺒﺮ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ
ﻭﻣﺴﺘﺸﻌﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺩ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻻﻧﺠﺎﺯ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻧﺤﻦ
ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺎﺕ ﻳﺸﺎﺭﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﻞ ﺣﺮ ﺍﺑﻲ ﻣﻦ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺮﻓﺾ ﺟﻤﻴﻊ
ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻜﺒﺎﺭ
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻲ ﺗﻤﺮﺓ ﺟﻬﺎﺩ
ﻭﻛﻔﺎﺡ ﻣﻘﺪﺱ ﻭﻓﺎﺗﺤﺔ ﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻭﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ
ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻋﺒﺮ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻈﺎﻓﺮﺓ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮﺓ
. ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﺟﻼﺀ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻣﻦ ﺃﻏﻠﻰ ﻭﺃﻋﻈﻢ
ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪﺓ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﻧﻮﺍ
ﻃﻮﻳﻼ ﺟﺮﺍﺀ
ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺻﻨﻮﻑ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻄﺎﻭﻝ ﻭﺍﻻﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺟﻨﺒﻴﺔ ﻃﻴﻠﺔ ﻓﺘﺮﺓ ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﺍﻹﺟﻼﺀ ﺳﺒﺒﺎً
ﻣﺒﺎﺷﺮﺍً ﻭﺩﺍﻓﻌﺎ ﻗﻮﻳﺎ ﻟﻠﻤﻮﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻻﻣﻢ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺑﻄﺮﺩ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺟﻨﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺠﺎﺛﻴﺔ ﻓﻮﻕ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻐﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﺗﻨﺘﻘﺾ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ ﻭﺣﺮﻳﺘﻬﺎ ﻭﺳﻴﺎﺩﺗﻬﺎ .
ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻭﻡ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺟﻨﺒﻴﺔ ﻓﻮﻕ ﺃﺭﺿﻪ ﻭﺭﻓﺾ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ
ﻣﻌﻬﺎ ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻻﺟﻼﺀ ﺗﺘﻮﻳﺠﺎً ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻭﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍً ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ
ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻋﺎﻡ 1969 ﻣﻜﺒﻠﺔ
ﻭﺳﻴﺎﺩﺗﻪ ﻣﺴﺘﺒﺎﺣﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺪﻧﻬﻢ ﻭﺷﻮﺍﺭﻋﻬﻢ ﻭﻗﺮﺍﻫﻢ
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ
ﺍﻟﺒﻐﻴﺾ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺟﻨﺒﻴﺔ .
ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻻ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺑﺨﻴﺮ .. ﻓﻘﺪ ﺣﺮﻣﺘﻬﻢ ﺳﻴﺎﺩﺗﻬﻢ
ﻭﺣﺮﻳﺘﻬﻢ ﻓﻮﻕ ﺃﺭﺿﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺣﺮﻣﺘﻬﻢ ﻓﻼﺣﺔ ﻭﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺭﺽ ﻭﺻﻨﻊ ﻏﺬﺍﺋﻬﻢ
ﻣﻦ ﺍﺩﻳﻤﻬﺎ ﺑﻞ
ﺣﺮﻣﺘﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺷﻮﺍﻃﺌﻬﻢ ﺍﻟﺪﺍﻓﺌﺔ .. ﻛﻤﺎ ﺣﺮﻣﺘﻬﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﺠﻮﺍﻝ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻣﺪﻧﻬﻢ ﻭﻗﺮﺍﻫﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻗﺮﺏ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ
ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ
ﻻﺟﺮﺍﻡ ﻭﻋﺠﺮﻓﺔ ﻭﺍﺳﺘﻬﺘﺎﺭ ﻋﺴﺎﻛﺮﻫﻢ .
ﻟﻘﺪ ﺷﻜﻠﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻟﺘﺪﺭﻳﺐ
ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﻭ ﺍﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﻴﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﺸﻘﻴﻘﺔ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ
ﻟﺴﺎﻥ ﺍﺣﺪ
ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩ ﻭﺑﺎﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ": ﻧﺮﻳﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ
ﻗﺬﻯ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ " ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ
ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﻋﻠﻰ
ﻣﺼﺮ ﻋﺎﻡ 1956 ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﻳﻮﻧﻴﻮ "ﺍﻟﺼﻴﻒ " ﻋﺎﻡ 1967 ﺿﺪ ﺍﻻﻣﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺃﻱ ﺟﻬﺪ ﻳﺮﻣﻲ ﺍﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗﻮﺗﻬﺎ
ﻭﻗﺪﺭﺍﺗﻬﺎ .
ﻭﻳﺤﻖ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻥ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻔﺨﺮ ﻭﺍﻻﻋﺘﺰﺍﺯ ﻭﺍﻥ ﻧﻌﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﺓ ﺣﺘﻰ ﺗﻈﻞ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻓﻲ ﻭﺟﺪﺍﻧﺎﺕ ﺍﻻﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻭﺍﻥ
ﺗﺴﺘﺨﻠﺺ ﺍﻟﺪﻭﺭﺱ ﻭﺍﻟﻌﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ .
ﻭﻻﺑﺪ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺴﺘﺬﻛﺮ ﺇﺟﻼﺀ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﺭﺽ
ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻥ ﻧﺮﺟﻊ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﻧﺠﺎﺯ ﺍﻥ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻟﻮﻻ ﺍﺭﺍﺩﺓ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ
ﺍﻟﺼﻠﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺩﻓﻊ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﻓﻲ
ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﻧﺼﻒ ﺍﺑﻨﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﻛﻔﺎﺣﻪ ﻭﺟﻬﺎﺩﻩ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ ﺍﻟﻄﻠﻴﺎﻥ .
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﺻﺮﺍﺭ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﻗﺎﺋﺪﻫﺎ ﻣﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻻﺟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻻﻧﺒﻼﺝ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ
ﻓﻔﻲ ﺍﺣﻴﺎﺀ ﺫﻛﺮﻯ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻓﻲ 16/9/1969
ﻭﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺧﺎﻃﺐ ﺍﻻﺥ / ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺤﺘﺸﺪﺓ
ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻻﻭﻝ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ
ﻗﺎﺋﻼ ": ﺍﻥ ﻣﻮﻗﻔﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺘﻔﻮﻥ ﺑﺴﻘﻮﻃﻬﺎ ﺍﺻﺒﺢ ﺟﻠﻴﺎً
ﻭﻭﺍﺿﺤﺎً ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻮﻗﻔﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺧﺎﻓﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ .. ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺐ
ﺛﺎﺋﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺟﻨﺒﻴﺔ ﺟﻨﺒﺎ
ﺍﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻭﺃﻛﺪ ﺍﻻﺥ / ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺍﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻻﺟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻰ
ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻮﻃﻦ
ﻗﺎﺋﻼ : ﺍﻥ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺑﺎﺕ ﻣﺤﺪﻭﺩﺍ .. ﺍﻥ ﻋﻤﺮ
ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺑﺎﺕ ﻗﺼﻴﺮﺍ ﺍﻥ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻓﻲ ﺍﺭﺿﻨﺎ ﺑﺎﺕ ﻭﺍﺿﺤﺎ .. ﺍﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻘﺒﻞ
ﻗﻮﺍﻋﺪ .. ﻭﻻ ﻧﻘﺒﻞ ﺍﺟﻨﺒﻴﺎ ﻭﻻ ﻧﻘﺒﻞ ﻣﺴﺘﻌﻤﺮﺍ ﻭﻻ ﺩﺧﻴﻼ .. ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ
ﻭﺍﺿﺢ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﺍﻟﻌﺪﻭ
ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻖ .. ﺍﻥ ﺍﻟﺠﻼﺀ ﻗﻀﻴﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻬﺎ .. ﺍﻥ ﺍﻟﺠﻼﺀ ﺷﺮﻁ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻟﺤﺮﻳﺘﻨﺎ ..
ﺍﻥ ﺣﺮﻳﺔ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﺟﻨﺒﻲ ﻳﺤﺘﻞ ﺟﺰﺀً ﻣﻦ ﺃﺭﺿﻨﺎ ؛؛
ﺭﻓﺾ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﺭ .. ﺍﻥ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ..
ﻭﺗﻌﺮﻑ ﻣﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﻋﺪﺍﺋﻬﺎ .. ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻜﻢ : ﻻ ﺗﻀﻴﻌﻮﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ
ﻳﻔﻴﺪ .. ﻓﻼ ﺑﻘﺎﺀ ﻟﻜﻢ
ﻭﻻ ﺃﻣﺎﻥ .. ﺍﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻔﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺳﻠﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﻼﺕ ..
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ .. ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﻰ ؛؛
ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﻢ ﻳﻀﻴﻊ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﻮﻥ ﻭﻗﺘﺎ .. ﻻ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰ ﺍﺿﺎﻋﻮﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻻ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻌﻞ
ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﺎﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻗﺪ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻬﻢ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ ﺍﻟﻄﻠﻴﺎﻥ ، ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ
ﺍﺫﻋﻨﻮﺍ ﻟﻸﻣﺮ
ﻭﺭﺣﻠﻮﺍ ﻭﺍﻧﺘﺼﺮﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺛﻼﺙ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺗﺤﺮﺭﺕ ﺍﻻﺭﺍﺩﺓ ﻓﻮﻕ
ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ .
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺟﻼﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻘﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﺣﺎﻓﺰﺍ ﻭﻣﺤﺮﻛﺎً ﻗﻮﻳﺎً ﻟﻜﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺑﺘﻠﻴﺖ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻻﺟﻨﺒﻴﺔ
ﺣﻴﺚ
ﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺎﻥ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﺟﻼﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﺗﻄﻬﻴﺮ
ﺑﻠﺪﺍﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻧﺲ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻭﺍﻻﻳﻄﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ
ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ
ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﻭﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ .
ﻓﺤﻠﻲ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻥ ﻧﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺘﻬﺎﻧﻲ ﻭﺍﻥ ﻧﺮﻓﻊ ﺍﻟﻬﺎﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺷﻤﻮﺥ ﻭﺍﻋﺘﺰﺍﺯ ..
ﻭﺍﻥ ﻧﺮﻓﻊ ﻟﻠﻘﺎﺋﺪ ﻣﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ .. ﺻﺎﻧﻊ ﺍﻻﺟﻼﺀ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ...
ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻟﺘﻬﺎﻧﻲ .. ﻋﺮﻓﺎﻧﺎً ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ .. ﻭﺍﺟﻼﻻً ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﺍ ﻻﻫﻠﻪ .. ﻭﺍﻥ ﻧﺴﺘﻤﻄﺮ
ﺷﺂﺑﻴﺐ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻻﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺛﻤﻨﺎً ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ .. ﻭﻣﻦ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻰ ﻧﺼﺮ .